وزير الاتصالات السابق لـ«الوطن»: النظام لم يقدم المطلوب طوال عام
قال الدكتور هانى محمود، وزير الاتصالات السابق، إنه سيشارك فى مظاهرات 30 يونيو الجارى، التى دعت إليها حركة «تمرد»، لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، لافتاً إلى أن نظام الإخوان، لم ينفذ أياً من وعوده، فى حين أن الوضع الحالى قد يؤدى إلى تقسيم البلاد، خصوصاً على المستوى الطائفى والدينى، والبلاد الآن «ماشية بالبركة».
وأضاف محمود، فى حديثه لـ«الوطن»، إن حكومة الدكتور هشام قنديل، بطيئة ولابد من تغييرها، وأنه كان بإمكانها أن تتفادى مذبحة قصر الاتحادية، لكنها لم تفعل، مخاطباً المتظاهرين «مصر كبيرة، فى حين أن المعارضة الحالية تبحث عن الزعامات وممزقة، والشعب يسأل عن بديل للنظام الحالى، ولا يجد إجابة».[FirstQuote]
وكشف وزير الاتصالات السابق، عن أن الحكومة تدرس حظر بعض البرامج بالإضافة إلى تطبيقات «الواتس أب» لخطورتها على الأمن القومى والأوضاع الاقتصادية للبلاد، قائلاً: «هذا الأمر ليس له علاقة بالتظاهرات المقبلة».
* كيف تقيم المشهد والأوضاع السياسية الحالية؟
- مصر طوال تاريخها لم تمر بأزمة عاصفة كالتى تمر بها حالياً، والانقسام بين التيارات السياسية انعكس على الشارع بشكل ينذر بخطر كبيرة، فضلاً عن التقسيم الدينى الذى يعيشه الشارع حالياً بين مسلمين وأقباط، وهذا سيناريو مكرر مثلما حدث سابقاً فى لبنان والعراق والسودان، وعليه فالأمر ينذر بخطر كبير، ربما ينتهى بتقسيم مصر، ومؤشرات الحرب الأهلية فى لبنان، والتقسيم الطائفى فى العراق، والانقسام السودانى، يؤكد أنه علينا مراجعة أنفسنا، لكن للأسف ليس لدينا شخص يخرج على الجميع يقولهم «بس كفاية»، فضلاً عن أن المؤتمر الأخير لنصرة سوريا فى استاد القاهرة أظهر ذلك بوضوح، من بعده حركة المحافظين.
* لكن الحكومة والرئاسة يؤكدان أنه لولا الاضطراب السياسى من المعارضة لأصبحت البلاد أفضل حالاً؟
- مصر الآن أصلاً «ماشية بالبركة» -ضاحكاً- فالمتخصصون فى الاقتصاد يضعون أيديهم على قلوبهم، والأوضاع تتجه من سيئ لأسوأ، سواء على صعيد أزمات الكهرباء أو البترول، فى حين أن طموح الشعب فى أعقاب تنحى حسنى مبارك وصل لحد أقصى، وكان يتوقع مستقبلاً أكثر إشراقاً من الماضى، فى حين أننى الآن مثلاً أقول لأسرتى «يا رب تعيشوا بس فى الأوضاع اللى كنت أنا عايش فيها»، فرغم فساد النظام السابق والعمل الحكومى، الذى جعل البلاد تمر بوضع حرج، فإن الأوضاع الحالية أكثر خطورة، ففى عهد «مبارك» كانت الفتنة الطائفية بين مسلمين وأقباط فقط، لكن الآن الفتنة شملت السلفيين والإخوان والجماعة الإسلامية، وظهرت فئة جديدة اسمها «المسلمون العاديون».
* كيف ترى تظاهرات 30 يونيو؟
- تلك التظاهرات لها رسالة واضحة لا بد أن تصل للقيادات الحاكمة والمعارضة أيضاً، هى أن مصر كبيرة ولازم تفضل كبيرة، فالنظام الحالى أمضى سنة فى الحكم ولم يقدم المطلوب منه ولم ينفذ أياً من وعوده، والشعب حالياً واقع فى حيرة، ويسأل نفسه «ومن البديل القادم»، لأن المعارضة للأسف بجميع طوائفها لم تستطع أن تثبت ذاتها، وأتذكر جيداً السيناريو الإيرانى الذى اجتمعت عليه المعارضة الإيرانية فى شخص المرشح المعتدل حسن روحانى، الذى نجح فعلياً فى إسقاط مرشح المرشد، لكن المعارضة الحالية لها أغراض شخصية، ويبحثون فقط عن الزعامة والدليل أن هناك 13 مرشحاً معارضاً ترشحوا فى انتخابات الرئاسة، ولم يفكر أحدهم فى التنازل لآخر، أو تشكيل تحالف من أجل مصر، يمكننا القول بصريح العبارة إن «المعارضة ممزقة».
