«عبدالباسط»: طاردت منفذى الجريمة وشاهدتهم يقتلون أنفسهم
على بعد أمتار قليلة من معبد «هابو» بالدير البحرى يسكن أحمد عبدالباسط، بائع العاديات الفرعونية فى منطقة الدير البحرى، وأحد المصابين فى المذبحة، وهو الشخص الوحيد الذى شاهد منفذى مذبحة حتشبسوت يقتلون أنفسهم بعد أن تمت محاصرتهم داخل مغارة فى الجبال، عبدالباسط كان يمارس عمله اليومى يبيع الهدايا الفرعونية التذكارية، وسمع عن ارتكاب مسلحين لمذبحة داخل حتشبسوت، وهروبهم لمنطقة جبلية، حينها قرر الذهب سريعا لمشاهدة مطاردة الأهالى لهم.
يقول عبدالباسط: «شاهدت المسلحين ينزلون من الأتوبيس على بعد 2 كيلومتر من معبد حتشبسوت، حيث ارتكبوا جريمتهم، وكان عددهم 6، وظلوا يطلقون النيران بكثافة، وبشكل عشوائى، وأصبت بحالة عصبية شديدة، جعلتنى أجرى خلفهم بدون سلاح وبدون وعى، حينها كان نحو ألفى شخص من الأهالى يحاولون القبض عليهم، وتبادلوا إطلاق النيران مع أحد الضباط الذى وصل إلى المكان الجبلى، وأصاب الضابط أحد المسلحين، وحمله زملاؤه بضعة أمتار، وعندما فشلوا فى حمله، أطلقوا عليه الرصاص».
وأضاف: «واصلت الجرى وراءهم، فسبونى وقالوا لى «ارجع يابن الكلب إحنا مش عايزين نقتلك، ولا نقتل مصريين ارجع» إلا أننى لم أكن فى وعيى، وعندما حوصروا فى منطقة جبلية أثناء هروبهم قرروا الدخول فى مغارة مجاورة، حينها دخلت خلفهم، ولم يقتلونى أيضاً لأسباب أجهلها حتى الآن، وعندما وجدوا المغارة مغلقة، وأنهم سيقتلون لا محالة ظلوا لبضع دقائق يتلون القرآن، وأناشيد جهادية، ونطقوا الشهادة، ووجه كل منهم سلاحه إلى رقبة الآخر، وقتلوا بعضهم أمامى وعندما وقعوا على الأرض، حينها سمعت فى «اللاسلكى» الذى سرقوه من أحد حراس الأمن أحد القيادات الأمنية يتحدث بصوت عالٍ: «إيه الأخبار عندكم؟ لو هربوا أو متقتلوش هاتولى أى 6 غيرهم من عندكم»، وفتشت فى جيب أحدهم الذى كان يربط «شريطا فى رأسه» كتب عليه «سنقاتل حتى الموت»، فى هذه الأثناء شاهدنى أحدهم، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فمسك سلاحه، وأطلق علىّ الرصاص فأصبت فى ذراعى، وخصيتى، وفقدت الوعى، ولم أشعر بشىء إلا وأنا طريح الفراش فى المستشفى».
ويؤكد «عبدالباسط» أن الحادث لا يفارق مخيلته حتى الآن برغم مرور 16 عاما، وتجددت الأحزان مرة أخرى بتولى محافظ ينتمى للجماعة الإسلامية مهام المحافظة، يقول: «هل يعقل أن يعينوا شخصا ينتمى لجماعة دبرت ونفذت الحادث محافظا للأقصر، وأنا لو شاهدت هذا المحافظ سآخذ «الثأر» منه، ومن قيادات الجماعة الإسلامية التى تسببت فى عجزى، ولا أعرف كيف للقتلة أن يخدمونى وأبنائى بعد أن دمروا حياتى وحياة العشرات؟».