بسمة وهبة: لا أبحث عن «الفرقعة».. ولا أضع نفسى فى مقارنات مع الإعلاميين
بسمة وهبة
يصفها كثيرون بأنها إعلامية مثيرة للجدل بما تقدمه وتطرحه من قضايا اجتماعية وإنسانية شائكة لا يجرؤ كثير من الإعلاميين الآخرين على الاقتراب منها، ورغم اختلاف البعض مع ما تطرحه وتقدمه فإنهم لا ينكرون أنها من الإعلاميات الرائدات فى مجال تقديم البرامج الاجتماعية والإنسانية، ويشهد على ذلك برنامجها «قبل أن تحاسبوا» الذى قدمته قبل 15 عاماً على قناة «اقرأ»، وكان له تأثير فعال على الناس والمسئولين ليس فى مصر فقط، ولكن فى جميع أرجاء الوطن العربى. بسمة وهبة، صاحبة الاسم البارز فى الإعلام والتى اشتهرت بجرأتها، تحدثت لـ«الوطن» فى حوار عن برنامجها الجديد «هتكلم»، والقضايا التى تناقشها من خلاله وأسباب تفضيلها لـ«القاهرة والناس» للظهور من خلالها، وأشياء كثيرة أخرى، وإلى نص الحوار:
■ بداية.. لماذا اخترت قناة القاهرة والناس لتظهرى عليها بعد تركك لقناة «TEN»؟
- تلقيت عرضاً للانضمام إلى قناة «أون لايف» لتقديم برنامجى من خلالها، وكانت تجمعنى علاقات ود ومحبة مع القائمين على إدارة القناة، ولكننى بعد تفكير عميق توصلت إلى أن طبيعة وسياسة القناة لا تناسب طبيعة وسياسة برنامجى لأن طابعها إخبارى وهذا سيُلزمنى بعدم الخروج عن الشكل المألوف لشخصية المحطة، ووجدت أن هذا سيتسبب فى ظلم برنامجى لأنه اجتماعى إنسانى، وتزامن هذا مع عرض من القائمين على «القاهرة والناس» للانضمام إليها، وبعد أن جلسنا معاً شعرت بالارتياح الشديد وكنت سعيدة بالتعامل والتعاون مع إعلامى بحجم طارق نور الذى يتميز بعقليته الإعلامية المحترفة فهو «صنايعى فى مجاله» لا ينافسه أحد، كما أنه يدير محطته بنفسه ولا يتركها لأحد كما أنه ماهر فى صناعة الإعلامى النجم لأن هذه مهنته وهذا ما كنت أبحث عنه، وسيضيف لى بالتأكيد.
لم أترك «أون لايف» بسبب خلافات.. وعلاقتى بكل القائمين عليها جيدة
■ تردد أنك تركت «أون لايف» بعد خلافات مع الإدارة وقررت الانسحاب وفسخ التعاقد.. فما صحة ذلك؟
- هذا الأمر غير صحيح بالمرة، فعلاقتى ولآخر لحظة بالقائمين على إدارة أون لايف كانت جيدة للغاية، ولم يحدث بيننا أى خلافات تُذكر، ولكننى بعد دراسة الأمر الخاص ببرنامجى جيداً وجدت أن سياسة القناة لا تناسب سياسة برنامجى لأنها إخبارية ولو تم عرضه سيتعرض لظلم فقررت قبول عرض «القاهرة والناس» التى لا يوجد وجه للمقارنة بينها وبين «أون لايف»، والحمد لله كانت وجهة نظرى صحيحة مائة بالمائة ونجح برنامجى «هتكلم».
■ البرنامج ينتمى لنوعية البرامج الإنسانية والاجتماعية التى اشتهرت بها، فلماذا تصرين على تقديم هذه النوعية من البرامج دون غيرها؟
- لأن هذه النوعية من البرامج هى ملعبى لا أجد نفسى إلا فيها، فأنا لا أعرف أن أعمل مذيعة وإنما عملى يتناسب مع الدور الذى رسمته لنفسى فى الحياة وهو الوقوف إلى جانب المظلوم ضد الظالم، أحب أن أشارك فى حل المشاكل وهذه هى طبيعتى، وعندما أفعل الشىء الذى يتناسب مع طبيعتى أشعر أننى أقترب من شخصيتى وأرتبط بها أكثر وهنا أشعر بذاتى وبنجاحى.
■ القضايا التى تناقشينها فى برامجك دائماً مثيرة للجدل فهل تقصدين لفت الانتباه؟
- لا أقصد ذلك مطلقاً، وكل القضايا الجريئة التى ناقشتها لم يكن لى هدف شخصى من ورائها، وآخرها حلقة عبدة الشيطان التى جاءت فكرتها لى بالصدفة ووقعت عينى على الكاهن الحقيقى، وبعد مناقشات مع فريق الإعداد قررنا العمل على ذلك، ولم يكن لى هدف سوى توعية الشباب الذى وجدته ينساق خلف هذه الضلالات، وخوفى عليهم هو دافعى فى ذلك، ومن واجبى كإنسانة أولاً وإعلامية ثانياً تسليط الضوء على مثل هذه الظواهر الغريبة على مجتمعنا الذى يتميز أبناؤه بثقافة ووعى كامل.
