مائدة «أم بدوى» تتحدى النكد: نفسى الناس تضحك زى زمان
فرحة كبيرة تغمرهن رغم بساطة هيئتهن، يجلسن جماعة فى صحن مسجد الحسين، يُجهّزن لطعام المائدة التى اعتادت الحاجة «أم بدوى» أن تقيمها منذ 14 عاماً. جلست «أم بدوى» تخبّئ جسدها فى جلباب أسمر وخمار أبيض كبير وتدندن: «صلى على النبى.. صلى صلى»، وخلفها نسوة يرددن وراءها ولكن بصوت خفيض حتى لا يزعجن المصلين فى المسجد.
لفترة بسيطة تتوقف «أم بدوى» عن إعداد مائدة الرحمن، بسبب مرضها وعجزها عن القيام بشراء وطهى وتوزيع الطعام، ولكن مع الأزمات الأخيرة التى شهدتها الدولة، قرّرت العودة إلى المائدة لتثبت للجميع أن الخير فى مصر ما زال موجوداً.
المرأة التى تجاوز عمرها 60 عاماً، تحكى عن إصرارها على النزول رغم تقدُّمها فى السن ورفض أولادها الخمسة قائلة: «نفسى أشوف البسمة على وش الخلق، وهمّا بياكلوا.. هوّ فى أحلى من اللمة فى رمضان».
تشير «أم بدوى» إلى النسوة اللاتى يجلسن إلى جانبها على الحصيرة الكبيرة المفروشة على الأرض كأكبر دليل على أن الخير ما زال موجوداً، فهى لا تعرفهن، فهن أتين لمساعدتها بمجرد علمهن أنها تنوى إقامة المائدة، بل قمن بتوزيع المهام بينهن، فواحدة مسئولة عن إعداد الخضار والثانية عن طهى الحلوى: «البكاء والحزن خيّم على حارتنا، بسبب الأحداث السياسية الأخيرة وقرّرت أن أقاومه بمائدة رحمن من صنع إيدى».
علامات الدهشة ترتسم على وجه «أم بدوى» وهى تتذكر وجه أحد جيرانها بمنطقة النهضة، وهو يتحدث عن أن ما يحدث من علامات خراب مصر: «خراب مصر إزاى وفيها سيدنا الحسين حبيب النبى، الناس اللى بتقول خراب مصر لا تعرف أن مصر مذكورة فى القرآن، وربنا حاميها من قبل ما همّا يظهروا».