«ابتسام» تحفظ إرث عائلتها فى رِجليها: 35 سنة مكواة رِجل.. وما تعبتش
«ابتسام» داخل محلها
مُرتدية «كاب» يُخفى شعرها، وقفت «ابتسام» فى محلها الصغير بمنطقة الحضرة فى الإسكندرية، ترفع قدمها اليسرى على سطح معدنى كبير الحجم هو «مكواة رِجل»، منهمكة فى كى الملابس دون أن تلتفت إلى المحيطين بها، خاصة مَن يعتقدون أن مهنتها ذكورية لا يمارسها سوى الرجال، ورغم انقراض المهنة بعد الطفرة التكنولوجية فى كى الملابس بالبخار، فإنها رفضت ترك إرث أجدادها.
ابتسام محمد، 45 عاماً، حاصلة على معهد فنى تجارى، شهرتها «جيجى»، أكدت أنها ورثت المهنة من والدتها بعد وفاتها، وكان أجدادها أول مَن اشتغل بالمهنة فى مدينة كفر الدوار، ثم توجهوا إلى الإسكندرية وأنشأوا المحل الذى تعمل به الآن عام 1929 بمنطقة الحضرة، مؤكدة أنها تعلمت المهنة من والدتها، وأتقنتها حينما وصلت إلى سن العاشرة: «بقالى 35 سنة بشتغل فى المحل، عندى بنت فى ثانوية عامة من ذوى الاحتياجات الخاصة، الشقا مكتوب على جبينى من وأنا طفلة». تعرف «ابتسام» تاريخ «مكواة الرِّجل» التى ابتكروها فى الماضى لكىّ الجلباب العربى والصوف الذى يحتاج إلى جسم ثقيل ودرجة حرارة معينة، ولأن المكواة ثقيلة الحجم فلا يستطيع أن يحركها شخص بيده فقط، لذلك كان العامل يستعين بقوة دفع من الساق مع ذراعه، وهذا الأمر يحتاج إلى مهارة خاصة، موضحة أن مَن يستخدمها يجب أن يكون «صنايعى»، لارتفاع درجة حرارتها: «أدواتى اللى بستخدمها فى شغلى بسيطة وبدائية جداً لكنها انقرضت، وهى لوحة الكى اللى مصنوعة من الزهر ووزنها بين 35 و40 كيلو، وجزء خشبى مغطى بقماش أبيض، وجزء آخر خشبى بحط عليه رِجلى أثناء الكى، والصاجة اللى بحط عليها المكواة بعد رفعها من على النار لتسخينها».