قتيلان و30 مصاباً حصيلة اشتباكات قطع الطريق الزراعى بقليوب
بدأت نيابة جنوب القليوبية، بإشراف المستشار محمد عبدالله، المحامى العام لنيابات جنوب بنها، التحقيقات مع 35 متهما من أنصار الرئيس المعزول، أغلبهم من المصابين فى الأحداث الدامية التى شهدها الطريق الزراعى السريع أمس لمدة أكثر من 10 ساعات، أغلق خلالها الإخوان الطريق قرب قليوب والطريق الدائرى، الأمر الذى أصاب حركة المرور بالشلل التام وعطل آلاف المسافرين، وأغلق كافة المحاور المرورية بين القاهرة ومحافظات الدلتا، ما أثار حفيظة كثير من السائقين والمسافرين وأهالى المنطقة، ووقعت المواجهات بعد أن رفض أنصار مرسى فتح الحركة المرورية أمام الطريق والاستجابة لرغبات المواطنين والركاب، الأمر الذى أدى لمواجهات ساخنة وصلت لحد إطلاق الرصاص والخرطوش، مما أسفر عن مصرع شابين من أهالى قليوب البلد، هما محمد يحيى زكريا محمدى 15 سنة، ومصطفى عبدالنبى عبدالفتاح، 18 سنة، وإصابة 30 آخرين، تم إحالة 19 منهم لمستشفى طوخ المركزى، والباقين لمستشفى التأمين الصحى بشبرا الخيمة، بينهم ضابط شرطة وعدد من المجندين.
كشفت التحقيقات الأولية عن أن 7 فقط من المتهمين من أبناء القليوبية، و12 من المنوفية و8 من كفرالشيخ و2 من بنى سويف و3 من البحيرة و2 من الفيوم وواحد من القاهرة، كما تبين أنهم جاءوا فى سيارات ميكروباص من رابعة العدوية، بعد أن تلقوا أوامر من أحد الأشخاص، من أنصار الجماعة بالتجمع قرب الدائرى عند قليوب، بهدف قطع الطريق وإحداث حالة من الشلل المرورى أعلى وأسفل الدائرى وعلى الطريق الزراعى.
وقد دفعت أجهزة الأمن بعدة تشكيلات للأمن المركزى وقوات مكافحة الشغب للسيطرة على الموقف ومنع امتداد المواجهات بين الطرفين، كما تم إعادة فتح الطريق أمام حركة المرور، وذلك قرب أذان المغرب والإفطار بعد حالات الكر والفر التى شهدتها المنطقة، وتبادل إطلاق الرصاص والخرطوش.
وتوصلت التحقيقات التى باشرها فريق من نيابة قليوب، بإشراف هيثم أبوضيف، مدير النيابة، ورئاسة تهامى وجدى، مدير النيابة، إلى أن أنصار الرئيس المعزول كان بحوزتهم أسلحة خرطوش خلال المظاهرة وأن المسيرة تم الحشد لها بأوامر من قيادات الجماعة الموجودة فى رابعة العدوية عقب فشل مسيرة شبرا الخيمة أمس الأول، فى قطع الطريق الدائرى عند منطقة أرض أم بيومى.
وتبين أنه عندما وصلت المسيرة منطقة ميت حلفا بقليوب قرب وحدة الجيش الموجودة هناك لتأمين مدخل القاهرة الكبرى ومنع دخول مسلحين للقاهرة، بدأ المتظاهرون فى مهاجمة أفراد القوات المسلحة، مما أثار حفيظة المواطنين الذين اشتبكوا معهم وبدأت المناوشات، وبادر أعضاء الإخوان بإطلاق الرصاص من أسلحة خرطوش تجاه الشرطة التى ردت عليهم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، فرشق أنصار المعزول ضباط القوات المسلحة بميت حلفا بالحجارة واعتدوا على سيارات الشرطة وتسببوا فى تلف عدد منها وإصابة ضابط شرطة.
من جانبه أكد اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، أن الوضع الأمنى حاليا مستقر فى منطقة الطريق الزراعى عند قليوب، والتى شهدت أحداثا دامية لمدة 7 ساعات ومواجهات مع أنصار الرئيس المعزول، حيث تمكنت أجهزة وفرق قوات مكافحة الشغب من إعادة فتح الطريق من جديد، وإجبار أنصار الرئيس المعزول على فض تجمهرهم، وعودة الحركة المرورية إلى طبيعتها.
وأضاف مدير الأمن أن «الأهالى والقوات المسلحة انضموا لقوات الشرطة فى التعامل مع مؤيدى المعزول، وتم فتح الطريق وإعادة الحركة المرورية بعد توقفها منذ ظهر اليوم»، مشيراً إلى أن فرق مكافحة الشغب لم تستخدم سوى الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين وفتح الطريق.
وكشف مدير الأمن أن الأحداث شهدت إصابة أحد ضباط الشرطة، الذى تلقى حجرا من ناحية مؤيدى الرئيس خلال الأحداث، كما تعرضت سيارة شرطة للتحطيم وكذا سيارة أحد المواطنين الذى حاول اختراق المحتجين للمرور على الطريق.
من ناحية أخرى سيطرت قوات الحماية المدنية بالقليوبية، فى الساعات الأولى من صباح أمس، على حريق نشب فى مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة قليوب، وتبين مهاجمة مجهولين له بالمولوتوف ولاذوا بالفرار، وذلك على خلفية اتهام عضو مجلس الشعب السابق عن الإخوان أحمد دياب بأنه وراء الاشتباكات العنيفة التى حدثت على الطريق الزراعى.
من ناحية أخرى استنكرت القوى السياسية بالمحافظة أحداث العنف التى شهدها الطريق الزراعى بسبب مسيرة الإخوان، وقال حسن أبوالسعود، منسق جبهة الإنقاذ بالقليوبية، إن الدم المصرى كله حرام ونحن ندين العنف بكل شدة.
وطالب «أبوالسعود» بضرورة التحقيق فى كل الوقائع التى تحدث وبشكل عاجل وتشكيل لجان قضائية خاصة لسرعة ضبط وإحضار المطلوبين فورا ومحاسبتهم وإصدار أحكام نهائية بشأنهم.
فى ذات السياق، قال أحمد حسين، المتحدث الرسمى باسم جبهة الإنقاذ بالقليوبية، إننا نستبعد بشدة حدوث أى حالات عنف أو اندلاع حرب أهلية فى الشارع المصرى، كما يريد الإخوان افتعالها، مع الأخذ فى الاعتبار أن الغضب فى الشارع ضد الإخوان يتصاعد.