رغم الحر والصوم والإعاقة.. "علاء" يبيع الشربات في الحر: الرزق على الله
علاء يبيع الشربات بمصر الجديدة
وسط جو شديد الحرارة، يبدأ علاء محمد تجهيز مكانه الذي يختاره في شوارع روكسي بمصر الجديدة، قبل شعوره بالعطش، يضع 3 كاوتشات فوق بعضهم، وفي آخرهم صندوق خشبي مفتوح مليئ بـ"جوارب" مختلفة الأشكال والألوان للرجال والنساء، ورغم إعاقته جسديا في أحد ساقيه، لكنه ينتظر الزبائن على قدميه، وأحيانا يجلس على كرسي يبعد عن فرشته بمسافة طويلة، من أجل الرزق.
يقف أمام زبائنه ويمزح معهم، رغم تعبه الشديد الذي يشعر به بسبب الصيام، وحين يبدأ الزبون الفصال يقول علاء مازحا: "لا ده الشراب فيه فردتين"، فمعاملة الأشخاص بلطف "شيء لا بد منه" وفقا لعلاء: "هما ملهمش ذنب إني تعبان أو شقيان كل واحد عنده مشكله".
"لما بيكون مفيش زباين واقفة ولا حد بيشتري، بقعد أقرأ قرآن واسبح ربنا". يقول علاء، إنه يحرص على الاقتراب من الله في شهر رمضان قدر المستطاع.
قبل الإفطار، يسرع علاء، 39 عاما، للعودة إلى منزله في عزبة الهجانة، أو شراء "الكشري"، أو ما تيسر أمامه بأسعار رخيصة، ثم يعود مرة أخرى لعمله وينتهي منه في نحو الثانية عشر بعد منتصف الليل، ويعود لتناول السحور مع أسرته.
في الأيام الأولى من رمضان لا يذهب علاء للعمل: "الناس في الأول مبتهمتمش بالبيع ولا بالشراء، وبينشغلوا بالصيام، وبعد الفطار بيتمشوا في روكسي ويشتروا، عشان كده في الأول ببدأ شغلي بعد المغرب، بعد شوية البيع بيزيد بنسبة 50%، عشان كده ببدأ في نص رمضان اشتغل طول اليوم".
منذ العام 1990، اعتاد محمد، العمل بين بيع "الخردوات والجوارب والقفازات وفرش الشعر وغيرها"، كونه رجل بين 3 فتيات، فظل يصرف على عائلته حتى توفي والده ووالدته، واستطاع تجهيز اثنين من شقيقاته، أما الثالثة فتزوجت عندما كان صغيرا، ما جعله لا يستطيع طوال هذه الفترة الادخار لاستئجار محل: "اللي داخل في الجيب طالع على طول مبلحقش احوشلي مبلغ ورايا مصاريف كتير، ودلوقتي عندي زوجة و3 بنات".