10 أطفال يبحثون عن دار أيتام تنقذهم مـن الشارع: «نفسنا نعيش وسط عيلة»
الأطفال العشرة فى الشارع حيث يقيمون
مفعمون بالحيوية والنشاط فى مواجهة ظروفهم الصعبة، أصوات ضحكاتهم تتصاعد بين حارات وأزقة منطقة المنيب بالجيزة، شكلهم لا يوحى بحقيقة حالهم البائس الذى لا يتماشى مع صغر سنهم، فهم أيتام بلا مأوى، جمعتهم صداقة الظرف الواحد، جميعهم لم يتعدوا السن القانونية، يحاصرهم مصير مجهول وأحلام تبدو بعيدة عنهم، بعد رفض أغلب دور الأيتام بالمنطقة استقبالهم لأسباب مختلفة.
10 أطفال، عانوا طويلاً من نظرات مجتمع اعتاد أن يعاملهم بغلظة، يحلمون بالأمان، الذى حُرموا منه منذ بداية حياتهم، «أحمد»، ابن الـ10 سنوات، وواحد من الأطفال الذين وجدوا أنفسهم فى الشارع دون أهل، اعتاد أن يبحث عن مكان بديل يتبناه ليشعر فيه بالأمان الذى افتقده، والترابط الأسرى الذى حُرم منه، لكن دون جدوى: «حاولت أروح أكتر من دار أيتام رفضونى مش عارف ليه؟ وفيه دار معرفتش أقابل حد فيها ولا حد سمعنى، وبقالى 6 سنين فى الشارع من بعد ما أمى ماتت وأبويا رمانى فى الشارع بعدها»، حالة «أحمد» لم تختلف كثيراً عن «مسعد»، ابن الـ13 عاماً، فمحاولات كثيرة وحيل تقدم بها «مسعد» لأكثر من دار أيتام بمنطقته فى المنيب، حتى يتبنوه، لكن لم يجد أحداً يقبله أو يشفق عليه: «الناس فاكرين إنى بضحك عليهم أو متسول، مش عارف من غير الناس الطيبة اللى بتساعدنا من أهل الحتة كنا عملنا إيه؟».
رغم مرارة الفقر والحرمان التى ذاقها «مسعد» منذ الطفولة، والحياة الكريمة والتعليم مثل أصدقائه الأيتام، فإن الأمل لديهم بلا حدود، حلم بسيط يحلمون به ليلاً ونهاراً، هو مكان يحتويهم من قسوة الشارع، على حد قوله: «كلنا نفسنا فى حضن عيلة، نفسنا يبقى لينا أب وأم أو حتى ناس نعيش معاها، أهل المنطقة بيعاملونا كويس وبيدونا هدوم، لكن كل واحد فيهم عنده عياله، وأنا وأصحابى مش بنحب نتقل على حد، لأن كل واحد عنده مشاكله».