الأجندة الخارجية لرئيس الجمهورية

الأجندة الخارجية لرئيس الجمهورية

10:36 م | الأربعاء 04 يوليو 2012
قدم الرئيس محمد مرسى، قبل فوزه بالرئاسة، برنامجه لأول مائة يوم حال فوزه، الذى تركز حول قضايا داخلية بالأساس، تهدف إلى تطمين الداخل المصرى. وإلى جانب ذلك قدم، من خلال خطاباته بعد توليه الرئاسة، بعض ملامح مشروعه فيما يتعلق بالداخل والخارج. ففى المعتاد، تعتبر أولى الزيارات الخارجية لأى رئيس جديد مؤشراً على توجهات سياسته الخارجية؛ فالرئيس يختار، بطبيعة الحال، الدول الأولى بالرعاية على أجندته الدولية، من حيث المكانة والمصالح المشتركة، سواء على المدى الطويل أو على المدى القصير، التى تبعث زيارتها فى بداية المشوار الرئاسى برسالات ذات مغزى للخارج وربما للداخل أيضاً فى بعض الأحيان. فقد أعلن ياسر على، القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن مرسى قد وعد السفير السعودى بالقاهرة بأن تكون أولى زياراته الخارجية إلى السعودية. وهو فى حالة حدوثه سيكون اختيارا موفقا من الرئيس الجديد، وستكون له تبعات سياسية واقتصادية إيجابية قد تزيل بعض الحساسيات الناشئة بين البلدين منذ قيام الثورة وتفاقمت مع أزمة الجيزاوى لتصل إلى مرحلة لم تحدث منذ الحرب العربية الباردة، كما أن تلك الزيارة ستكون تطمينية لباقى دول الخليج والغرب، خاصة فى حال تقرر توجه مرسى إلى قمة عدم الانحياز فى طهران فى أغسطس المقبل لكى يسلم الرئيس الإيرانى رئاسة الحركة فى الدورة الجديدة. من ناحية أخرى، نجد أن البعد الأفريقى للعلاقات الخارجية المصرية، الذى تضرر بشكل كبير فى العقد الأخير، والذى بدأنا نشعر بتبعاته منذ توقيع اتفاقية عنتيبى لمياه حوض النيل وما أثارته من أزمات، هو أحد الأبعاد الأولى بالرعاية التى قد يتمكن مرسى من تحسينها بشكل أو بآخر من خلال مشاركته شخصياً فى مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقى فى إثيوبيا، وهو ما لم يفعله مبارك منذ محاولة اغتياله فى التسعينات وأثر بالسلب الشديد على قضية مياه حوض النيل، خاصة بعد أن نقل الملف للمؤسسات الأمنية كى تتعامل معه. وتُمكن إضافة القمة الأفريقية إلى مؤتمر التعاون الصينى - الأفريقى الذى سيُعقد فى بكين قريباً، المقرر أن تشارك فيه مصر. وأخيراً، لا يمكن إغفال القضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل التى تمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى وقت لما لها من تأثير على قضية أمن سيناء، بالإضافة إلى العلاقات الشائكة مع حماس.

عرض التعليقات