سياسى محافظ: فرص «رئيسى» فى الفوز ارتفعت بعد تحالفه مع «قاليباف»
عباس أصلانى
قال السياسى المحافظ عباس أصلانى، مسئول الشئون الدولية بوكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية، إنه لا يمكن التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية، لكن فرص المحافظ إبراهيم رئيسى مرشح «الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية» ارتفعت مؤخراً مع إعلان المنافس البارز محمد باقر قاليباف الانسحاب والتحالف معه.
«أصلانى» لـ«الوطن»: مرشح «الجبهة الثورية» يجذب أصوات الفقراء والشباب
وأضاف «أصلانى»، فى حواره لـ«الوطن»، أن «المحافظين فى الفترة الماضية جذبوا أصوات الفقراء والشباب والمرأة»، مؤكداً أنه ليس صحيحاً أن «رئيسى» هو مرشح المرشد الأعلى للجمهورية على خامنئى، قائلاً: «المرشد لا يدعم أحداً فى الانتخابات، ولم يصدر عنه ما يشير إلى دعم رئيسى».. وإلى نص الحوار:
■ ما حظوظ «رئيسى» فى الفوز؟
- أعتقد أن فرص السيد إبراهيم رئيسى كبيرة وتعلو فى الفوز بالانتخابات الرئاسية، وهناك استطلاعات للرأى تشير إلى ذلك، والاثنين الماضى أعلن المرشح المحافظ البارز محمد باقر قاليباف انسحابه وإعلان الدعم لـ«رئيسى»، وأعتقد أن هذه نقطة مهمة تزيد فرصه فى الفوز بالانتخابات فى مواجهة منافسه الرئيسى الرئيس حسن روحانى. والانتخابات الإيرانية تمر بأكثر من مرحلة، وفى البداية فإن المحافظين أعلنوا ترشيح «رئيسى»، ما يعنى أنه سيحظى بدعمهم. لكن من الصعب الحديث عن توقعات بشأن الانتخابات، ولكن فى ضوء تلك التطورات، خاصة انضمام «قاليباف» إلى «رئيسى» فإن فرصته باتت أعلى فى الفوز.
■ ولماذا يختار الناخب الإيرانى «رئيسى» ويفضله على «روحانى»؟
- الحقيقة أن المحافظين من خلال مرشحيهم استطاعوا التواصل مع الجميع فى العاصمة «طهران» وباقى المدن، وهناك دعم كبير لهم، المدن والعاصمة غيرت وجهتها صوب «رئيسى، إذ إنه ركز خلال حملته الانتخابية على الفشل الاقتصادى الذى تعانيه البلاد، المحافظون كانوا الأقرب إلى مشاكل الفقراء من الناس، وركزوا كذلك على دعم الشباب وحقوق المرأة. ليس صحيحا أن «روحانى» يحظى بدعم كل فئات الشباب والمرأة، هذه الصورة ربما كانت نسبياً فى السابق، وعلى سبيل المثال محمد باقر قاليباف المرشح الذى انسحب من الانتخابات لصالح إبراهيم رئيسى قال إن الآن 4% ممن يملكون الثروة فى البلاد هم من يديرون الـ96% الآخرين من الشعب. المحافظون يستخدمون منصات التواصل الاجتماعى مثل «تليجرام» وهى التطبيقات التى يستخدمها الشباب بكثافة، ولهذا هم يجذبون الشباب.
■ قيل إن «رئيسى» مقرب من المرشد «خامنئى» ولهذا سيفوز، فما رأيك؟
- فى الحقيقة بالنسبة للانتخابات، فإن المرشد الأعلى لم يقدم دعماً لأى من المرشحين لأى انتخابات سواء فى الماضى أو الحاضر، الأمر متروك لاختيارات الناخبين، من يتم انتخابه رئيساً للبلاد، فإن المرشد الأعلى يتعاون معه أياً كان الفائز.
■ لو فاز «رئيسى» بالانتخابات، كيف سيتعامل مع قضايا الشرق الأوسط؟
- سيواصل سياسة بلاده فى التعامل مع دول الجوار، ويمكنه أن يبرم عدداً من التفاهمات والتوافقات التى تعود بالمصلحة على إيران وعلى الإقليم ككل، كما هو الحال والأمر ذاته مع غيرها من الدول والمناطق مثلاً مع أوروبا، سيكون لدى إيران سياسة خارجية تتغير باتجاه تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة. سيعمل «رئيسى» كذلك من جهة أخرى على تعزيز وتوطيد علاقات إيران بالدول الإسلامية خارج المنطقة، لكن فى الوقت ذاته فإن هذا يعتمد بالتأكيد على علاقات جيدة مع الدول الإسلامية الموجودة فى منطقة الشرق الأوسط، ومدى الرغبة فى التعاون من قبل الدول الإسلامية الموجودة فى الشرق الأوسط.
■ ما ملامح أجندة «رئيسى» تجاه سوريا وهى قضية شائكة للغاية؟
- أعتقد أن الوضع لن يتغير كثيرا. التعامل الإيرانى فى سوريا له تعقيدات وتشابكات كثيرة، وفى حال تولى «رئيسى» منصب الرئاسة، فإنه سيتبع مسار الرؤساء السابقين فى سوريا، ولن تتغير السياسات الخارجية الإيرانية تجاه سوريا كثيراً، وسيكون الأهم هو التأكيد على ضرورة حفظ مستقبل الدولة وإجراء انتخابات وانتقال ديمقراطى حقيقى برغبة الشعب السورى وليس رغبة أحد آخر.