مصانع الدخان والسجائر تدرس نقل استثماراتها خارج البلاد

بخلاف رجال الأعمال المحسوبين على الحزب الوطنى المنحل والقطاع السياحى، تقف قطاعات اقتصادية عديدة موقف الخائف من مصيره المجهول عقب فوز الدكتور محمد مرسى بمقعد رئاسة الجمهورية رسميا، ورغم أن العاملين بتلك القطاعات لا علاقة لهم بالسياسة من قريب أو بعيد فإنهم يعتقدون أن الرئيس الجديد ذا الخلفية الإسلامية قد يطيح باستثماراتهم. قطاع الدخان والسجائر أحد أبرز تلك القطاعات الذى تصل استثماراته وفقا لتقديرات شعبة السجائر باتحاد الصناعات إلى 10 مليارات جنيه، ويخشى أصحاب مصانع الدخان على مصيرهم الذى يعتبرونه الآن مظلما أو يواجه المجهول، وهو ما دفعهم لإعلان تأييدهم للمرشح الرئاسى السابق أحمد شفيق مع بدء السباق الرئاسى. ويصل عدد المصانع العاملة فى قطاع الدخان والمسجلة فى غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات إلى 74 مصنعا منتشرة فى معظم المحافظات، بينما تعد الشركة الشرقية للدخان التابعة للحكومة الشركة الوحيدة التى تحتكر 100% من صناعة السجائر فى مصر، وواحدة من كبريات الشركات التى تمول خزانة الدولة. ويبدى إبراهيم الإمبابى رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات تخوفه من كيفية معاملة المصانع العاملة فى القطاع خلال الفترة المقبلة، موضحا أن صناعة الدخان تورد للدولة ما يقرب من 84 مليون جنيه شهرياً كرسوم وضرائب بخلاف الشركة الشرقية للدخان التى تدر أضعاف هذه المبالغ، مؤكداً أن صادرات الدخان حققت نحو 250 مليون دولار فى ثلاثة أشهر فقط من العام الماضى.[Quote_1] وعزز من مخاوف الإمبابى تجاه مستقبل صناعته الدعوى القضائية التى رفعها قبل 3 أشهر تقريبا أحد المحامين المنتمين إلى التيار الإسلامى لإغلاق الشركة الشرقية للدخان، مستندا فى دعواه إلى فتوى الدكتور نصر فريد واصل فى التسعينات بتحريم التدخين. ويؤكد الإمبابى أن صناعة الدخان فى مصر تخوض حربا مع كافة الجهات الحكومية على الرغم من كونها واحدة من أبرز الصناعات التى تدر دخلا كبيرا للدولة، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن فى أن أصحاب المصانع لا يمكنهم العمل فى صناعة أخرى غير صناعتهم التى ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. ويرى رئيس شعبة الدخان أن تضييق الخناق على مصانع السجائر فى الفترة المقبلة سيدفع أصحابها إلى نقل استثماراتهم خارج مصر، خاصة فى ظل تلقى المصانع عروضا من عدة دول من بينها الأردن وهولندا للاستثمار فى تلك الصناعة.