وزيرة الاستثمار: دعم القاهرة على قمة أولويات الدول الشقيقة.. وعلاقاتنا تاريخية لا تُقاس بالمال
الدكتورة سحر نصر
قالت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، إن الدعم الخليجى لمصر لم يتراجع، وإن الدول الشقيقة وضعت دعمها ودفع وتحفيز اقتصادها قدماً على قمة أولوياتها خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن كل برامج التعاون المشترك تسير بشكل منتظم. وأضافت «سحر» التى شغلت قبل منصبها الحالى منصب وزير التعاون الدولى، وتحظى بعلاقات وطيدة مع المؤسسات التمويلية الدولية، خصوصاً العربية منها، فى حوار لـ«الوطن»، أن الاقتصاد حالياً أصبح قادراً بشكل أفضل على الاعتماد على موارده المحلية فى دفع عملية التنمية، وأن كل المؤشرات الاقتصادية تشير إلى ذلك، موضحة أن علاقات مصر بالخليج العربى تاريخية وتدعمها الروابط الثقافية المشتركة، كما أن قوة مصر تدعم الأمن القومى للدول الخليجية الشقيقة والعكس، فإن قوة الخليج تدعم الأمن القومى كذلك، وهذا بكل تأكيد له مكاسب غير مادية لا يمكن قياسها بالمال، مشيرة إلى أن دول الخليج تدرس بالتنسيق مع مصر تمويل مشروعات مستقبلية جديدة، سيتم الإعلان عنها فى حينه. وإلى نص الحوار.
■ الدعم الخليجى لمصر ليس كما عهدناه بالزخم نفسه الذى أعقب ثورة 30 يونيو.. فما سبب تراجعه برأيك؟
- الدعم الخليجى لمصر يسير بشكل منتظم حتى الآن، كما أنه من الطبيعى أن يكون مكثفاً بشكل أكبر فى أعقاب الثورة مباشرة لإعطاء دفعة للاقتصاد ومساندته فى تخطى الكبوة التى تعرض لها، أما حالياً فقد بلغ الاقتصاد المصرى مؤشرات جيّدة على صعيد الإنتاج والنمو والتشغيل، وأجرى كذلك سياسات إصلاحية تخدم أهدافه فى الأجل الطويل، وبات أقوى، ويمكنه الاعتماد بشكل أفضل على موارده المحلية فى دفع عملية التنمية، إلى جانب الدعم الذى تحصل عليه مصر من كل شركائنا فى التنمية.
سحر نصر: «الدعم الخليجى» لم يتراجع لكن اقتصادنا أصبح أكثر قوة
■ ماذا عن موقف الصناديق العربية وتعهداتها السابقة بتنمية شبه جزيرة سيناء؟ وما الجديد فى هذا الشأن؟
- الصناديق التمويلية العربية مستمرة فى تنفيذ كل التزاماتها تجاه الجانب المصرى، سواء على صعيد المنح أو القروض، وجميع المشروعات الممولة من الصناديق العربية تسير فيها وتيرة التنفيذ بشكل جيد ومنتظم، وحرصنا خلال الفترة الماضية على مناقشة وصياغة مقترحات جديدة للتعاون المستقبلى مع شركاء مصر فى التنمية، خصوصاً مع الصناديق العربية، كما ارتبطت مصر مع مؤسسات التمويل العربية (الصندوق السعودى للتنمية الاقتصادية - الصندوق الكويتى للتنمية - الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى) ببرنامج طموح لتنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة 2.5 مليار دولار، حيث نعمل معاً من خلال هذا البرنامج، الذى يجرى تنفيذه بخُطى سريعة لتشكيل تجربة تنموية فريدة على أرض سيناء ونموذج يُحتذى فى العدالة والتنمية، حيث تستهدف الحكومة المصرية إنجاز الكثير من المشروعات التنموية التى تخدم أهداف التنمية والعدالة على أرض سيناء، وتؤسس لحياة عصرية لأبناء هذه المنطقة والوافدين إليها.
■ وهل هذه المشروعات فى قطاع معين؟
- لا، بل تتوزع هذه المشروعات بين القطاعات المختلفة، فمنها المشروعات السكنية والزراعية، بالإضافة إلى مشروعات البنية التحتية (كتوسيع شبكة الطرق القائمة - وتوفير وتوصيل المياه من خلال إنشاء محطات تحلية مياه ونظم صرف صحى ورى)، التى ستسهم فى رفع مستوى الحافز على الاستثمار فى هذه المنطقة المؤهلة بقوة لقيادة الطفرة الاقتصادية فى مصر مستقبلاً، كما تؤسس الحكومة مشروعات فى مجال التعليم كجامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز والجارى إنشاؤها فى ثلاث مدن (الطور - شرم الشيخ - رأس سدر)، التى ستُمثل نقلة نوعية كبيرة لتأهيل أبناء سيناء للعمل فى المجالات المختلفة، بالإضافة إلى تحسين مستوى الخدمات المقدّمة للمواطنين فى المجالات الصحية والاجتماعية، التى ستسهم بدورها فى تحقيق حياة كريمة لأبناء شبه جزيرة سيناء.
الصناديق العربية مستمرة فى تنفيذ التزاماتها تجاهنا وتمول برنامجاً طموحاً لتنمية سيناء.. ودول الخليج تدرس تمويل مشروعات جديدة فى مصر
■ لكن البعض يشير إلى تراجع النفط عالمياً منذ منتصف 2014 كسبب رئيسى لتراجع المنح الخليجية لمصر عما كانت عليه قبل 4 سنوات؟
- المنح الخليجية لم تتراجع، والدول الشقيقة وضعت دعم مصر واقتصادها على قمة أولوياتها خلال الفترة الماضية، وأشير هنا حقيقة إلى أن كل برامج التعاون المشترك تسير بشكل منتظم. المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، قدمت إلى مصر فى 2016 نحو 2.6 مليار دولار عن طريق الصندوق السعودى للتنمية، والصندوق السعودى للاستثمارات العامة.
■ سبق لكِ أن صرحتِ قائلة إن علاقات مصر بالخليج العربى هى علاقات أقوى من الفلوس.. كيف؟
- علاقات مصر بالخليج العربى تاريخية وتدعمها الروابط الثقافية المشتركة، كما أن قوة مصر تدعم الأمن القومى للدول الخليجية الشقيقة، والعكس حيث إن قوة الخليج تدعم الأمن القومى المصرى كذلك، وهذا بكل تأكيد له مكاسب غير مادية لا يمكن قياسها بالمال.
■ أخيراً، ماذا عن المشروعات المستقبلية التى سيجرى تمويلها من جانب الصناديق التمويلية العربية فى مصر؟
- نحن حريصون بصفة دائمة على وضع خطط ومقترحات لدعم التعاون بين مصر وأشقائها فى دول مجلس التعاون الخليجى، والمشروعات المستقبلية التى سيتم تمويلها لا تزال تحت الدراسة وسوف يتم الإعلان عنها فى حينه.