أنا أول إعلامية تقدم برامج اجتماعية وإنسانية.. و«قبل أن تحاسبوا» أهم برنامج فى تاريخى.. وطارق نور صاحب عقلية إعلامية محترفة لذلك فضّلت التعاقد معه وأعتبر نفسى تلميذة لـ«وائل الإبراشى»
■ أثارت حلقة عبدة الشيطان جدلاً كبيراً بين جمهور السوشيال ميديا.. فهل كنت تتوقعين ذلك؟
- إطلاقاً.. وكون هذه الحلقة تُحدث كل هذه الضجة والجدل فأنا لم أرتب لذلك أو أخطط له لأننى أعرف جيداً أن حسابات الميديا ليست لها موازين، وقد فوجئت بكل ردود الفعل، وفى النهاية كل هذا التفاعل دليل نجاح.
■ ناقشت كثيراً من القضايا الشائكة من قبل كقضايا المتحولين جنسياً، ومرضى الإيدز، وأخيراً عبدة الشيطان.. فهل صنعت هذه الحلقات فارقاً فى مشوارك الإعلامى؟
- لا يوجد شىء يصنع فارقاً مع الإعلامى إلا تحقيقه أو حله للمشكلة التى يطرحها، وكونه يبحث عن تحقيق شهرة وانتشار ورواج إعلامى لا يُعد هذا نجاحاً، وأنا أرى أن نجاحى أننى تمكنت من أن أعيد دينا لوالدها ومريم لوالدتها، وساعدت فى أن تعالج سماح وابنتها، ونجحت فى إقناعهما بالا تعرّضا نفسيهما للخطر، فأنا لا أبحث عن الفرقعة الإعلامية وإنما أبحث عن حلول للمشكلات التى يعانى منها المجتمع.
■ برامج كثيرة تقدم نفس محتوى برنامجك مثل «صبايا الخير» لريهام سعيد و«انتباه» لمنى عراقى و«فحص شامل» لرغدة شلهوب، هل ترين أن برنامجك هو الأفضل مقارنة بالبرامج الأخرى؟
- لا أشاهد أياً من البرامج التى ذكرتها أو غيرها، وهذا ليس تقليلاً منها، فأنا لا أشاهد إلا برنامج «العاشرة مساء» لوائل الإبراشى الذى أعتبر نفسى تلميذة له بصرف النظر عما يقال عنه أو الانتقادات التى يتعرض لها، هو لديه محتوى جيد، ولذلك أحرص على مشاهدته للتعلم منه، وأسباب عزوفى عن مشاهدة البرامج هى ضيق الوقت لدى.
■ هل تنافسين ريهام سعيد أم ترينها منافسة لك؟
- لا تعليق.. فأنا لا أحب أن أضع نفسى فى مقارنات مع أحد من الإعلاميين، فتاريخى يعرفه القاصى والدانى، لدىّ تاريخ كبير وخبرة تزيد على عشرين عاماً، فأنا لا أحب أن يأخذ أحد تصريحاتى ويعمل عليها، نحن نجتهد جميعنا حتى نُخرج الأفضل، ومن حق كل واحد أن يجتهد والحكم فى النهاية للمشاهد، وليس لى أنا ولا يجدى نفعاً أن أقول عن إعلامية تجتهد أنا الأصل وهى الصورة، ولا يصح ذلك فهى تجتهد حتى تقدم محتوى جيداً.
■ من بين البرامج التى قدمتها أيها كان أكثر تأثيراً على المسئولين والناس؟
- «قبل أن تحاسبوا» وأعتبره ابنى البكر، أحبه جداً، وله معزة خاصة لدىّ لأنه شهد بدايتى وتألقى ونجح بشكل كبير، وقد ناقشت به عدداً كبيراً من المشكلات والقضايا الاجتماعية، وكنت أول إعلامية على الساحة تقدم هذه النوعية من البرامج، فهو أهم برنامج فى تاريخى الإعلامى.
■ ما بين «هتكلم» و«قبل أن تحاسبوا» فترة زمنية تصل إلى 15 عاماً.. فما الذى تغيّر فى بسمة وهبة كإعلامية وإنسانة؟
- هناك أشياء كثيرة تغيرت فىّ، وهى أننى أصبحت أكثر نضجاً وخبرة فى عملى الإعلامى، وتعلمت مع الزمن أشياء كثيرة، والعمر جعلنى أركز أكثر وكل يوم يمر علىّ أعيش من خلاله أشياء كثيرة تعطينى خبرة أكثر فأقدمها فى الحياة المهنية وأرى الدنيا أكبر وأفهم أشياء، وقد عانيت كثيراً وعشت أوجاعاً كثيرة جعلتنى أشعر وأحس أكثر وكل خطأ فردى كنت أقوم به زمان حولته لشىء إيجابى فى الحاضر.