«الجامعى»: كراسى المرضى «متهالكة».. و«محمد»: مش عارف أعمل عملية لزوجتى منذ شهور
العشوائية تسيطر على مستشفى الزقازيق الجامعى
داخل مستشفى الزقازيق الجامعى يجلس «محمد»، رجل أربعينى، بصحبة والدته «هنية إبراهيم السيد»جاء معها ليساعدها فى الدخول إلى الطبيب لإجراء الكشف عليها، السيدة السبعينية التى تجلس على كرسى متحرك تبدو على ملامحها مظاهر التعب الشديد، تعب جعل من حولها يشتبهون فى إصابتها بجلطة، يقول «محمد»: «آلاف المرضى يترددون على مستشفى الزقازيق الجامعى، العشرات منهم فقط يحصلون على خدمة مميزة، بينما يعانى البقية من الذين لا يجدون أمامهم إلا أن يدعو الله أن يزيح عنهم مرضهم، فلا يحتاجون إلى غيره، ليستنجدوا به»، ويتابع «هناك مشكلة مستمرة فى المستشفى نعانى منها جميعاً تتعلق بعدم حضور الأطباء، أو تأخرهم ساعات طويلة، مما يسهم فى زيادة الأزمة، وتكدّس المرضى أثناء ساعات الانتظار».
ويضيف أن مشكلة تأخر الأطباء أو عدم وجودهم، ليست الأزمة الوحيدة، بل توفير إمكانيات لنقل المرضى داخل المستشفى الجامعى، تعتبر من المشكلات العامة التى تؤثر على الجميع، خصوصاً أن المستشفى الجامعى، مساحته كبيرة، ويصعب على كبار السن أن يتنقلوا بين أقسامه، فهو عبارة عن مبانٍ على مسافات متفاوتة، ويكمل قائلاً: «أبسط حاجة مش لاقيها، روحت علشان أجيب كرسى متحرك أدخل والدتى عليه، لقيت الراجل اللى واقف على الباب عايز منى البطاقة، أخدها منى وقال لى الكراسى قدامك أهى خد اللى انت عايزه، حاولت أدور على كرسى سليم، والله لاقيتهم كلهم مكسرين».
وفى قسم المخ والأعصاب، جلس محمد محمود، يبكى على ابنه الوحيد الذى سقط من شرفة منزله، ويقول «محمد» إنه لجأ بطفله إلى مستشفى الحسينية، فتم تحويله إلى مستشفى الزقازيق الجامعى، موضحاً أنه بعدما فحصه طبيب الاستقبال وطلب حجز طفله فى المستشفى حتى يتابع حالته طبيب المخ والأعصاب، انتظر لأكثر من 10 ساعات، فى مستشفى الزقازيق الجامعى، قائلاً: «اضطريت ألجأ لرئيس قسم المخ والأعصاب، ووقع جزاءات على الممرضات والأطباء اللى أهملوا حالة ابنى».
فى أحد الممرات، جلس محمد السيد بجوار زوجته ينتظران نتائج التحاليل التى أجرياها للمرة الثانية حتى تتم الموافقة على إجراء عملية جراحية لزوجته، يقول «محمد»: «أنا بقالى شهرين باحاول أعمل عملية لزوجتى، بس للأسف مش عارف، طلبوا منى بعض التحليل وعملتها فى المستشفى بعد معاناة شهر، وفى الآخر الدكتور لما شافها قال لى التحاليل دى غلط، وقال لى لازم تعملها تانى، يعنى قدامى شهر علشان أعملها، ومراتى بتتألم من المرض كل يوم، ده مايرضيش ربنا، أنا لو معايا فلوس هاروح أعملها بره، بس أنا شغال فى مصنع فى العاشر من رمضان، وأنا راجل على قدى وربنا يعلم بظروفى».