سياسيون: قيادات الجماعة يتاجرون بدماء أنصارهم لضمان «الخروج من الأزمة»
إشارات عديدة تثبت تورط قيادات تنظيم الإخوان فى استغلال أحداث الدم التى تقع بين أعضائها وقوات الأمن أو الأهالى فى الاشتباكات التى أعقبت عزل الرئيس محمد مرسى من أجل كسب تعاطف الرأى العام العالمى، وتصوير المشهد السياسى فى مصر على أنه حرب جماعية تتشارك فيها السلطات المصرية من أجل إبادة أعضاء التنظيم، طبقاً لما يراه عدد من السياسيين استطلعت «الوطن» آراءهم.[SecondImage]
يقول الدكتور نبيل عبدالفتاح، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن «قيادات الإخوان تستخدم دماء أعضاء التنظيم التى تسيل فى اشتباكات مع قوات الشرطة، وتزج بالنساء والأطفال فى الصفوف الأولى للمعتصمين، لتفويت الفرصة على قوات الجيش لمهاجمتهم وفض اعتصامهم، ولاستخدام تلك الوقائع الدامية (المخططة) لتشويه السلطة الحالية والمؤسسة العسكرية وجهاز الشرطة، وخلق حالة من التعاطف الدولى والإقليمى والداخلى معهم، بعد عملية تسويق جيدة لصور ضحاياهم من الأطفال وباقى العمليات التى تفتقد إلى الرشد فى إدارة العملية السياسية».
يضيف «عبدالفتاح»: «الخطط التى يروجها قادة التنظيم الإخوانى الآن تشكل مخاطر عديدة على صورة الإخوان عند المصريين، لأنهم يعرضون الأطفال إلى مخاطر عديدة عندما يدفعون بهم فى مقدمة صفوف المعتصمين، بخلاف رغبتهم فى وقوع المزيد من الدماء حتى يجدوا لأنفسهم أرضاً صلبة تمكنهم من مهاجمة النظام وتشويه صورة الدولة المصرية أمام الرأى العام العالمى خاصة الأمريكى، لضمان استمرار تعاطف وتأييد الرئيس الأمريكى باراك أوباما».
ويرى طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، أن متاجرة تنظيم الإخوان منذ نشأته بالدين دليل واضح على عدم ممانعتهم المتاجرة بأى شىء آخر من أجل تحقيق مصالحهم حتى ولو كان دماء شبابهم وأجساد أطفالهم، والأحداث التى نشهدها تؤكد بشكل واضح أن الإخوان جماعة منحرفة لا تراعى ذمة ولا عهداً ولا مواثيق».
ويلفت «زيدان» إلى أن قادة التنظيم يحثون شبابهم على الاشتباكات مع قوات الأمن دون أن يوجدوا هم فيها، وغالبية أبنائهم خارج مصر الآن، وهو ما يعنى أنهم يدفعون بالبسطاء من أجل استغلال دمائهم فيما بعد أمام وسائل الإعلام العالمية والمحلية، وبالرغم من أن كافة الأعضاء على يقين بأن عودة «مرسى» مستحيلة فإنهم مستمرون فى الضغط من أجل تحقيق بعض المكاسب، تتمثل فى الحصول على ضمانات لعدم ملاحقتهم قضائياً، والخروج الآمن، وعدم إعادتهم إلى السجون مرة أخرى، بالإضافة إلى بعض المكاسب السياسية تتمثل فى عودتهم إلى الحياة السياسية مرة أخرى من خلال مجلس الشورى».
ويعتبر طارق تهامى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن تنظيم الإخوان يسعى لاستغلال الدم لكسب ود الرأى العام العالمى بتشويه صورة الحكم الحالى، وتصويره على أنه قمعى ويقتل الأبرياء فى الشوارع، معتمدين فى ذلك على نفس أسلوبهم القديم الذى وصلوا به إلى سدة الحكم الذى يتلخص فى استقوائهم بأمريكا ومخاطبة ود قاداتها بشكل مستمر. ويؤكد «تهامى» أن تحركات الدبلوماسية المصرية نجحت فى إيقاف هذا الترويج وإفشال مخططات الإخوان، خاصة بعد السماح لمندوبى الوكالات الأجنبية بتصوير حشود المؤيدين لعزل «مرسى» التى نزلت إلى الميادين يوم 26 يوليو، وهو ما يفضح محاولات تشكيك الإخوان فى حجم وقوة المؤيدين.
ويشدد عضو الهيئة العليا لحزب الوفد على أن ظهور ما يسمى بالميدان الثالث وتجمع عدد من المواطنين فى ميدان «سفنكس» هو محاولة جديدة لتنظيم الإخوان يسعى من خلالها لتصوير المشهد السياسى فى مصر على أنه مملوء بالانقسامات، وأنهم ليسوا فقط المعترضين على نظام الحكم الحالى، ولكن هذا المخطط سيفشل لأن غالبية المصريين الآن ينظرون إلى الإخوان على أنهم تنظيم إرهابى.