قنا: العناصر المتطرفة تسرح فى قرى الجبل بعيداً عن عيون الأمن
العناصر الإرهابية يتخذون من قرى الجبل ملجأ لهم
لم يتخيل أبناء محافظة قنا، التى يتوغل فيها الفكر الصوفى، أن تخرج عناصر تحمل الفكر المتطرف من أبناء المحافظة، حيث تبين أن منهم متورطين فى تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية فى «أحد السعف»، ليعيدوا للأذهان أحداث التسعينات من قبل الجماعات الإسلامية التى كانت تتبع أسلوباً مشابهاً فى العنف والقيام بأعمال مسلحة ضد السياح والشرطة، فغياب الدولة والمؤسسات الدينية عقب ثورة 25 يناير وسيطرتها على عدد كبير من المساجد والزوايا فى قرى جبلية وغير جبلية أصبحت أرضاً خصبة لنشر أفكار ومعتقدات بعيدة عن الدين الإسلامى الوسطى الذى ينهى عن العنف والقتل.
وكيل «الأوقاف»: لدينا أكثر من 2300 مسجد وزاوية ليس لها أئمة.. ومصدر: «30 يونيو» أعادت الجماعة الإسلامية إلى سابق عهدها
فرغم أن 25 يناير كانت بمثابة النور للتيارات الإسلامية بعد القبضة الأمنية المحكمة فى عهد مبارك عليهم وبخاصة فى الـ10 سنوات الأخيرة، وبعد مراجعة الكثير منهم لفكرهم وانخراطهم فى المجتمع تجنباً للملاحقات الأمنية، فإنهم عادوا خاصة الجماعات الإسلامية فى قنا إلى التشدد الدينى فعادت المساجد للتقسيم، وعلى سبيل المثال مسجد الوحدة العربية، لجماعة الإخوان المسلمين، والتحرير للجماعات الإسلامية، ومسجد ناصر للتيار السلفى.
وتوغل الإسلاميون فى حياة المجتمع القنائى سواء بالقرى أو المدن بشكل كبير فى عهد «مرسى» واستمروا فى حياتهم حتى اتضح للمجتمع مدى أكاذيبهم فى اتخاذ «الإسلام» كوسيلة لتحقيق أغراضهم، وجاءت ثورة 30 يونيو لتتحول قواهم إلى رماد، وقاموا بعدها بمظاهرات وبخاصة من الجماعات الإسلامية وأحرقوا بعض المنشآت الحكومية وقاموا بأعمال عنف ما زال متورطاً بها العشرات من الجماعات الإسلامية والإخوان.
تصريحات نقيب الأئمة السابق فى أغسطس عام 2014، عن وجود أكثر من 20 مسجداً فى مركز قنا بها عناصر تنشر الفكر المتطرف وتكفير المواطنين ونظام الحكم، ولكنها قوبلت من الأجهزة الأمنية والأوقاف بوصفها أنها تخاريف وفرقعة إعلامية، وليس لها أساس من الصحة، وتورط عناصر من قرى جبلية تابعة لقنا أكد قوله مع تجاهل المسئولين.
يقول محمد كامل، أحد المتابعين للحركات الإسلامية فى قنا، إن الجماعات الإسلامية التى كانت فى تسعينات القرن الماضى والتى كان مقرها منطقة الحميدات فى قنا، والحجيرات وبعض المناطق فى قفط، جميعها عمل مراجعات لفكرهم الهدام وانخرطوا فى المجتمع، ولكنهم عادوا بقوة عقب ثورة يناير دون اللجوء للعنف كما يحدث فى السابق، ورجعوا لمساجدهم القديمة، منها فى منطقة الحميدات وفى الشئون مسجد الإمام على وكانوا يمنعون أئمة الأوقاف من اعتلاء المنابر، ولكن فى ثورة 30 يونيو وعقب فض رابعة والنهضة عادوا إلى سابق عهدهم قبل ثورة يناير 2011، غير أن الجماعة الإسلامية عادة ما يصلون فى مسجد جنوب منطقة الحميدات حتى الآن وتحت سمع الجهات المسئولة.
وتابع: أما التيار السلفى فى قنا فهو حديث عهد ومسالم ولا يميل للعنف، أما جماعة الإخوان المسلمين فمعقلهم مركز قوص، خاصة عائلة هشام القاضى، فهم من تمكنوا من النجاح فى الانتخابات فى عهد مبارك. وأشار إلى أنه ظهر فى الآونة الأخيرة عقب ثورة يناير عناصر كانت تميل أفكارها لعناصر الإخوان والجماعات الإسلامية والسلفيين، بعدما أظهرت نواياهم ثورة يناير بأنهم يريدون سلطة وليس تطبيق الدين، وكانت بيئة خصبة لهم قرى الجبل التى بها الفكر الصوفى، قائلاً «أينما وجد الفكر الصوفى وجد من يقاومه من العناصر التى تكفرهم» وفى ظل غياب الدولة فى السيطرة التامة على المساجد والزوايا فكانت منابرها منصة لنشر فكرهم وبخاصة فى عهد الإخوان.
