أسرة الكاتب محمود رافع تحكى معاناتها مع «دار الفؤاد»: بدأوا يلحقوه بعد فوات الأوان
محمود رافع
«إهمال جسيم».. كلمات وصفت بها جبهة الدفاع عن الصحفيين، فى بيان، قبل يومين، ما رآه الكاتب الصحفى محمود رافع، مدير تحرير جريدة الأخبار المسائى بمؤسسة أخبار اليوم، داخل مستشفى دار الفؤاد قبل وفاته به، حيث دخل المستشفى قبل ما يقارب الشهر لإجراء عملية زرع كبد، مكث على أثرها داخل المستشفى حتى وفاته الثلاثاء الماضى بعد تدهور ملحوظ ومتزايد فى صحته يوماً بعد يوم، حسبما أكدت أسرته.
زوجته: كنت باخد الاستشارة من تليفون الريسبشين ومفيش مرة شفت فيها دكتور.. وشقيقه: لما استنجد بالأطباء كانوا يقولون دى أمور طبيعية
«حتى الجمعة الماضية كان كويس، وكان مفروض مكتوب له على خروج السبت، وفجأة بدأ يشتكى من حاجات كتير».. يقول «جمال رافع» شقيق الكاتب الصحفى محمود رافع، الذى كان مرافقاً له داخل المستشفى فى الأيام الثلاثة الأخيرة له قبل وفاته، موضحاً أن التدهور فى صحته بدأ بشكل تدريجى، عندما اشتكى الفقيد من آلام فى القلب تسببت فى تمديد فترة وجوده داخل المستشفى لأيام أخرى ظهرت خلالها مشكلات صحية أخرى: «الجمعة بالليل بدأ يشتكى من حرقان على صدره، وقعد لحد ما مات مياكلش ولا يشرب بسبب الموضوع ده ولما كنت أجرى على الدكاترة أستنجد بيهم كانوا يقولوا ده أمور طبيعية بعد العملية».
حال استمر عليها «جمال» مع شقيقه «رافع» طيلة ليلة الجمعة، يهوّن على أخيه تارة، ويذهب مستنجداً بالأطباء تارة أخرى دون جدوى، إلى أن دخل المريض مرة أخرى للعناية المركزة فى صباح اليوم التالى: «قالوا إنه حصل له تجمع دموى على العملية نتيجة انفجار داخل بطنه، ولما سألنا على الدكتور اللى عمل العملية قالوا إنه مبيجيش غير يوم التلات، وفضلنا تايهين على الوضع ده كده لحد ما اتوفى»، حالة من الصدمة سيطرت على «جمال» بعد معرفته بوفاة شقيقه، لا سيما أن موعد خروج «رافع» من المستشفى قد اقترب: «كنا لامين الهدوم وعاملين حسابنا إنه خلاص هيخرج، ولما عرفت إنه مات جالى انهيار وكنت بعيط وبلطم على وشى».
«محضر فى قسم الشرطة» كان هو الإجراء الذى اتخذته مروة عدوى، زوجة «رافع»، ضد مستشفى الفؤاد، تتهمه فيه بـ«الإهمال» الذى أدى إلى وفاة زوجها، حسبما قالت لـ«الوطن»: «فضل رافض الأكل والشرب أكتر من 3 أيام، ولما كنت أقول لهم إن فيه سبب طبى للموضوع ده، يقولوا لى لأ هو نفسه مسدودة وبيتدلع، لحد ما اكتشفنا إنه بيتقيأ دم وإنه جاله قرح فى المرىء والمعدة، رغم إنه مكانش عنده أى مشاكل فى المعدة ولا الجهاز الهضمى، لكن ده نتج عن إهمال كبير فى علاجه»، طبيعة عمل «مروة» فى قسم الكيمياء العضوية بالمركز القومى للبحوث جعلها على دراية ببعض الأمور التى أشعرتها بخطورة حالة زوجها وضرورة اتخاذ إجراءات معينة بمجرد ظهور هذه الأعراض، إلا أن المستشفى لم يتخذ أياً من هذه الإجراءات، حسب ما قالت: «لما المريض ينقطع عن الأكل والشرب ده معناه إنه عنده مشكلة فى الجهاز الهضمى، وده ميتعرفش غير بالمنظار أو لما المريض يتقيأ دم، ولما استنجدت بيهم وأقول لهم فيه سبب علمى لازم نعرفه، كانوا يقولوا إنه بيتدلع ومش عايز يساعد نفسه وكانوا بيجيبوا اللوم عليه هو، ومعملوش المنظار إلا بعد ما تقيأ دم، وعملوه أكتر من 3 مرات بس بعد ما الموضوع خرج من أيديهم ومعرفوش يسيطروا عليه من كتر الدم».
أزمة أخرى فى التواصل مع الأطباء المختصين واجهتها «مروة» طوال فترة وجودها وزوجها داخل المستشفى، عبرت عنها بقولها: «كنت كل ما أطلب طبيب يخلونى أكلمه عن طريق التليفون من خلال الريسيبشن، ومفيش ولا مرة شفت فيها دكتور، وأى حاجة كانت بتبقى عن طريق التليفون، وحتى مكونتش بعرف اسم الدكتور اللى بيكلمنى ده إيه، ولما كنت أسأل على الأطباء كانوا يقولوا لى إنهم فى مرور ومش فاضيين».
وقال حاتم زكريا، أمين عام نقابة الصحفيين، إن وفاة الكاتب الصحفى محمود رافع، داخل مستشفى دار الفؤاد لم تكن الأولى من نوعها، حيث توفى صحفى آخر فى ملابسات شبيهة لهذه الأزمة منذ فترة، وهو الأمر الذى يضع علامات الاستفهام حول المستشفى والإهمال الموجود فيه، حسب قول «حاتم».
وأضاف «حاتم»: «المسألة فى حاجة إلى إجراءات يجب أن تتخذ، وأيه إجراءات قانونية أو غير قانونية ستتخذها أسرة الفقيد ستقف النقابة معهم فيها، وهو أمر طبيعى يجب أن تتخذه النقابة تجاه أى أزمة تواجه أحداً من أعضائها، فأى شىء يمس الصحفيين نحن معه قلباً وقالباً»، مشيراً إلى أن زوجة الكاتب محمود رافع، لم تتواصل معه بشكل شخصى حتى الآن.
من جهته، قال الدكتور على محروس، رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والتراخيص، إنه تم تسيير لجنة من الإدارة للتفتيش على مستوى المستشفى والتأكد من تطبيقه للاشتراطات الصحية من عدمه.
وأوضح «محروس» لـ«الوطن» أنه لم يتم رصد أى مخالفات بالمستشفى باستثناء بعض شروط مكافحة العدوى، منوهاً بأنه تم الاطلاع على التقرير الطبى للصحفى محمود رافع وصورة ملفه الصحى بالمستشفى ومراحل علاجه، وإعداد تقرير وعرضه على لجنة استشارية من أساتذة الجامعات للاطلاع وإبداء الرأى، لافتاً إلى أن اللجنة ستبدى رأيها خلال أسبوع على الأكثر