سيرجيو راموس.. محارب بكل الوجوه
«نعم، قررت تقصير شعر رأسى، سأظهر بشكل جديد فى يورو 2012».. كلمات قالها فى نفسه الظهير الأيمن الإسبانى سيرجيو راموس الذى تحول خلال الموسم الأخير إلى لاعب قلب دفاع فى فريق ريال مدريد والمنتخب الإسبانى، فى ظل غياب قلب الأسد كارلوس بويول للإصابة، وبالفعل قام بتقصير شعره على غير العادة.. والتقط لنفسه صورة فوتوغرافية وضعها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى مصحوبة بتعليق كتب فيه: «ما رأيكم يا رفاق، لقد غيرت قصة شعرى خصيصاً من أجل اليورو، وإن لم تعجبكم فلا تقلقوا، شعرى سينمو سريعاً».
علق الكثير من الصحفيين والنقاد فى إسبانيا على تصرف راموس مؤكدين أنه نسى البطولة واهتم بقصة شعره، لكن بعد حوالى 25 يوماً من تصريحاتهم بشأنه، أثبت راموس أنه كان على حق، فهو كان مستعداً إلى أقصى درجة، واستحق لقب أفضل مدافع فى البطولة.
فى مدينة كاماس الهادئة، إحدى مدن محافظة إشبيلية الإسبانية، صباح يوم 30 مارس 1986، ولد سيرجيو ذو الملامح المكسيكية الخالصة، منذ أيامه الأولى عشق المخاطرة، الجميع علموا بأن هذا الفتى سيصبح شيئاً ما فى المستقبل، وقبل أن يتم عامه العاشر التحق بمدرسة الكرة فى نادى إشبيلية، وتدرج سريعاً ماراً بفرق الشباب والناشئين حتى وصل إلى الفريق الأول فى عام 2004، بعد فوزه بلقب بطولة أوروبا للشباب تحت 19 عاماً مع المنتخب الإسبانى، ونظراً لتألقه الملحوظ خلال هذا الموسم، قامت إدارة النادى الملكى ريال مدريد بالتوقيع معه، وفى العام نفسه لعب مباراته الدولية الأولى بقميص المنتخب الإسبانى.
يتميز راموس بروح قتالية لا مثيل لها، تصل به أحياناً إلى حد التهور، وبالرغم من احتلاله لمرتبة أعنف لاعبى ريال مدريد على مر التاريخ (الأكثر حصولاً على البطاقات الحمراء) فإنه من أكثر لاعبى إسبانيا مرحاً ويعد صديقا لكل اللاعبين.
الآن وبعد أكثر من 26 عاماً مرت على مولده، أصبح سيرجيو راموس علامة فارقة فى تاريخ المنتخب الإسبانى، بعدما توج بلقب أمم أوروبا 2012، واختاره مركز أبحاث وإحصائيات (كاسترول) الذى يعد المرصد الأول لأرقام البطولة، كأفضل لاعبى البطولة من حيث الجهد والأداء، متفوقاً على نجوم كبار مثل رونالدو وإبراهيموفيتش ورونى وغيرهم.