«قصر ثقافة العسيرات»: الأدب على بقايا معلف ماشية
مكتبة العسيرات الثقافية تعانى من تردى أوضاعها وتهالك مبانيها
تعانى 4 قصور وبيوت ثقافة فى محافظة سوهاج من تردى الأوضاع فيها وتهالك المبانى، وسط عزوف تام للأدباء لعدم وجود أماكن تليق بهم، حيث تعتبر البيوت فى مدن «جرجا، وجهينة، وطما، وأخميم» من الأماكن التى لا تصلح لإقامة أى فعاليات فيها لوجودها فى شقق سكنية مؤجرة من الأهالى، مما يضطر الأدباء للعزوف عن المشاركة فى الأنشطة، وإذا حدث أن تم تنفيذ نشاط ثقافى يكون أمام أحد مراكز الشباب أو مضيفة إحدى العائلات، وتشكو تلك البيوت من تهالك المبانى وترديها وعدم وجود دورات مياه لائقة ولا حتى إضاءة كافية. وتعتبر مشكلة بيت ثقافة العسيرات من أكبر المشاكل التى تؤرق الأدباء والمسئولين فى قصر الثقافة بسوهاج، لأنه من أقدم قصور المحافظة، ومنه خرج أدباء وشعراء كثيرون وتألقت فرقة كورال العسيرات على شاشات الفضائيات فى فترة الثمانينات، والمكان يصعب وصفه لبشاعة المنظر، فهو معلف للماشية تابع للجمعية التعاونية للإصلاح الزراعى وتم تخصيصه لبيت ثقافة العسيرات بديلاً للمقر القديم المؤجر من وزارة الأوقاف، وعندما عاد مقر بيت الثقافة القديم لوزارة الأوقاف بحكم قضائى لم يجد المسئولون فى بيت ثقافة العسيرات مفراً سوى الانتقال لموقع معلف الماشية.
الأنشطة داخل مراكز الشباب ومضايف العائلات
وبيت ثقافة العسيرات عبارة عن غرفة واحدة مسقوفة بألواح الحبيبى وبعض العروق الخشبية، والسقف به عدة فتحات تدخل منها القطط والفئران، والجدران من الطوب الأحمر، ولا يوجد عاصم للكتب من الأمطار التى تهطل سوى انتقال الموظفين للمكان ونقلهم الكتب فى كراتين لوضعها داخل الحمام خوفاً على ما تبقى من الكتب التى لم تلتهمها الفئران، والشقوق فى جدران تلك الغرفة لا تعد ولا تحصى، وتطل الغرفة على باقى مساحة الأرض، حيث بقايا معلف الماشية، أما سور بيت الثقافة فتوجد به تصدعات وانهيارات فى مختلف أرجائه، والفتحات الموجودة به تسمح بدخول الكلاب حتى أصبح المكان مأوى لها خلال فترات الليل.
يقول مظهر العسيرى، أحد الأدباء بمركز العسيرات، إن قصر ثقافة العسيرات كان علامة مضيئة فى حياة أبناء العسيرات لارتباط جميع عائلات المنطقة بالمكان، بعد أن تم تكوين فرقة كورال العسيرات فى عهد الأديب والشاعر الراحل أحمد سعد الدين أبورحاب، ونالت الفرقة شهرة كبيرة فى مصر والوطن العربى، وارتبط أغلب أهالى المنطقة بقصر الثقافة، لأن وجوده صنع اسماً كبيراً لقريتهم الفقيرة، لكن مع مرور الزمن ونقل بيت الثقافة لمقر معلف الماشية أصبحت الأمور داخل القصر يرثى لها، فالمكان هجره المثقفون والأدباء وحضر إليه القطط والفئران والماشية.
من جانبه، قال خالد إسماعيل، مدير فرع بيت ثقافة سوهاج، إن هناك مشكلة فى وجود عدد من بيوت الثقافة مقامة داخل شقق سكنية مستأجرة، ومنها بيوت «جرجا، وجهينة، وطما، وأخميم» موضحاً أن تلك البيوت تضطر إلى إقامة أنشطتها داخل مراكز الشباب أو على مسارح مديرية التربية والتعليم لعدم وجود أماكن بحوزتها لإقامة الأنشطة الثقافية، وأضاف أن قصر ثقافة العسيرات كان مقراً مؤجراً من الأوقاف وصدر حكم من القضاء بتسليم الموقع للورثة وتم تخصيص مساحة تبلغ 1450 متراً كانت معلفاً للماشية وتم نقل قصر الثقافة لهذا المكان، موضحاً أن المكان لا يصلح لأن يكون مقراً لقصر ثقافة، لأنه مبنى متهالك، وتمت مخاطبة الجهات المسئولة لتوفير ميزانية لإنشاء مبنى، لكننا فوجئنا بتخصيص مبلغ 400 ألف جنيه لصيانة المكان، موضحاً أن المكان لا يحتاج صيانة بل إعادة إنشاء من جديد وبناء مقر يصلح لممارسة الأنشطة الثقافية.