* حديثك يظهر ضمنياً موافقتك على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
- أرى أنه علينا قبل الذهاب لانتخابات رئاسية مبكرة، أن يُجرى استفتاء شعبى على فكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو أن يستمر الرئيس مرسى فى مدته الرئاسية، وللأمانة لم أوقع على استمارة «تمرد»، كما لم أنضم إلى «تجرد»، لكنى أرى ضرورة الاحتكام لرأى الشعب مباشرة لحسم مسألة إجراء الانتخابات الرئاسية.
* كنت الوزير الأول فى حكومة هشام قنديل الذى خرج على الرأى العام وأعلن استقالته، وقلت فى حيثياتها إن بيروقراطية العمل الحكومى دفعتك لذلك، صف لنا كواليس الأيام الأخيرة لك داخل الوزارة؟
- اتجاه العمل داخل حكومة قنديل، أو بالمعنى الأدق أولويات الحكومة كانت بطيئة، وكان علينا الإسراع والجرأة فى الحركة من أجل مصلحة المواطن البسيط، والتخلى عن الروتين الحكومى، ولم يعجبنى أيضاً مصطلح «نحن حكومة تكنوقراط»، لأن المواطن فى الشارع حينما يسأل دائماً «أخبار البلد إيه؟» ولا يسأل مطلقاً عن حقيبة الاتصالات، ما يؤكد أن الأوضاع السياسية والاجتماعية والمعيشية تسيطر على عقلية الشارع.[SecondQuote]
* بصفتك كنت عضواً سابقاً فى حكومة قنديل، هل تستحق الحكومة الإقالة؟
- بالأمانة، أرى أنها تستحق التغيير، فهى لم تستطع بمنتهى المصداقية تلبية حاجات الشعب، ولكن يجب ألا يكون التغيير من أجل التغيير فقط.
* كثرت الأحاديث عن أن «قنديل» داخل اجتماعات مجلس الوزراء يختلف عنه أمام وسائل الإعلام والمحفل العام، وأن هناك ضغوطاً تمارس عليه من قيادات الرئاسة والإخوان، تؤثر فى صنع القرار؟
- الدكتور «قنديل» على المستوى الإنسانى، شخصية وطنية ذو خلق، لكنه يحتاج لتغيير أجندته السياسية، لأن الوطنية «مش كفاية»، والحكومة واجهت بعض الأزمات، منها أنها سارت على نفس القواعد والقوانين والآليات التى أفشلت مصر على مدار 30 عاماً، وأما عن نقطة التدخل أو الضغوط على رئيس الحكومة، فما كان يظهر أمامنا هو أنه يصدر القرارات عن اقتناع كامل، وحين كنا نختلف فى قرارات ما، كنت أطلب الاجتماع معه منفرداً للتأكد من أنه لا ضغوط عليه، وقتها كان يقسم لى «والله ده رأيى الشخصى من غير أى تدخل»، وكنت أصدقه لأنه هو شخصياً مقتنع بذلك، لكنى كنت أستغرب قوله.
* البعض متخوف من أنه حال تفاقم الأوضاع فى تظاهرات 30 يونيو، ربما يلجأ النظام لقطع الاتصالات فى سيناريو مماثل لتظاهرات جمعة الغضب 28 يناير 2011؟
- لا يمكن قطع الاتصالات مجدداً، برغم أننا ما زالنا نعمل بالقانون القديم، فقطع الاتصالات أثناء الثورة جاء وفقاً لبند قانونى حماية الأمن القومى من الأخطار، وحتى فى تظاهرات القوى المعارضة حول محيط قصر الاتحادية فى 4 ديسمبر 2012 لم يُطلب منى وأنا وزير، قطع الاتصالات مجدداً، بل عملنا على التقوية فى جميع ميادين التظاهرات سواء الاتحادية أو التحرير، ولكنى ما زلت أؤكد أن القانون الحالى يسمح فى حالة وجود أخطار على الأمن القومى بقطع الاتصالات.
