من "الدغيدي" لـ"عبدالجليل".. مشاهير خاضوا معارك دينية بسبب "ذلة لسان"
الشيخ سالم عبدالجليل
من بين العديد من اللقاءات والحوارات التليفزيونية، يبوح كل متحدث عما يدور في ذهنه من آراء شخصية، والتي قد يتفق مع بعض هذه الآراء عدد من المتابعين، وقد تثير هذه الآراء الرأي العام بأكمله، وخصوصًا إن كانت تتعرض للجانب الديني في المجتمع المصري، والمعروف بحساسيته الشديدة، ليخوض بعدها المتحدث معركة "تصريحات دينية" يمكن أن تودي به في السجن، حتى وإن حاول فيما بعد إبداء العكس واعتبار أن الألفاظ خدعته.
"إسلام بحيري، فاطمة ناعوت، يوسف زيدان".. عدد من المشاهير الذين خاضوا معارك دينية خلال الأعوام الثلاثة الماضية التي ارتفعت فيها وتيرة هذا الأمر، وتسببت في اتهام بعضهم بـ"ازدراء الأديان"، وكان آخرهم، الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، وذلك بعد تصريحه، أمس، خلال برنامجه "المسلمون يتساءلون" عبر قناة "المحور"، بأن: "العقيدة المسيحية فاسدة وأن المسيحيين كفرة ومصيرهم جهنم"، ليخرج سريعًا بعدها وزير الأوقاف معلنا منعه من صعود المنبر ما لم يقدم اعتذارًا.
"تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهوال مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم، كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها ثمنا لهذا الكابوس القدسي".. لم تكن تدري الكاتبة فاطمة ناعوت ذلك المنشور عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في عيد الأضحي بعام 2015، أنها ستقود من خلاله معركة دينية قوية، وصدر حكم ضدها بالسجن 3 سنوات، وتغريمها 20 ألف جنيه؛ لاتهامها بازدراء الدين الإسلامي، خففتها محكمة جنح مستأنف السيدة زينب، في نوفمبر 2016، إلى 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ.
فيما نفت "ناعوت"، أن يكون هدفها ازدراء الدين، وإنما كانت "استعارة مكنية، على سبيل الدعابة".
وفي 17 نوفمبر الماضي، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى، قرارا جمهوريا بالعفو عن بعض الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ويضم القرار 82 شابا بينهم إسلام بحيري، والذي صدر ضده، حكما بالسجن لمدة عام من محكمة جنح مستأنف مصر القديمة، في ديسمبر 2015، بعد اتهامه بالتشكيك في الأحاديث النبوية وأئمة المذاهب الأربعة، ودعا إلى حرقهما خلال مناظرته مع أسامة الأزهري، ما رأى فيه الأزهر تشويها للإسلام ومساسًا بثوابته وتحريضا على الفتنة.
وفي أعقاب ذلك، أثارت تصريحات الروائي يوسف زيدان عن حادثة الإسراء والمعراج المذكورة في القرآن والسنة، في برنامج "القاهرة اليوم" مع الإعلامي عمرو أديب، جدلا ضخما، في ديسمبر 2015، بقوله "الإسراء موجودة في القرآن وليها معنى تاني غير اللي الناس فاهماه لكن المعراج مش موجود معرفش جابوه منين"، فوجهت له العديد من الدعوات للاستتابة.
كما كان إفصاح المخرجة إيناس الدغيدي عن حلمها، في برنامج "مفاتيح" على فضائية "دريم"، في مايو 2015، سببا في دخولها معركة دينية أخرى، حيث واجهت تهمة ازدراء الأديان، حيث قالت: "حلمت إنى كلمت ربنا حيث كنت أسبح في نهر، وتعبت فرأيت صخرة توقفت للاستراحة بجوارها، وعندما نظرت حولي لم أجد أحدًا سوى الكون، ولم أشاهد حولي أحدًا".
فيما تسبب مقطع فيديو للمغني الشعبي شعبان عبدالرحيم، وهو يقرأ القرآن ويرتدي العمامة التي اشتهر بها علماء الأزهر واتباعها بكلمة "بس كده"، الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مطلع يناير 2016، بأن تقدم شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب ببلاغ ضده يتهمه بازدراء الأديان، ولكنه سرعان ما تنازل عنه في الشهر نفسه، بعد إخلاء النيابة سبيل عبدالرحيم بكفالة 10 آلاف جنيه.
فيما أثارت الصورة التي نشرها رجل الأعمال نجيب ساويرس، في يناير 2012، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، للشخصيات الكارتونية الشهيرة، "ميكي ماوس" وزوجته "ميني"، بلحية ونقاب، الجدل والرفض، حيث رفع ضده المحامي الإسلامي ممدوح إسماعيل، دعوى قضائية يتهمه فيها بـ"ازدراء الدين الإسلامي"، وهو ما دعا ساويرس للاعتذار.
بينما تسببت المجموعة القصصية "أين الله"، للكاتب كرم صابر، في حبسه 5 سنوات، بتهمة "ازدراء الأديان"، لما تضمنته من "العيب في الذات الإلهية"، وفقًا لحكم المحكمة الذي استند إلى الشهادة من الأزهر الشريف، في مارس 2014.