أوراقهم تحكي 6| محمد خان وقصة مطعم "الفول": "كان زماني مليونير"
خان
موقف تعرض له المخرج محمد خان، كاد أن يُحوّل مسار حياته من مخرج مشهور، ساهم في عدد كبير من الأفلام البارزة في تاريخ السينما، إلى صاحب مطعم "فول وطعمية" في لندن.
وتوفي "خان" في 26 يوليو 2016، بعد مسيرة سينمائية طويلة، أنتج وأخرج خلالها العديد من الأفلام أبرزها "أحلام هند وكاميليا" و"ضربة شمس" وغيرها.
ويروي "خان" في كتابه "مخرج على الطريق"، قصة كانت بينه وبين ترك السينما خطوة واحدة، فيقول: "بعد تعييني رسميًا وبمرتب شهري في قسم القراءة والسيناريو تحت رئاسة صلاح أبوسيف للشركة العامة للإنتاج السينمائي، في بداية الستينيات، سئمت الجلوس خلف المكاتب وقدمت استقالتي بعد عام، لأستقل باخرة إلى بيروت، حيث بقيت لمدة عامين بين 1964، و1966 أعمل مساعدًا في الإخراج (حواديت لبنان كثيرة لفيما بعد) حتى أنني سئمت مرة أخرى من نوعية الأفلام التي عملت بها وعدت أدراجي إلى لندن لأواجه سنوات اليأس عقب نكسة 1967، حين أصبحت طموحاتي السينمائية مهددة بالفناء".
وأضاف "خان" في كتابه: "عاد اتصالي بصلاح أبوسيف في عام 1972 حين كنت في زيارة بالقاهرة، وفي الوقت ذاته أخرجت فيلمًا قصيرًا بعنوان (البطيخة) أبيض وأسود 35 مم 10 دقائق ميزانية 300 جنيه مصري، وتكرر لقاؤنا في لندن حين جمعتنا فكرة مشروع تجاري، ألا وهو فتح محل (ساندويتشات) فول وفلافل في قلب العاصمة البريطانية وبحي بيز ووتر".
وأوضح أنهما قررا تسمية المحل "الأسطى حسن"، والاستعانة بطباخ من القاهرة وعمالة من الطلاب العرب في لندن، مشيرا إلى أن هذا المشروع في تلك الفترة عام 1976 كان دون أي شك الأول من نوعه في لندن حتى ظهرت المونتيرة نادية شكري في زيارة للندن لتقنعني بالعودة إلى مصر وخوض تجربة الإنتاج، في ظروف اقتصادية مشجعة للغاية.
ويتابع المخرج المصري: "بالفعل أعدت إلى صلاح أبوسيف شيكًا بمبلغ كان أرسله للبداية في المشروع، وألغيت قرض من بنك بريطاني كان سيساند المشروع، وفي عام 1977 أخرجت أولى أفلامي "ضربة شمس"، وذهب مشروع "الأسطى حسن" مع الريح.
وأردف: "كلما التقينا أنا وصلاح أبوسيف سواء في المهرجانات الدولية أو مناسبات محلية وفي ظروف صناعة السينما المتدهورة، كان يعلق بابتسامة وبلدغة لسانه المعهودة ساخرًا: "مش كان زمانا بقينا مليونيرات يا محمد".