«درنة».. تحالف ميليشيات الإرهاب على ساحل «المتوسط» فى ليبيا
صورة أرشيفية
تشهد ليبيا منذ ثورة 15 فبراير عام 2011، أحداثاً دامية، دفعت الكثير من المراقبين لتوصيف ما حدث بأنه «ثورة فاشلة»، وخلفت تلك الأحداث حالة أمنية رخوة، سمحت للتنظيمات المتطرفة بالتوغل والانتشار، فى ظل الفشل الأمنى، إلى جانب البيئة الجغرافية الوعرة التى سهلت انتشار تلك الجماعات.
وتشكلت عشرات الجماعات الإرهابية فى ليبيا، منذ ذلك الحين، وبرز منها تنظيمات داعش ومجلس شورى المجاهدين فى درنة ومجلس شورى شباب الإسلام. وكان طبيعياً أن تتركز الضربات المتلاحقة التى نفذتها القوات الجوية المصرية، فى العمق الليبى، أمس الأول، على معسكرات شورى المجاهدين فى «درنة»، حيث يجرى فى تلك المعسكرات التخطيط والتدريب على العمليات الإرهابية التى تقع داخل مصر، فيما جاءت الضربات المصرية الأخيرة بعد ساعات قليلة من استهداف أوتوبيس يقل أقباطاً فى المنيا. وتعتبر هذه هى العملية الثانية، التى تستهدف فيها القوات الجوية المصرية، معاقل للتنظيمات الإرهابية، بعد العملية الأولى التى جرت فى عام 2015، انتقاماً لذبح عدد من الأقباط المصريين فى ليبيا.
«المجلس» تشكل فى 2014 ويسيطر على مناطق كبيرة فى المدينة الليبية
وتشكل مجلس شورى «مجاهدى درنة»، على يد عضو الجماعة الليبية المقاتلة سالم دربى، فى 12 ديسمبر 2014. ودخل المجلس مع تنظيم داعش بدرنة، فى نزاع على السلطة والموارد بالمدينة. ومجلس شورى «مجاهدى درنة» وضواحيها، وهو تحالف لميليشيات، تعلن أنها تريد تطبيق الشريعة الإسلامية فى درنة، إضافة إلى السعى لتنفيذ أعراف اجتماعية صارمة فى المدينة الساحلية، وتُعرف بأنها تُناصب العداء المطلق للفريق خليفة حفتر، قائد الجيش الليبى، وتنظيم داعش أيضاً. وفى يونيو 2015، قتل مسلحو «داعش»، أحد قيادات مجلس شورى مجاهدى درنة، ناصر العكر، بعد ذلك أعلن المجلس «الجهاد» ضد «داعش». وقتل قائد المجلس سالم دربى، فى وقتٍ لاحق خلال القتال ضد «داعش». وعند تأسيس المجلس ضم كلاً من: ميليشيا أنصار الشريعة فى درنة، المصنّفة على لائحة الإرهاب من قِبَل مجلس الأمن منذ 20 نوفمبر 2014، وميليشيا جيش الإسلام وميليشيا شهداء بوسليم. ونجح مجلس شورى المجاهدين فى درنة، فى طرد تنظيم داعش من المدينة الساحلية، خلال الشهور الماضية، بعد معارك دامت أكثر من عام.
وظهر «داعش» فى ليبيا، خلال فبراير 2015، حينما دخل مقاتلوه مدينة سرت فى موكب كبير من عربات الدفع الرباعى، وسيطر على الكثير من المناطق، بسبب كثرة مقاتليه آنذاك، الذين كان عددهم يصل إلى 5000، وفقاً لمراكز بحثية دولية، إلا أن عددهم فى الوقت الحالى يصل إلى ما يقرب من 500، فى ظل الخسائر الكبيرة، التى مُنى بها «التنظيم»، خلال الأشهر الأخيرة، وفرار عدد آخر من عناصره.
وتُعد درنة أكثر المدن الليبية، التى تشهد وجود إرهابيين بها، وذلك نظراً لطبيعتها الجبلية ووفرة الإمكانيات المادية الكبيرة، فهى مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط فى شمال شرق ليبيا، على خط طول 32.45، وخط عرض 22.40، يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، ويشطرها مجرى الوادى إلى شطرين، وهذا الوادى يُسمى وادى درنة، وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة فى ليبيا.