أقل طلب يكلف صاحبه 15 جنيهاً الغلاء يفسد «قعدة القهوة»
صورة أرشيفية
الجلوس فى المقاهى ليس رفاهية بالنسبة لعدد كبير من المواطنين، بعضهم يجدها وسيلة للراحة بعد إرهاق يوم طويل، وغيرهم اعتادوا الجلوس فيها كشكل من أشكال الروتين اليومى، وآخرون تكون بالنسبة لهم وسيلة جيدة للقاء مع أصدقائهم مع كوب الشاى وبجانبه حجر الشيشة، يتسامرون ويفضفضون حول مشاكلهم الشخصية، وأحياناً تتطرق حواراتهم إلى البلد ووضعه الأمنى والسياسى والاقتصادى، وفى إطار ذلك تبرز مشكلة ارتفاع الأسعار، التى تكون محور الحديث على كل الطاولات.
اعتاد أحمد جابر، 26 عاماً، الجلوس فى مقهى بمدينة نصر، ذات يوم قرر صاحب المقهى رفع السعر، فهاتف أصدقاءه قائلاً لهم: «هنعمل إيه؟ هنقعد فين؟»، فكان ردهم: «خليك قاعد مكانك، كله زود»، كانت الزيادة على كل المشاريب: «حجر الشيشة المعسل زاد نص جنيه، الفواكه أقل حجر بـ15 جنيه، فنجان القهوة زاد من 6 إلى 8 جنيه، والقهوة الفرنساوى من 8 إلى 10 جنيه».
بينما يحرص إسماعيل توفيق، مهندس عمارة، على الجلوس فى المقهى باستمرار بعد عمله، أحياناً يجلس مع أصدقائه، وفى أوقات أخرى يجلس وحده، سواء فى منطقة الشيخ زايد حيث يسكن، أو فى منطقة مصر الجديدة بالقرب من عمله: «الجلوس فى القهوة مش رفاهية، الواحد بيحتاج يفصل سواء بقعدة حلوة مع صحابه أو لوحده فى هدوء»، ويصرف «إسماعيل» فى حدود الـ18 جنيهاً فى جلسته داخل المقهى مقابل حجر شيشة تفاح وفنجان قهوة.
أما هشام مجدى، 27 عاماً، فكان دائم الجلوس فى أحد مقاهى المريوطية مع أصدقائه، وهى العادة التى لم يقطعها منذ سنوات، يتلاقون شبه يومى، لكنه فوجئ مؤخراً بغلاء أسعار المنتجات: «الحاجة الساقعة» وصل ثمنها إلى 7 جنيهات، بالإضافة إلى غلاء معظم أسعار المشروبات، فكان قراره تغيير المقهى بآخر فى الهرم: «فوجئت إن كله غلّا السعر، قعدة القهوة بتسحب فلوس كتير جداً».
دفع «هشام» 25 جنيهاً مقابل حجر شيشة فواكه، وفنجان قهوة مع مياه معدنية، وهو مبلغ اعتبره كبيراً: «زمان كنا ممكن ندفعه فى كافيه»، وكان قراره هو تقليل جلوسه فى المقهى قدر الإمكان، بالإضافة إلى تقليل شربه للشيشة.
فى التجمع الخامس اعتاد «أحمد» الجلوس فى مقهى معين، لكن الأسعار أعلى قليلاً، حجر الشيشة الفواكه يساوى 15 جنيهاً، كوب الشاى 5 جنيهات، النسكافيه 12 جنيهاً، أما العصائر الطبيعية فتصل إلى 15 جنيهاً للكوب، والمياه الغازية تصل إلى 10 جنيهات.