أستاذة بالجامعة الأمريكية: رصدت سيرة "شهبندر التجار" في عهد العثمانيين
نيللي حنا
قالت الدكتورة نيللى حنا أستاذة التاريخ العثمانى بالجامعة الأمريكية، إنها تعرفتِ على "إسماعيل أبوطاقية" الذي خصصتِ له كتاباً بعنوان "تجار القاهرة في العصر العثماني.. سيرة أبوطاقية شهبندر التجار" خلال فترة دراستها للدكتوراة.
وأضافت حنا، لـ"الوطن": "لاحظت أثناء مطالعتي لوثائق المحاكم الشرعية، خلال إعدادي لرسالة الدكتوراه فى الثمانينات، تكرار اسم أبوطاقية بشكل لافت للنظر، إذ كان كثير الحضور إلى المحكمة ومناسبات أخرى كثيرة، فقررت البحث عنه، واكتشفت لاحقاً أن إسماعيل رجل تعود أصوله إلى مدينة حمص فى بلاد الشام، وفد إلى القاهرة مع والده أحمد أبوطاقية، في النصف الثانى من القرن السادس عشر، بحثاً عن فرص أوسع للتجارة، وبدأ مع والده الذي كان تاجراً جوالاً، وهى أدنى المراتب فى سلك التجار، قبل أن يصبح عين أعيان التجار بالديار المصرية والأقطار اليمنية والبلاد الحجازية والشامية، وليتولى موقع شهبندر التجار حتى وفاته عام 1624".
وتابعت: "اللافت أن بزنس إسماعيل توسع بشكل مذهل حتى شملت تجارته مدن البحر الأحمر، مثل جدة، ووصلت إلى بلاد الهند، وشرق أفريقيا، وامتدت إلى مدن البحر المتوسط، ثم إلى اسطنبول والبندقية، ومن أفريقيا كان يستورد الذهب وريش النعام والعاج والعبيد، وبلغ نشاطه مدينة كانو (في نيجيريا الآن). ولم يكتف الرجل بالتجارة، إذ شكل نشاطاً للاستثمار في المحاصيل الزراعية، خصوصاً قصب السكر، في المنوفية والغربية بدلتا مصر، وتمكن من بناء مصنع لإنتاج السكر في القاهرة".