موهبة صعيدية تبحث عن نجاح خارج حدود أسيوط
أحمد عطية
عبوات زجاجية فارغة، براويز مختلفة أحجامها مليئة برمال الجنوب الناعمة منها الحمراء والخضراء والزرقاء، تشكل أعمالاً فنية رائعة تارة تعبر عن الطبيعة وتارة تشكل حروفاً وأخرى أشكالاً مجسمة، فكرة طالما طاردت خيال أحمد الأسيوطى حتى استطاع تنفيذها منذ قرابة العامين تقريباً.
«عطية» واجه ارتفاع أسعار الألوان بصنعها فى المنزل
أحمد عطية، شاب عشرينى، استطاع بأدوات بسيطة جداً كالرمال والألوان والعصاة أن يحقق أرباحاً لم يكن يتوقعها ويحقق حلمه بتعليم آخرين فنه فى قريته البسيطة: «الفن ده كان نفسى أتعلمه من صغرى، بالصدفة وأنا فى إسكندرية من سنتين شفت واحد بيرسم بالرمل الملون، طلبت منه يعلمنى بس رفض خاف إنى آخد منه أكل عيشه». بعد خوف الرجل على مصدر رزقه، قرر «أحمد» خوض التحدى وبدأ يتعلم بنفسه من خلال فيديوهات تعليمية على «يوتيوب»: «فى البداية اتعلمت على الكوبايات فى البيت كنت بنزل الألوان بالمعلقة وأسويها بخشبة كان الموضوع صعب جداً بالنسبة لى لدرجة كنت بخاف أخلى حد يشوف اللى عملته عشان مايجليش إحباط».
الألوان غالية الثمن كانت من أهم المشاكل التى واجهت «عطية» فى البداية حيث يصل سعر اللون الواحد لـ40 جنيهاً لكنه سرعان ما وجد الحل: «العمل الواحد بياخد ألوان كتير، بدأت أشترى الألوان الأساسية بس وأحاول أعمل الألوان الفرعية بنفسى فى البيت، لكن طريقة عمل الألوان فى البيت بالصبغة والتحلل متعبة جداً بس ما باليد حيلة». بعد شهور من العمل، لاحظ «الأسيوطى» أن الدقة والسرعة فى الأداء المتواصل أهم ما يتطلبه هذا النوع من الفن: «اللوحة بتاخد منى وقت ساعة ونص عمل متواصل ولو هعمل ميدالية بتاخد تقريباً 5 دقايق لأنها بتكون سهلة جداً».
رسم الجمل والدولفين بالرمال كانت أكثر الرسومات التى تطلبت من «عطية» بذل جهد فى التعلم حيث تتطلب ألواناً معينة وخفة فى حركة اليد.