الأنبا دانيال: الأقباط ليسوا أقلية ونساند وطننا في مواجهة الإرهاب
جانب من الزيارة
أعرب الأنبا دانيال أسقف المعادي، والنائب البابوي، عن ترحيبه بوفد الإعلاميات الأفريقيات، نيابة عن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي يجري جولة رعوية للكنائس القبطية الأرثوذكسية بأوروبا حاليًا.
جاء ذلك خلال استقباله للوفد بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأشار النائب البابوي إلى أن أفريقيا كانت تذكر في النطاق الرعوي لبابا الكنيسة القبطية، وأن الكنيسة القبطية أسست كنائس لها بأفريقيا منذ زمن بعيد، لافتا إلى الخدمة التي يقودها القس داود لمعي في أفريقيا.
ومن جانبه أعرب القس داود لمعي الذي شارك في اللقاء عن ترحيبه بالوفد مضيفًا: إن "الكنيسة القبطية نشأت على يد مارمرقس الرسول الانجيلي الذي جاء لمصر وكان يحلم أن تعرف أفريقيا المسيح فتتبعت الكنيسة خطواته"، مشيرا إلى أن الكنيسة ترسل إلى عدة دول أفريقية قوافل طبية وتعليمية، من بينها دول السودان وجنوب السودان وإثيوبيا وجنوب أفريقيا وغانا وزيمبابوي وكوت دي فوار، وأن للكنيسة أساقفة وكهنة وكنائس تخدم أولادها في أفريقيا وتعمل على فائدة المجتمع من حولها.
وفي سؤال عن علاقة مصر والسودان والتعايش الديني في مصر، قال الأنبا دانيال: "مصر والسودان لهما روح واحدة يغذيهم النيل، وكثير من الأقباط هاجروا واستوطنوا هناك، فنحن امتداد لبعضنا البعض، والمصريون يحبون السودانيين لأنهم معروفون بالطيبة والاستقامة والأمانة، فعلى المستوى الشعبي نحن أخوة وعلى المستوى الدولي بيننا علاقات مفتوحة".
وعن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر، قال النائب البابوي: "إنه موجود في مصر بوضوح، فليس هناك مكان يعيش فيه أي طرف منفردًا بل بالعكس تربطنا علاقات جيرة في نفس المنزل، وإن كان هناك انحراف فكري فهو أمر دخيل وعلى المجتمع كله أن يحاربه".
أما عن علاقة الكنيسة بالدولة، أجاب الأنبا دانيال: "المبادئ الأساسية للدول المتقدمة هو فصل الدين عن الدولة، والكنيسة لها الدور الديني التعليمي والخدمي والدولة لها الأمور المدنية، وحين يتداخل الدين مع الدولة يضعف الدين ويؤثر علي الدولة".
وعن وضع المسيحيين كأقلية في المجتمع المصري، حسب وصف الصحفية التي وجهت السؤال، وكذلك الحماية التي توفرها الشرطة لهم، قال الأنبا دانيال: "إن المسيحيين ليسوا أقلية فهم في حدود 15 مليون نسمة، وهو ما يعادل أكثر من 15% من إجمالي السكان، وأن هناك احترام متبادل بين المسيحيين والمسلمين، مشددا على أن التفرقة تعد نشازا فكريا خارجي، أما الأرهاب فيجب أن نعترف أنه موجود في مناطق كثيرة في الشرق الأوسط ونحن نساند وطننا في مواجهته له".
وفي سؤال عن طبيعة العبادة القبطية والخدمات التي تقدمها الكنيسة القبطية لأفريقيا أجاب الأنبا دانيال: "في مصر لنا طريقة عبادة تميزنا، الطقوس تكون نابعة من طبيعة البلد حتي لو أتفق الإيمان، فالطقوس تنبع من البلد لذا فإن طريقة العبادة في مصر تختلف عن إثيوبيا مثلًا، رغم أن الكنيستين لهم نفس الإيمان".
أما عن طبيعة الخدمات التي تقدمها الكنيسة القبطية لأفريقيا، قال القس داوود لمعي: "نحن نتحرك من خلال قناتين للتواصل، إما من خلال الوزارات المعنية في البلدان الأفريقية مثلما حدث مع وزارة الصحة في جنوب السودان أو من خلال الكنائس التي تخدم المجتمع الذي توجد فيه، والتحرك غالبًا ما يكون من خلال محوري الصحة والتعليم".