أمير الكويت يقود وساطة بين قطر ودول الخليج.. و"بن علوي" في القاهرة
أمير دولة الكويت
دخلت الأزمة الخليجية العربية مع قطر في إطار مساعي الوساطة، بزيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، الأربعاء، إلى دولة الكويت التقى خلالها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها "تميم" منذ اندلاع أزمة تصريحاته التي تتواصل تداعياتها حتى الآن على علاقات قطر بكل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
"أبوزيد": الوساطة الكويتية لن تنجح إلا إذا اعادت النظام القطري إلى صوابه.. و"حفتر" يحذر قطر من دعم الارهاب في ليبيا
ويأتي ذلك فيما أجرى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الأربعاء، زيارة للقاهرة لم تكن محددة من قبل، حيث قالت مصادر دبلوماسية إن الهدف من الزيارة هو تناول الأوضاع الإقليمية وسبل التنسيق بين الجهود المصرية والعمانية وخاصة في الملف اليمني لاستئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة، فضلا عن تناول ابعاد الازمة الخليجية مع قطر.
مصدر دبلوماسي كويتي: السعودية تريد اعتذار قطر وتغيير توجهات الدوحة أمر مشكوك فيه
وقال مصدر دبلوماسي كويتي مسؤول إن أمير البلاد يرعى جهود تصحيح العلاقات داخل مجلس التعاون، بما يشمل الحفاظ على المجلس موحدا، في إطار التزام دوله الاعضاء بما يصدر عنه من قرارات وتوجهات متفق عليها، مؤكدا أن هذه الجهود التي تبذلها دولة الكويت بقيادة الأمير، ليست مهمة يسيرة، إذ أن حالة التصعيد المتبادل التي لا تزال قائمة مرشحة للتفاقم أكثر من ذلك في أي لحظة بما لا يدع مجالا لجهود المصالحة أن تأتي أُكلها، مؤكدا أن الدول التي في خلاف مع قطر وعلى رأسها السعودية تنتظر في المقابل اعتذارا عن الإساءات وتصويبا للمواقف السابقة، بما يشمل في المحصلة النهاية تغيرا في توجهات السياسة الخارجية القطرية المضادة للإجماع الخليجي والعربي، وهو "أمر صعب المنال ومشكوك في استدامته"، بحسب المصدر.
وقال السفير سيد أبوزيد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية لـ"الوطن"، إن المنطقة تشهد مرحلة نشطة سياسيا كان ينبغي فيها على "البيت الخليجي" أن يظهر بمظهر موحد وموقف واحد في ضوء تفاعلها مع الادارة الامريكية الجديدة وهكذا، وهو ما كان يستدعي ألا تبدي قطر مواقفا مغايرة للإجماع الخليجي والعربي، إلا أن شذوذ مواقف قطر أظهرت ضعفا في منظومة مجلس التعاون الخليجي وهو ما أدي إلى غضب سعودي بالغ، إذ ان قطر لم تكتف فقط بالاختلاف عن الإجماع الخليجي والتغريد خارج السرب فقط، ولكنها وقفت في كثير من الحالات ضد أعضاء المجلس.
وفيما يتعلق باللقاءات الخليجية المكثفة التي تشهدها الكويت برعاية الأمير المعروف عنها قيامه بالعديد من الوساطات في الأزمات التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها أزمة سحب السفراء من قطر في 2014، قال "أبوزيد": "عادة ما تقوم دولة الكويت بدور المساعي الحميدة والوساطة بين أشقائها كمحاولة لجسر الهوة بينهم، ولكن هذه المرة سيدخل الدور الكويتي، أو هكذا يجب أن يقوم بتعقيل أو إعادة النظام القطري إلى صوابه تماما.
وتابع: الكثير من مواقفه تدل على أنه فقد صوابه السياسي تماما، فهو يدعي أن الدول تعرقل مسيرته لإحلال الاستقرار في المنطقة، وأن حماس هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وذلك على سبيل المثال من واقع تصريحات تميم بن حمد نفسها، حيث يعد موقف كهذا ليس فقط مخالفا للإجماع العربي والاسلامي، ولكنه متنافيا مع الشرعية الدولية وإجماع المجتمع الدولي"، معتبرا أن الازمة لا يمكن حلها بسهولة وسرعة نظرا للتعقيدات والتصعيد والهجوم المتبادل، مضيفا أن لن تدخل المصالحة حيز التنفيذ مالم تعتذر قطر وتصحح مواقفها السياسية.
واستضافت الكويت عدة مسؤولين خليجيين مؤخرا، حيث استقبل الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت أمس الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني بحضور الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت والشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، حيث شددا على "ضرورة الدفع بالجهود الهادفة لمزيد من التنسيق والتعاون المشترك الذي يزيد البيت الخليجي منعة وقوة ويجعله أكثر قدرة على مواجهة مجمل التطورات والتحديات التي تشهدها المنطقة والعالم"، وأكدا على أهمية التعاون بين البلدين في مواجهة محاولات زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، عبر زيادة آفاق التنسيق والتعاون خاصة وأن المنطقة لا تزال مستهدفة في أمنها واستقرارها ويتطلب مع ذلك الاستهداف المزيد من اليقظة والحذر.
وعلى الساحة الليبية التي لا تبتعد الأيادي القطرية كثيرا عنها، حذر القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، من استمرار سياسة قطر، بقوله إن "العمل الإرهابي" الذي ارتكبته قطر على الأراضي الليبية "لن يمر مجانا".
وكان حفتر اتهم مؤخرا قطر ودولا أخرى لم يسمها، بتقديم دعم مالي لجماعات إرهابية في بلاده.
وقال بيان القائد العام للقوات المسلحة الليبية: "القوات المسلحة تراقب الجاليات التشادية والسودانية والإفريقية عموما والعربية الموجودة على الساحة الليبية، التي دخلت إليها نتيجة عدم السيطرة على الحدود، والتي دعمت وجلبت عن طريق دول إقليمية ودول تدعم الإرهاب".
وأشار "حفتر" إلى أن بعض هؤلاء استلموا "مبالغ مالية من دولة قطر وكذلك من دول أخرى ومن عناصر الإرهاب المتمثلة في بعض الميليشيات الإرهابية داخل ليبيا.