"صنع في مصر".. مشروع شبابي لعمل الإكسسوارات "كل حاجة بـ5 جنيه"
رفضوا الاستسلام للانهيار، الذي وصلت إليه السياحة، ولم يتملك اليأس منهم بالرغم من صعوبة استمرارهم في العمل في هذا المجال، وفكروا في طريقة للخروج من هذه الأزمة عن طريق وضع حجر أساس لأول مشروع ذاتي لهم وهو محل "صنع في مصر"، لتصنيع الإكسسوارات والهدايا والمنتجات اليدوية بمول خان الخليلي في قلب شارع المعز.
حرص فريق العمل الشبابي المكون من 13 شابا على صناعة كل منتجاتهم بـ"أيديهم" وبالخامات المصرية المتاحة لديهم خاصة بعد انهيار السياحة، حيث كان بعضهم يعمل بهذا المجال، فعملية وقف الاستيراد جعلتهم يفكرون بشكل أقوى في الاعتماد على الخامات الموجودة في البلد وتصنيعها بأيديهم، ومن ثم بيعها بسعر رمزي لمحاربة جشع التجار واستغلالهم للمواطنين.
"كل حاجة جوه المحل مش بس صنع في مصر، كمان هاند ميد، والأسعار بتبدأ من 5 جنيه"، حسبما قال محمد فؤاد خريج كلية الآداب وصاحب المحل.
لم تنفذ فكرة مشروع "صنع في مصر" على الفور، بل عمل فؤاد لمدة عام في الحسين حتى استطاع أن يجمع أكبر قدر من الأفكار، التي تساعده في البدء بالمشروع، "كان جديد عليا إني أنزل القاهرة وأسيب المدن السياحية، اللي كنت شغال فيها، ولكن بعد ما أخدت خبرة وكونت أفكار قبل إنشاء المشروع، بدأت أجمع فريق من أصدقائي، وحاولنانجمع خبرات بعض لحاد ما توصلنا للفكرة وعملنا ورشة خاصة به وعرضنا كل منتاجاتنا"، وفقا لما قاله فؤاد.
وحرص "رضا" أحد أعضاء فريق العمل على التأكيد أن هدفهم الأساسي من هذا المشروع ليس العائد المادي فقط، إنما تنمية مواهبهم وطموحاتهم، نظرا لحبهم لهذا المجال وامتلاكهم مواهب فيه، ولذلك قرروا العمل بطريقة جديدة عن طريق الاستفادة من أي شاب لديه طموح وموهبة "قبل ما يكون عندنا هوس الفلوس فإحنا ركزنا إننا نستفيد من موهبتنا ونعلى بطموحنا"، كما قال.
ويتمسك رضا وفريق العمل بالأمل الذي يجعلهم لا يتكالبون على العائد المادي فقط من هذا المشروع، وفي نفس الوقت إحساسهم بعائد بقية المواطنين جعلهم يخفضوا أسعار منتجاتهم، فأسعارهم تبدأ من 5 جنيهات رأفة منهم بظروف المواطنين.
"هنكون كذابين لو قولنا إن إحنا مش عايزين فلوس بس إحنا قررنا نشتغل علي ظروف الناس وعلى أد إمكانيات كل واحد"، قال رضا.
وبرغم من أن المشروع بسيط وقائم على مجهوداتهم الذاتية، فلديهم إصرار وأمل كبير ناتج من حبهم الكبير لوطنهم أن يصبح هذا المشروع علامة من العلامات الكبرى مستقبلا.
ويواصل رضا "يمكن علشان إحنا بنحب البلد دي ومنعرفش غيرها ويمكن علشان إحنا أساسا بتوع سياحة وأكتر ناس بتدافع عن البلد دي ونفسنا تكون أحسن بلد، فكرنا في مشروع نبدأه بجهودنا".
ويؤكد أنه بالرغم من أن عمر المشروع شهرين فقط، إلا أن هناك إقبال من المواطنين ووصلت إليهم الفكرة والمجهود الذى يقوم به كل شخص في المشروع.
"أكتر شيء حريصين عليه هو إننا نقدم أحسن خدمة، وأجود منتج، وأسهل طريقة لتوصيل الشغل بتاعنا لكل مكان في مصر، وهو ده العائد اللي إحنا منتظرينه، العائد المعنوي اللي أهم عندنا من العائد المادي، وبتوفيق ربنا هنوصل لأكبر عائد مادي إن شاء الله"، وفق أعضاء فريق عمل مشروع صنع في مصر.