«محمد. م»، أحد المواطنين من نجع الحجيرى، قال إن الفكر الصوفى متوغل بالمحافظة، وظهرت عقب يناير عناصر كانت تكفره ولا تريد حتى أن تلقى السلام على المواطنين الصوفيين، فكانوا دوماً ما يقومون بالصلاة فى مساجد وزوايا معينة فى قرى معينة، مثل قرى نجع الحجيرى التى هى موطن التكفيرى ممدوح البغدادى وحامد عويضة المتورطين، أنشأوا زاوية ولم يسألهم أحد فترة مرسى، وبعد 30 يونيو بقرابة 6 أشهر بعدما حاولوا التوغل فى أفكار الناس تم تعيين إمام للمسجد، وذلك بعد فوات الأوان، فكانوا دوماً مستغلين نقص الخدمات وفقر الناس لتكذيب النظام الحاكم، وتكفير الصوفيين، فكانوا يعتبرونهم «شيعة»، مشيراً إلى القرية بها الطريقة الدندراوية المحسوبة على الفكر الصوفى.
وتابع: قس على ذلك قرى الجبل، فهى الملاذ لهؤلاء، مستغلين فقرهم، حتى قرية الشويخات التى بها أكثر من 8 متورطين فى خلية فجرت كنيستى طنطا والإسكندرية، مستغلين غياب ودور الدولة والأوقاف، كما أن تلك القرى محبون لآل البيت فهم صوفيون لذلك وجد الفكر الصوفى. مفاجأة فجرها مصدر فى أوقاف قنا، أن عمرو سعد أحد المتورطين الرئيسيين وعلى صلة مصاهرة بـ«محمود سلامة» مفجر كنيسة الإسكندرية، كان لديه زاوية فى منطقة الجبل لقرية الشويخات وكان يجتمع بباقى العناصر المتهمة فى تفجير الكنيستين، لنشر الفكر المتطرف والتدريب على العنف، وعقب بلاغات من الأهالى والأمن تم غلقها من قرابة عام. وتابع المصدر: بداية من نجع الحجيرى وقرى الأشراف وأبودياب شرق وأبومناع شرق بها زوايا غير خاضعة للأوقاف، هناك زاويا ومساجد كان بها عناصر تنشر الفكر التكفيرى، ممن شاركوا فى اعتصامات رابعة والنهضة وكانوا يكفرون الناس والدولة، فهناك ناقوس خطر يدق الأبواب لا بد من تحرك الدولة بقوافل دعوية لمواجهة تلك الأفكار الهدامة، وأشار المصدر إلى أن هناك اتجاهاً لغلق زاوية البغدادى فى نجع الحجيرى لعدم مطابقتها شروط الزوايا وحتى لا تكون قبلة لمن يريدون حمل الفكر المتطرف.
من جانبه، يقول الشيخ محمد الطراوى، وكيل وزارة الأوقاف، إن الأوقاف بعد ثورة 30 يونيو تمكنت من السيطرة على كافة المساجد والزوايا، بالرغم من العجز فى عدد الأئمة، مشيراً إلى أنه لا يوجد لدينا عناصر تحمل الفكر الهدام، مؤكداً أن المديرية كانت على يقظة وتقوم بتسيير قوافل دعوية للقرى الجبلية وغيرها التى يدعى أن بها عناصر تحمل فكراً تكفيرياً أو شيعياً مثل قرى الأشراف وأولاد عمرو وقرى كلاحين قفط ومنها نجع الحجيرى.
وتابع «الطراوى» أن عدد المساجد الحكومية بالمحافظة 3994، أما الأهلية 867 مسجداً، فيما يبلغ عدد الزوايا الحكومية 971 زاوية والأهلية 156 زاوية، أما مكاتب تحفيظ القرآن الكريم التابعة للأوقاف فتبلغ 24 مكتباً على مستوى المحافظة، وهناك 3 مكاتب تابعة لمديرية التضامن الاجتماعى بقنا، ويوجد لدينا 1700 إمام معين و1000 بالمكافأة، وهذا لا يغطى العجز الذى وصل إلى70% فى الأئمة والدعويين.