رئيس «العربية للإصلاح الجنائى» لـ«الوطن»: «الإخوان» يوجهون الإرهاب فى سيناء.. وهم المستفيد الأول من المصالحة
قال الناشط الحقوقى، محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى، إن المصالحة الوطنية فى مصر، غير ممكنة إلا إذا كانت هناك حالة تسامح من جانب الشعب المصرى ومختلف الأطراف السياسية مع تيارات الإسلام السياسى، فضلاً عن إصدار قانون للعدالة الاجتماعية، وتشكيل لجنة من الحكماء تضم كل الأطراف، بما فيها تنظيم الإخوان، والسلفيون.
وأضاف «زارع» فى حواره مع «الوطن»، أن تنظيم الإخوان هو المستفيد الأول من المصالحة، بعدما أصبح العالم كله يدرك أنهم يوجهون الإرهاب فى سيناء وأن أموالهم تذهب الآن للعمل المسلح، لافتاً إلى أن المصالحة تخلفت فى مصر عنها فى باقى الدول، ويجب ألا تسمح بممارسة الإخوان للعمل السياسى إلا فى حدود جمعية الإخوان، أو حزب الحرية والعدالة.
* كيف يمكن تحقيق المصالحة الوطنية فى مصر؟
- لكى تتحقق المصالحة الوطنية لا بد من تنفيذ خطوات معينة، أولاها أن تكون هناك رغبة فى المصالحة بين الأطراف المتعادية، ولن تتم إلا بتسامح بين الشعب المصرى كله، وبين الحكومة والنظام، والأطراف السياسية وتيارات الإسلام السياسى، ثم يصدر قانون للعدالة الاجتماعية فى مصر، ليحاسب مرتكبو الجرائم، ويصدر عفو عن بعض أعضاء التنظيم الدولى للإخوان، مع تعويض الضحايا، والتحفظ على الكيانات القائمة، فضلاً على تشكيل لجنة من الحكماء تضم جميع التيارات السياسية بمختلف توجهاتها للم الشمل ونزع فتيل العنف والوصول بمصر لبر الأمان.
* هل تضم لجنة الحكماء أعضاء من تيارات الإسلام السياسى؟
- تضم أعضاء من جميع التيارات السياسية، ويكونون من الحكماء الذين لم يرتكبوا أى جرائم فى الشارع المصرى، ولابد أن يعى الجميع أن هذه اللجنة ستضحى بجزء من العدالة، وتكون عدالة انتقالية ناقصة لصالح المستقبل، مقابل الالتزام بالقانون والدستور.
* هل ترى فى الإخوان الآن من يمكن إشراكه فى المصالحة الوطنية؟
- لا أعرف أحداً الآن، ولكن الأمر يحتاج إلى عقلاء من داخل التنظيم، تكون لهم شرعية ومكانة بين الإخوان، ومؤثرون على قراراتهم، ولا يجوز أن يكون من الصف الثانى أو أحرار الإخوان، لأن التصالح سيُحدث انقساماً داخل الأعضاء أنفسهم.
* هناك العديد من الدول التى تبنت فكرة العدالة الانتقالية ونفذتها، ما النموذج الأقرب لمصر؟
- أعتقد أن مصر نموذج مختلف عن جميع الدول، فجنوب أفريقيا كانت أزمتها على أساس اللون والعرق، بين البيض والسود، واستمرت بها المجازر من 1960 حتى 1990، وكان الوضع مختلفاً، لأن الحكم كان على أساس عنصرى، أما المغرب فكانت المصالحة لديهم مبادرة من قبل الحاكم، فهو من قام بالمصالحة بعد اضطهاد كبير منه لمؤسسات الدولة، وهو من تحول نحو العدالة الاجتماعية.
* ما المعوقات التى قد تحول دون المصالحة؟
- العراقيل هى أن المصالحة مع الإخوان ستحدث انقساماً داخل تنظيمهم، وسيرفضها البعض، وسيعتصم هؤلاء ويبادرون بالعنف والإرهاب والترويع، لأن سيناء مكان غير آمن، كما يحدث الآن من أمثال صفوت حجازى. علاوة على أن المشكلة ليست فى النظام، وإنما فى الشارع المصرى الذى أصبح هناك عداء بينه وبين الإخوان، ولم يعد يقبل فكرة المصالحة معهم، لأنه لا يثق فى وعودهم.
* إلى أى مدى سيستفيد الإخوان من المصالحة؟
- «الإخوان» هى المستفيد الأكبر منها، لأنها فى حاجة ماسة للحفاظ على هويتها، ليس فى مصر فقط، وإنما فى كل دول العالم، فالإرهاب يزيد داخل سيناء والجميع أصبح يعى أن الأموال التى تذهب للإخوان توجه للإرهاب، وهو الأمر الذى لن يسكت عليه المجتمع الدولى المتعاطف مع محمد مرسى، الرئيس السابق، كما أن التنظيم أصبح يمارس العمل المسلح، ما سيؤدى إلى مصادرة أمواله.
* هل المصالحة تعنى السماح للإخوان بالممارسة السياسية والترشح للانتخابات الرئاسية؟
- نعم سيسمح لهم بالترشح، فالقانون يكفل هذا للجميع، ولكن لا قلق من الترشح، لأن الشعب المصرى عرف حجم الإخوان الطبيعى، ونجاحهم أصبح فرصة ضائعة، ولكن المصالحة ستسمح لبعض كيانات الإخوان بالوجود.
* هل المصالحة تعنى الحفاظ على التنظيم الدولى للإخوان؟
- لا، فممارسات التنظيم للسياسة، فى حين أن مصادر تمويله مجهولة، أصبح أمراً غير مقبول، لكن هناك بعض الكيانات الموجودة للإخوان من الممكن الاستمرار فيها، مثل جمعية الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة.