أهالى «صان الحجر» بعد 40 يوم عطش: «محدش سأل فينا»
أهالى القرية يملأون «جراكن المياه» من القرى المجاورة
رحلة شقاء يومية يعيشها قرابة نصف مليون نسمة من أهالى قرى مركز صان الحجر بالشرقية، بحثاً عن قطرة ماء، مع استمرار انقطاع المياه عنهم لليوم الأربعين على التوالى، ما دفع العشرات منهم إلى الخروج أفواجاً، والسير عدة كيلومترات فى أجواء شديدة الحرارة لملء الجراكن بالمياه مقابل 4 جنيهات للواحد.
«40 يوماً دون أن نجد قطرة مياه واحدة، رغم أننا فى شهر رمضان، وتقدمنا بالعديد من الشكاوى دون مجيب»، قالها السيد زكريا، 23 عاماً، ابن قرية القصبى، قبل أن يبدأ رحلته اليومية للبحث عن عربة كارو يستقلها لجلب المياه من قرية مجاورة، موضحاً: «لا نجد نقطة ماء فى شهر رمضان، وبعض الأهالى يلجأون إلى تجميع الجراكن، والسير مسافة تصل إلى 8 كيلومترات لجلب مياه الشرب من القرى المجاورة، أو مركز الحسينية، رغم أن معظمها غير نقيّة».
نائب برلمانى يقدم طلب إحاطة إلى وزير الإسكان.. ويطالب الحكومة بسرعة إتمام محطة الكبارشة
وأضاف: «مياه الشرب مقطوعة عن قرى القصبى شرق، والقصبى غرب، ولهيطة، وحانورة، والأربعين، والناصرية، بالإضافة لعدد آخر من القرى منذ 40 يوماً، وعندما تقدمنا بشكاوى إلى الوحدات المحلية، ومجلس المدينة، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، ونواب البرلمان، لم نتلقَّ أى رد، كما طالبنا مجلس المدينة بتوفير سيارات لتوزيع مياه الشرب بمبالغ رمزية، دون جدوى، حيث اقتصر توزيع هذه المياه على مَن لديهم واسطة». ربة المنزل فوزية السيد قالت: «افتح الحنفية كل دقيقة على أمل أن أجد المياه، لكن فى كل مرة أرجع خائبة الأمل، وأعود مجدداً للتفكير فى كيفية تلبية احتياجات المنزل من المياه»، مشيرة إلى أن رحلتها للبحث عن المياه تبدأ بعد أذان الفجر بتجهيز وتجميع الجراكن لحين وصول سيارة بيع المياه، ثم التسابق مع الأهالى لتعبئتها أو مطالبة أحد الجيران بمساعدتها». وأضافت: «ماذا نفعل؟ نحن محرومون من أبسط حقوقنا فى الشهر الكريم، فالناس تفطر على المياه بعد المغرب، بينما مضى علينا نحو 40 يوماً دون أن نراها، ما يضطرنا إلى الاعتماد على مياه الطلمبات أو الترع فى غسل الأوانى والملابس، لكننا لا نستطيع الاعتماد عليها فى الشرب بسبب ارتفاع نسبة الملوحة».
من جهته، قال رائف تمراز، عضو مجلس النواب عن دائرة الحسينية وصان الحجر، إنه قدم طلب إحاطة إلى وزير الإسكان وبياناً عاجلاً للحكومة، بشأن انقطاع مياه الشرب عن قرى صان الحجر، رغم أن عدد سكانها يصل إلى نصف مليون نسمة، فيما حمَّل شركة مياه الشرب والصرف الصحى مسئولية انقطاع المياه، والتقاعس عن إيجاد حلول لها، سواء بإمداد القرى بسيارات مياه، أو ضخ المياه من المحطات المغذية لهذه القرى.
وطالب «تمراز» الجهات المعنية بالإسراع فى إنشاء محطة مياه الشرب فى قرية الكبارشة، خاصة أنها حصلت على موافقة وزير الإسكان والمرافق، كما أتاحت لها الوزارة التمويل اللازم، والبالغ 350 مليون جنيه، لخدمة مراكز صان الحجر والحسينية ومنشأة أبوعمر، ومن المقرر أن تحل جزءاً كبيراً من الأزمة حال تشغيلها، فهى ستعمل بطاقة إنتاجية 68 ألف متر مكعب يومياً، وبتكلفة 350 مليون جنيه.
وقال المهندس فايز أبوالمعاطى، مدير فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحى فى صان الحجر: «توجد مشكلة فى توصيل مياه الشرب بشكل منتظم إلى جميع الأهالى، ونواجه ذلك بضخ مياه الشرب بالتناوب بين عدد من القرى، حيث يتم توصيلها لمدة 3 أيام إلى قرى محددة، و3 أيام إلى قرى أخرى، وفى حال عدم وجود مناوبة يتم إمداد القرى بسيارات لتوزيع المياه، كما نواصل أعمال إنشاء محطة مياه شرب جديدة لحل المشكلة نهائياً».