* الحكومة تدرس حالياً حظر تطبيقات برامج «الفايبر، وواتس أب» بسبب ما أثير عن اختراق إسرائيل للاتصالات المصرية، بعض النشطاء فسروا ذلك أنه وسيلة للتأثير على التظاهرات فى 30 يونيو الجارى؟
- ليس فقط «فايبر وواتس أب»، فالحكومة حالياً تدرس حظر بعض البرامج الأخرى لخطورتها على الأمن القومى والأوضاع الاقتصادية للبلاد، ولكن الأمر ليس له علاقة بالتظاهرات، والوزارة ستتخذ القرار المناسب فى ذلك الأمر.
* البعض يؤكد أن إسرائيل نجحت فعلياً فى اختراق الأمن القومى عن طريق برنامج «الفايبر»؟
- ليس لدى تأكيدات أو نفى، فالشركة المنتجة للبرنامج فعلياً بها شريك إسرائيلى، ولكن أمر الاختراق لم يحسم بعد.
* ماذا عن كواليس اجتماعات مجلس الوزراء أثناء موقعة الاتحادية فى 5 ديسمبر 2012؟
- بداية، كان على الحكومة أن تتحرك لمنع تلك المذبحة، لكن ذلك لم يحدث، فالأمور تصاعدت بشكل غير مسبوق، وكانت هناك حالة من الغضب بين الوزراء داخل الاجتماع اللاحق للأحداث، خصوصاً أنه كان بإمكان الحكومة منع تفاقمها.
* وهل رصدت الوزارة فعلاً عبر أجهزة التتبع وجود قرابة الـ2 مليون متظاهر أمام الاتحادية فى 4 ديسمبر خلال التظاهرات المعارضة لمرسى؟
- الرقم شبه الدقيق الذى خرج من الوزارة كان أن هناك 700 ألف جهاز محمول فى محيط القصر الرئاسى، شاملاً المتظاهرين وكل العاملين فى تلك المنطقة.
* حكومة «نظيف» وضعت الاتصالات على قائمة أولوياتها، هل اتبع الدكتور قنديل الأمر ذاته أم أن الوزارة اهتمت فقط بمشروع النهضة؟
- حدث أكثر من اجتماع مع لجنة الاتصالات بحزب الحرية والعدالة للوصول لتوافق حول خطة عمل موحدة للوزارة، وكان الأمر يعمل وفقاً لخطة الرئيس مرسى التى طرحها فى البرنامج الانتخابى، وتم التأكد من توافق برنامج الاتصالات مع خطة الحكومة وبرنامج الرئيس.[ThirdQuote]
* هل اجتمعت منفرداً مع الرئيس مرسى فى أية رحلات خارجية؟
- كنت على مقربة منه خلال رحلة الصين، وكان الأمر مبشراً بل مبهراً، من خلال الاجتماعات المكثفة للرئيس مع المجموعة الوزارية المصاحبة له، ولكن الأمر اختلف بعد ذلك.
* الآن كمواطن وشخص كان فاعلاً فى حكومة قنديل، من ترشحه لتشكيل حكومة جديدة؟
- رئاسة الوزراء الفترة المقبلة تحتاج شخصية اقتصادية قوية، لإخراج البلاد من الأزمة الحالية.
* ما رأيك فى المهندس عاطف حلمى، وزير الاتصالات الحالى؟
- هو شخصية محبوبة جداً فى القطاع، ومتمرس فى العمل الخاص، فضلاً عن أنه يمتلك خبرة كبيرة من العمل الخارجى فى الشركات العالمية.
* بصراحة هل ستشارك فى تظاهرات 30 يونيو ضد نظام الإخوان والرئيس مرسى؟
- سأشارك فى التظاهرات وسنعلن كقوى شعبية عن مطالبنا فى ذلك اليوم، وسنحرص على سلمية التظاهرات، وعلينا أن نتذكر جيداً أن المعارضة هى التى أطاحت بنظام مبارك، ونصيحتى للقوى المعارضة أنه يجب عليها أن تسعى لمصلحة البلاد.
* ما الذى تخشاه فى ذلك اليوم؟
- أخشى أن تبتعد التظاهرات عن السلمية.
أخبار متعلقة:
3 وزراء سابقين يكشفون لـ«الوطن» كواليس 10 أشهر فى «حكومة مرسي»
أسامة كمال: «أخونة المحافظات» تؤثر على الانتخابات المقبلة.. و«مافيا» تحكم «البترول والتموين والمحليات»
وزير الآثار السابق فى حديثه لـ«الوطن»: أنا نازل يوم 30 يونيو