الشيخ محمد حسان.. من الدعاء للجيش في "عرفات" إلى الدعاء عليه بسبب "رابعة"
اعترى آراء الشيخ محمد حسان تناقض كبير منذ ظهوره على الساحة السياسية، فمع استرجاع للذاكرة لـ مارس 2011، حينما هتفت جموع الشعب "يسقط يسقط حُكم العسكر"، بعد استخدام العُنف في التعامل مع المتظاهرين، وسقوط العديد من القتلى والجرحى، وما تلاه من حادثة سحل وتعرية "ست البنات"، وقضية كشف العذرية، خرج الشيخ حسان مُخاطبًا الجماهير من عرفات أثناء تأديته فريضة الحج، يحثهم على الوقوف جنبا إلى جنب مع الجيش المصري، قائلا "انصحوا رجال الجيش بالخير، وبالهدوء، وبما هو فى صالح الوطن، وكفاكم تخوينًا له، ولا تحاولوا هدمه".
وخلال اعتصام شارع محمد محمود في نوفمبر 2011، ووقوع العديد من القتلى والمُصابين إثر الاستخدام المُفرط للغاز المُسيل للدموع، والخرطوش، والصواعق الكهربائية، من قبل الشرطة، أعلن حسان خلال لقاء له، أن مصر "لم تُختزل في شارع محمد محمود ومُحيط وزارة الداخلية، وأمام رئاسة الوزراء"، مشيرًا خلال حديثه وقتها، إلى أن هناك تهديدات تُحاك ضد المصريين، قائلاً: "هناك من يريدون لمصر أن لاتقف على قدميها، لأن مصر هي رأس القاطرة للعالم الإسلامي والعربي، فهم يريدون أن يفصلوا رأس القاطرة حتى لا يتقدم العالم الإسلامي والعربي"، وطالب حسان خلال حديثه حينها، بضرورة التفرقة بين إسقاط نظام فاسد وإسقاط دولة، قائلا "كل هذه الأحداث يسعون من خلالها إلى إسقاط الدولة والقضاء على الجيش المصري".
وبعد عزل مرسي وإزاحة نظام الإخوان، وتحديدا خلال أحداث المنصة في "رابعة العدوية"، والتي راح ضحيتها العشرات وأُصيب الآلاف من أنصار مرسي، إثر اشتباكات مع الأمن بعد زحفهم إلى كوبري 6 أكتوبر، وجه حسان رسالة إلى الفريق الأول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المُسلحة، يُذكره فيها بتعهده والقوات المسلحة بألا يلقوا الله وأيديهم مُلطخة بدماء المصريين، قائلاً "لا يعقل أبدا أن يقتل المخالف وأن يعالج الخلاف بالقوة والقتل".
واليوم اتخذ حسان موقعًا آخر ضد الجيش، حيث اتهمه بشكل مباشر بـ"التورط في وقوع ضحايا المِنصة"، أو ما أطلقوا عليهم "ضحايا التفويض"، بعد بيان السيسي الذي طالب فيه الشعب المصري تفويضه في التعامل مع العناصر الإرهابية، والذي خرج الملايين من المصريين المؤيدين والمُفوضين له بميادين الحرية، وقال حسان للجيش "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، وأكمل "فالدماء لعنة من الله، وغضب من الله على سافكيها في الدنيا والآخرة".