حصار «الأقصى»: مستوطنون يقتحمون ساحات المسجد والاحتلال الإسرائيلى يمارس «العنف والاعتقالات»
جنود الاحتلال الإسرائيلى يحاصرون مصلين أمام المسجد الأقصى
استمر التوتر لليوم الخامس على التوالى فى مدينة القدس المحتلة، واقتحم مستوطنون، فى ساعات مبكرة من صباح أمس، ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، دون معرفة تفاصيل اقتحاماتهم وجولاتهم، لعدم وجود مسئولين أو مُصلين داخله، وجاء ذلك بعد أن أسفرت مواجهات اندلعت بين عدد من الفلسطينيين فى منطقة «باب الأسباط» فى القدس المحتلة وقوات الاحتلال الإسرائيلى، مساء أمس الأول، عن 50 إصابة. وأوضحت جمعية «الهلال الأحمر» الفلسطينى، أنه تم نقل 15 إصابة إلى مستشفى المقاصد، وأنه تم علاج 35 حالة ميدانياً. وأشارت الجمعية إلى أن الإصابات تنوعت كما يلى: «16 إصابة مطاط و9 إصابات بقنبلة صوت، و25 اعتداءً بالضرب، إضافة إلى إصابة 4 أفراد من طواقم الهلال الأحمر خلال علاجهم مصابى المواجهات»، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأضافت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلى اعتقلت، فجر أمس، 6 شبان فلسطينيين فى مناطق مختلفة من «القدس» وأحالتهم إلى التحقيق والاستجواب، موضحة أن الاحتلال اعتقل الشبان «جهاد ناصر قوس، وعبدالله دعنا وفادى المطور» من منازلهم فى البلدة القديمة، كما اعتقل «ربيع رزق ربيع»، 50 عاماً، من منزله ببلدة أبوديس جنوب شرق القدس المحتلة. واعتقلت قوات الاحتلال موظف الأوقاف الإسلامية عدنان أبوصبيح بالقرب من باب الناظر «المجلس»، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، ويعمل أبوصبيح كإطفائى داخل المسجد الأقصى.
إصابة 50 فى منطقة باب الأسباط.. و«الحمد الله» يحمل حكومة تل أبيب المسئولية الكاملة عن سلامة المسجد و«الخطيب»: ملتزمون بقرار مشايخ ومرجعيات القدس بعدم الدخول من البوابات الإلكترونية
كانت قوات الاحتلال، أغلقت يوم الجمعة الماضى، المسجد فى وجه المصلين، ومنعت صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ 50 عاماً، وتم فتحه، الأحد الماضى، ووضع بوابات إلكترونية على مداخله، الأمر الذى رفضه الفلسطينيون ورفضوا أيضاً الدخول عبر تلك البوابات. وأفادت الوكالة بأن عشرات المقدسيين أدوا، أمس، صلاة الفجر فى الشارع الرئيسى بمنطقة باب الأسباط، وسط وجود مكثف لقوات الاحتلال، أعقبتها هتافات مُناصرة للمسجد الأقصى.
واستدعت مخابرات الاحتلال ليلة أمس حارس المسجد الأقصى المبارك، حمزة الشرباتى، وتم إبلاغ والده لاحقاً عبر الهاتف أن «حمزة» سيبقى معتقلاً وسيُبت بأمر توقيفه فى وقت لاحق من أمس. وأكد مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الخارجية نبيل شعث، أن ما يحدث بالقدس جريمة يُعد لها الاحتلال الإسرائيلى منذ مدة، لافتاً إلى أن الاحتلال يريد تكرار ما فعله بالحرم الإبراهيمى فى الخليل من تقسيم الحرم وتحويله إلى ثكنة عسكرية وتجزئته فى الزمان والمكان، مضيفاً فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن «الأقصى رويناه بدمائنا وحماه الشعب الفلسطينى فى انتفاضة تلو الانتفاضة فى صمود تاريخى للحفاظ على المسجد الأقصى والقدس فى مواجهة الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية». وأكد أن ما يحدث فى منتهى الخطورة: «نحن صامدون، لكننا فى حاجة إلى أمتنا العربية والإسلامية للوقوف بجانبنا».
وحمل رئيس مجلس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله، الحكومة الإسرائيلية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، المسئولية الكاملة عن المساس بالمسجد الأقصى المبارك وكل محاولات الاحتلال لتهويد القدس وتغيير معالمها التاريخية وطمس هويتها العربية الفلسطينية. ودعا «الحمد الله»، فى كلمته بمستهل اجتماع مجلس الوزراء أمس، المجتمع الدولى والدول العربية والإسلامية لتحمّل مسئولياتها لمنع اعتداءات حكومة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، وتأمين حماية دولية لشعبنا ومقدساتنا، ووقف إجراءات الاحتلال التى تنتهك جميع القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية، بل والشرائع السماوية. ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، هاتف «الحمد الله»، أمس، أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، لبحث آخر التطورات فى القدس، لا سيما استمرار إسرائيل فى إجراءاتها التعسّفية المنافية لجميع القوانين والمواثيق الدولية بحق المسجد الأقصى والمقدسيين.
وأكد مدير عام الأوقاف الإسلامية فى القدس المحتلة عزام الخطيب التميمى، «الالتزام بالإجماع الصادر عن مشايخ ومرجعيات القدس الدينية»، بعدم دخول المسجد الأقصى المبارك، من البوابات الإلكترونية، مضيفاً فى تصريحات صحفية، خلال اعتصامه، وعشرات الموظفين، والحراس التابعين للأوقاف أمام مداخل الأقصى، من جهة باب الناظر «المجلس»، أمس: «لن ندخل الأقصى من البوابات الإلكترونية المرفوضة دينياً، وإسلامياً، وأخلاقياً، هذا موقفنا، وسنبقى عليه حتى إزالتها من أمام الأقصى».