«سارة» دخلت المستشفى للولادة فخرجت دون رحم
سارة مع أطفالها
مرت شهور حملها بسلام، لم تشعر طيلة الشهور التسعة بآلام صعبة، باستثناء آلام الحمل المعروفة، لكن الحال تبدلت عندما داهمتها آلام الوضع، ودخلت أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة بمنطقة شبرا، لتتدهور حالتها الصحية، وتفقد الوعى لمدة قاربت على الأسبوعين، وتظل أسيرة لأمراض لم تشهدها من قبل، ما بين تهتك فى المثانة والحالب، وتوقف مؤقت لوظائف الكلى، لم تكن تلك الأمراض وحدها بل زاد عليها الألم باستئصال الأطباء لرحمها بعد الولادة.
3 تجارب للإنجاب مرت بها سارة، 35 عاماً، مدرسة قرآن بالأزهر، مرت جميعاً بخير، وجاءت المرة الأخيرة فى 24 أبريل الماضى، لتتبدل حياتها وحياة أسرتها الصغيرة بحسب محمد ناجى زوجها: «كان يوم صعب جداً، كنا رايحين المستشفى، بنهزر وبنتكلم، ولما دخلت غرفة العمليات قعدت نحو 6 ساعات فاقدة الوعى ودخلت الرعاية المركزة أسبوعين، وبعدها فضلت نحو أسبوع فى المستشفى بتتألم وتعبانة ولحد الآن تعبانة ومش عارفين نعمل إيه»، لم تتمكن سارة من ضم طفلتها المولودة التى حملت نفس اسمها «سارة» لتقف المحاليل الطبية والأدوية والألم عائقاً بينهما، إذ أصيبت المولودة بعدوى تسببت فى بقائها فى الحضانة لفترة.
الزوج: اكتشفنا أن المستشفى صادر له قرار بالغلق.. ومديره: الولادات المتكررة سبب الحادث
يقول «ناجى»، 39 عاماً، محاسب: «بعد ما الدكتورة أعطت سارة طلق صناعى علشان تولدها طبيعى خرجت خلتنى أدفع فرق ولادة وتمن أكياس دم علشان قررت إنها تولدها قيصرى، وبعد ساعات خرجت تانى علشان أمضى على إقرار استئصال رحم»، مضيفاً: «مضيت وبعد 3 ساعات خرجت سارة فاقدة الوعى ودخلت العناية المركزة والطفلة كانت الحمد لله كويسة، عرفت تانى يوم من الدكاترة فى المستشفى إن الرحم انفجر، وهى بتعمل العملية هتكت المثانة والحالب وركبت بينهم قسطرة علشان تصريف البول غير إنها فقدت 3 ونص لتر دم، وده اللى خلاها تغسل كلى 3 مرات بالظبط أثناء وجودها فى العناية المركزة»، ويكمل «ناجى» حديثه عن المراحل التى خاضها لمحاسبة الطبيبة عما أصاب زوجته: «حررت محضراً برقم 3127 فى قسم الساحل وتم حفظه وقدمت تظلماً للنائب العام واتفتح التحقيق تانى فى المحضر، وطالبت بأن الطب الشرعى يكشف على سارة لكن الطلب اترفض، وقدمت شكوى فى وزارة الصحة، وإدارة العلاج الحر بالوزارة بعتت لجنة شافت حالة المدام وشافت المستشفى وبعد أسبوعين كلمتهم تانى وقالوا إن المستشفى كان ليها قرار غلق لغرف العمليات، وإن كل العمليات اللى اتعملت كانت من تحت لتحت وإحنا هنبعت قرار غلق جديد»، وتابع ناجى: «مدير المستشفى قالى ماحدش يقدر يقفل المستشفى حتى لو مين، وطبعاً بعد ما شكيتهم فى وزارة الصحة الدكتورة عرضت عليَّا فلوس علشان أتنازل عن الشكوى، لكن أنا رفضت ولما طلبت تقرير طبى من المستشفى رفضوا وبعد فترة إدونى تقريرين واحد لدكتور المسالك البولية وده صحيح، والتانى خاص بدكتورة النسا والولادة، وده فيه غلطات كتير، وطبعاً المستشفى مع الدكتورة علشان مساهمة فيها، وغير كده مدير المستشفى زوجها»، ويواصل «ناجى» الحديث عن حالة زوجته بعد خروجها من المستشفى ومكوثها فى البيت لعدم قدرتها على العودة لعملها: «طبعاً الطفلة اتحرمت من الرضاعة الطبيعية وعايشة على الرضاعة الصناعى، لأن المدام بتعانى من أنيميا ونقص كالسيوم غير الألم اللى مستمر معاها لحد دلوقتى فى مكان العملية، ولسه ليها عملية بعد رمضان علشان تشيل القسطرة»، ويختم «ناجى» حديثه: «المستشفى تكفلت بكل مصاريف العلاج ومصاريف الحضانة، لكن أنا عايز اللى أخطأ يتحاسب». من جانبه، أكد مدير المستشفى، رفض ذكر اسمه، أنه تم اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات الطبية السليمة لعلاج سارة، بالإضافة لتحمل المستشفى كافة تكاليف العلاج لها ولطفلتها، وخرجت من المستشفى بحالة جيدة لكنها ستخضع للجراحة مرة أخرى لفك القسطرة»، واعتبر مدير المستشفى أن زوج سارة يتاجر بحالتها، وهو ما أكده فى قوله: «الأستاذ محمد بيتاجر بقصة مراته علشان ياخد فلوس وبعت لى المحامى بتاعه يطلب منى مليون جنيه وأنا طردته من مكتبى، وقلت له زى ما المحضر اتحفظ أول مرة هيتحفظ تانى بالإضافة إلى إن فاتورة المستشفى تتعدى 80 ألف جنيه شلناها كلها، والدكتورة أنا حافظها كويس وهى معرضتش عليه حاجة»، موضحاً: «اللى حصل ده وارد يحصل فى أى عملية جراحية ومدام سارة كويسة وفى البيت مامتتش يعنى، والدكتورة عملت اللى عليها علشان تنقذ حياتها وحياة الطفلة، وكل اللى حصل دى مضاعفات طبية ناتجة من الولادة المتكررة أدت لانفجار الرحم، وعلشان الرحم لازق فى المثانة بالتالى اتأذت هى والحالب».