محافظو البنوك المركزية فى العالم: التزام بالصمت وضمان عدم التأثير على السياسات النقدية
طارق عامر
رغم اختلاف السياسات الاقتصادية والنقدية من دولة إلى أخرى، فإن نظام تعامل رؤساء ومحافظى البنوك المركزية فى دول العالم يكاد يكون متطابقاً، حيث يحظر على رؤساء ومحافظى البنوك المركزية عربياً ودولياً، الإدلاء بأى تصريحات فى غير وقتها، وعدم الإدلاء بتصريحات عامة قد تؤثر على الوضع المالى أو الاقتصادى للدولة. وفى إطار الحفاظ على السياسات النقدية والاقتصادية وضمان عدم التأثير عليها، يلتزم محافظو البنوك المركزية دولياً بالاكتفاء بإصدار بيانات دورية توضح الاحتياطات النقدية والإعلان عن رفع أو خفض أسعار الفائدة، دون التأثير على الخط المالى العام للدولة.
نظام الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى هو الأكثر صرامة من بين أنظمة البنوك المركزية العالمية، فهو يتضمن 12 بنكاً للاحتياطى الفيدرالى موزعة على أماكن مختلفة فى الولايات المتحدة، لكل منها مجلس إدارة يعينه وزير الخزانة الأمريكى، ومن رؤساء مجالس إدارات تلك البنوك يتشكل مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، الذى يتم اختيار رئيسه من قبل الرئيس الأمريكى، ويحظر على رئيسه الإدلاء بأى تصريحات أو بيانات خارج سياق رفع أو خفض أسعار الفائدة والإعلان عن القرارات المتعلقة بتسيير العملية النقدية فى الولايات المتحدة. وفى إطار محاولات التأكيد على ضرورة التزام محافظى البنوك المركزية الدولية بقواعد الإدلاء ببيانات وعدم الإدلاء بتصريحات تؤثر على السياسات النقدية، أصدرت مجلة «جلوبال فاينانس» الأمريكية الاقتصادية تقريراً سنوياً لتصنيف أداء محافظى البنوك المركزية حول العالم بداية من عام 1994، وتختلف درجات التصنيف بين «A» وهو أعلى درجة، و«F» وهى أسوأ درجة. ويتم التقييم والحكم على أداء محافظى البنوك المركزية من خلال عدة مؤشرات، أبرزها الحد من التضخم وتحقيق أهداف النمو الاقتصادى واستقرار العملة والالتزام بعدم التأثير على الوضع النقدى للدولة بأى شكل من الأشكال.