سكان «المقلب» بعد إزالة منازلهم: «لو عندنا بديل ماكناش عشنا مع التعابين والعقارب»
سكان منطقة «المقلب» فى الشارع بعد إزالة منازلهم
ضمن حملة استعادة الأراضى المُتعدى عليها، وعلى بُعد خطوات من بحيرة عين الصيرة، فوجئت عشرات الأسر من سكان منطقة «المقلب» الملاصقة لعزبة خيرالله بقوات من الشرطة تقوم بهدم منازلهم تنفيذاً لقرارات إزالة، وقال الأهالى إنهم ضحايا لعمليات نصب أوقعتهم فى شباك بعض مُلاك الأراضى فى تلك المنطقة، والذين باعوهم قطع أراض لبناء منازل وورش، ووصل بهم الحال إلى أنهم سيستقبلون شهر رمضان بدون مأوى.
يقول مصطفى السيد، صاحب منزل تمت إزالته، «أب لـ14»، إنه جاء إلى المنطقة عام 2010، واشترى قطعة أرض مساحتها 190 متراً بمبلغ 250 ألف جنيه، ولديه عقد مسجل، وأنشأ «دار فلاحى» على مساحة 100 متر، واستغل باقى المساحة لبناء ورشة تقطيع رخام، ومنذ نحو 4 سنين أنشأت شركة عدة أبراج فى منطقة مواجهة، متابعاً: «ومنذ هذا الوقت واحنا مهددين إننا نمشى يوم ورا التانى، وكل شوية حد ييجى لنا من الحى يشوف عقود ملكيتنا ويمشى»، يستطرد الرجل الخمسينى أن منزله وورشته كان يوجد بهما عداد مياه تم تركيبه بشكل رسمى، شأن كافة المنازل الموجودة فى المنطقة، بالإضافة لعداد كهرباء بنظام «الممارسة»، الأهم من ذلك أن «مجموعة الورش والمصانع الصغيرة التى تم إنشاؤها فى قلب المنطقة ساهمت بشكل كبير فى تجميع شباب عزبة خيرالله وتعليمهم صنعة الرخام والحدادة مقابل الحصول على يوميات 150 جنيهاً، وبعد هدم تلك الورش على ما فيها من معدات، لن يكون أمام عشرات الشباب سوى الوقوف على الطرقات لتثبيت المارة وسرقتهم». «أم سماح»، سيدة خمسينية، رحل عنها زوجها منذ 13 عاماً، تاركاً لها بنتين وولداً، فعملت فى حرف ومهن عديدة حتى تستطيع تربيتهم، استيقظت صباح أمس على صوت اللوادر أثناء هدمها شقتها التى لا تتعدى مساحتها 40 متراً على ما فيها من أثاث منزل وأجهزة كهربائية كان فاعلو الخير من أبناء العزبة قد اشتروها لها، كنوع من المساعدة لها، بعد علمهم بسوء حالتها المادية.
مسئول: الأراضى المعتدى عليها مملوكة لشركة حكومية.. وإزالات جديدة على مدار الأيام المقبلة
وأضافت: «الحكومة هدّت البيت على دماغى ودماغ عيالى من غير حتى ما يدّونا إنذار علشان نطلّع حاجتنا بره علشان مايبقاش موت وخراب ديار، اتفاجئنا باللوادر بتجهز الطريق وقوات شرطة كتير موجودة فى المنطقة، سألناهم عن السبب قالوا لنا شوية وهتعرفوا، وبعدها بشوية الهدم بدأ».
ولا يجد أسامة عبدالتواب حرجاً فى الاعتراف بأنه لا يملك عقداً لمنزله، وأنه عاش لمدة خمس سنوات بتيار كهربائى مسروق، ووصلة مياه من عداد أحد جيرانه، لا يعلم مدى قانونية وجوده، ولكنه يبرر ذلك بعدم منح الدولة له أى حقوق أو امتيازات، وعلى الرغم من حصوله على معهد خدمة اجتماعية فإن محاولاته العديدة للحصول على وظيفة باءت بالفشل، وتكرر الأمر فى رفض الأجهزة المعنية منحه شقة، نظراً لكونه غير موظف، ولا يوجد لديه مصدر دخل ثابت، فلم يجد أمامه سوى بناء «4 جدران» تؤويه للعيش مع زوجته التى ارتضت بظروفه الصعبة، ويُنهى حديثه قائلاً: «إحنا لو عندنا مكان تانى نروحه ماكناش رضينا بالعيشة بين العقارب والتعابين هنا فى شق الجبل».
ويقول أحد مسئولى المساحة التابعين لحى مصر القديمة والموجودين فى موقع الإزالة -طلب عدم ذكر اسمه- إن المنازل التى تمت إزالتها، مُقامة على أرض مملوكة لإحدى شركات الأراضى الحكومية، المسئولة عن تنفيذ مشروع عمارات الفسطاط، فوجئ المسئولون عنها أثناء تنفيذهم المرحلة الأولى من العمارات ببعض أهالى عزبة خيرالله، وقد أقاموا «منازل عشوائية وعشش وورش رخام وبلاستيك»، على أراضى الشركة المخصصة للمرحلة الثانية من المشروع، وقاموا بسرقة تيار كهربائى من محولات الشركة مالكة الأرض.
ويضيف أن هدم منازل المنطقة يأتى كمرحلة أولى ضمن سلسلة عمليات إزالة سوف يتم تنفيذها على مدار الأيام المقبلة لمخالفات قام بها بعض الأهالى بالتعدى دون وجه حق، وأن الحى قام بإرسال ملف كامل بها للجهات المختصة، لإدراجها ضمن جدول الإزالات على مدار الأيام المقبلة.