الفيوم: شهيد و65 مصاباً فى معركة بين الإخوان والمتظاهرين
شهدت الفيوم حتى الساعات الأولى من صباح أمس، الاثنين، أكبر تظاهرة معارضة للنظام الحاكم فى مصر، مقارنة بأى فعاليات كانت تخرج على مستوى المحافظة، كما شهدت أطول ليلة بين الإخوان ومعارضيهم، فى مشاجرة بالأسلحة النارية والآلية على مقر «الحرية والعدالة».
أسر مصرية بالكامل خرجت من منازلها فى الخامسة من مساء الأحد، مهرولة على ميدان سواقى الهدير، وسط مدينة الفيوم، وهى تحمل أعلام مصر، ودراجات بخارية استقلها شباب يحمل العلم المصرى، وعلى صدورهم وجباههم لافتات حمراء اللون مكتوب عليها «ارحل».
ظلت الهتافات والفعاليات سلمية على مدار اليوم، ولم يفكر أحد حتى من الصبية الذين اعتادوا استغلال هذه التظاهرات لمهاجمة مديرية الأمن، فى القيام بنفس الأمر، بل توجهوا إلى شارع جمال عبدالناصر المؤدى إلى ميدان المسلة، حيث مقر حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان، على الرغم من قرار قادة حملة «تمرد» والقوى السياسية والحزبية بعدم الذهاب لأى مقرات تابعة للجماعة أو حزبها. بعد مرور دقائق قليلة بدأت الاشتباكات، وتعالت أصوات الطرق على أعمدة الإنارة بالقرب من عمارة التأمين، التى تضم وحدة للمخابرات المصرية بأحد طوابقها، وكانت عبارة عن أصوات تحذيرية من قبل العشرات من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين لزملائهم الذين يقفون بالشوم ومواسير المياه الحديدية والسلاح النارى مع مجموعة أخرى توجد فى مدخل العمارة التى يوجد بها مقر الحزب. بعد مرور دقائق سقط مصاب، ولم يتوقف المشهد بل انطلق صوت من ميكروفون لأحد قيادات الحزب أمام مقرهم، يطالب كتائب الإخوان بالتحرك لصد أى محاولات لاقتراب المتظاهرين للمقر، قائلا لهم «المجموعة رقم واحد يا إخوة تتجه إلى الكوبرى العلوى لتمشيطه، والمجموعة رقم «2» تتجه إلى عمارة التأمين للتصدى للمتظاهرين»، ليصاحب ذلك صرخات شباب الإخوان «قوة.. عزيمة.. إيمان»، وكلما أطلقوا طلقة صوب المعارضين يرددون هتافات «بالروح بالدم.. نفديك يا إسلام».
وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريبا، جاءت مدرعتان إلى المنطقة، فأوقف شباب الإخوان إطلاق الرصاص لثوانٍ قليلة، ثم عاد القتال من جديد، حتى تعرض زجاج إحدى المدرعات للكسر بسبب الأعيرة النارية.
ظل المشهد هكذا حتى الساعة الرابعة، دون تدخل من الشرطة للفصل بينهما، حتى انصرف الشباب والصبية المعارضون من المنطقة، ليعود الهدوء إلى ساحة القتال بمنطقة المسلة، لتخلف المعركة القتيل محمد أشرف قرنى (16 سنة)، من قرية المندرة، والذى لفظ أنفاسه الأخيرة فجر أمس، متأثرا بإصابته بطلق نارى فى الرأس، و65 مصاباً خرج منهم 60، بعد تلقيهم العلاج فى مستشفى الفيوم العام.