عمال الخرسانة يشكون «البطالة» بعد سيطرة «البامب» والتكنولوجيا على البناء
أزمة العمال سببها التكنولوجيا
أيديهم هى سر قوتهم ومصدر رزقهم، فكيف إذا ما حلت أشياء أخرى محل هذه الأيدى، بعد أن استطاعت التكنولوجيا الحديثة المستخدمة فى البناء أن تحل محل العمال، ليتخلى الكثير من شركات المقاولات عن عمال الخرسانة والحفر، معتمدين على ما يُعرف بـ«البامب» الذى يصب الخرسانة الجاهزة فى الموقع بشكل مباشر دون الاستعانة بعدد كبير من العمال؟!
فيما يلى ترصد «الوطن» معاناة عدد من عمال الخرسانة، بعد أن حلت التكنولوجيا الحديثة محلهم فى بعض الأعمال والمواقع.
«صابر فوزى»: «50% من العمال قعدوا فى البيت».. «عبدالرحيم»: «حدّثوا المعدات ونسيوا يخترعوا حاجات يشغّلوا بيها الغلابة»
يقول «صابر فوزى محمد»، عامل حفر وصبّة: «فيه مواقع كتير بتشتغل بـالبامب، وده أثّر على العمالة، فموقع زى ده أثناء الصب بيشغّل نحو 10 عمال فى الخرسانة، وساعات 15 فرد، أما بنظام البامب، فبيشتغل نحو نفرين أو 3، وبالتالى يقل عدد العمالة، بينما الخلاطة القديمة تأخذ أكبر عدد من العمالة، وللأسف 30% من المواقع والمبانى تعمل الآن بالخلاطة، فيما اعتمد نحو 70% من المواقع على البامب».
ويضيف «فوزى»: «الأرزاق فى الآخر على الله، والعمال كتير منهم راكن، لا يعمل، والشركات التى تستخدم (البامب)، شركات كبيرة وحكومية، رغم أن الخلاطة أرخص من البامب، ولا تستطيع أن تعرف كم الأسمنت الموضوع، 6 ولا 7 شكائر أسمنت على المتر، حيث يتم خلطها بعيداً عن أعيننا، هما بيعملوا لها اختبارات، وبيقولوا إنها كويسة، لكن فى النهاية (البامب) قضى على 50% من العمال، فبعد أن كان العامل يعمل 5 أو 6 أيام فى الأسبوع، أصبح يعمل يومين أو ثلاثة فقط فى الأسبوع».
يقول «عبدالعليم صلاح»، عامل خرسانة: «الخلاطة والبامب شغالين، كل منهما له شغل، حسب اقتناع صاحب المبنى، والخلاطة بتشتغل أكثر فى العمارات ومبانى الأهالى، أما الشركات الكبيرة فكلها تستخدم البامب، وده أثّر علينا، بعد أن كثر استخدام الشركات له، وهذه أرزاق، أما بالنسبة لى الشغل قل بنسبة 10%».
ويقول «عبدالرحيم محمد»، مقاول: «الناس بقت تلجأ لـ(البامب) والخرسانة الجاهزة، لأن شغلها كهربا، وسريع، وده أثّر على العمال، إنما الخلاطة هى الشغل الصح، كل حاجة بتبقى على إيدك، بنرمى فى الخلاطة المسلحة، حمولة واحدة زلط، ونصف رملة، وشكارة ونصف أسمنت فى العمدان، فيه سيطرة فى الشغل، غير البامب، ماتعرفيش ظروفه».
ويوضح محمد: «البامب بيشتغل عليه عاملين فقط، واحد على البامب يمسك الخرطوم وينزّل الخرسانة فى العمود، إضافة إلى سواق البامب، وسواق العربية المركزية، أما الخلاطة فبتلم عمال كتير، يعنى فيه 6 بيجرّوا «البرويطة» (عربة صغيرة يدوية)، وواحد يرش مياه، وواحد يرفع العلبة فى الخلاطة، وواحد يرمى الأسمنت من العربية فى العمود، واتنين فورماجية، كل واحد مع الخلاطة بيكون له شغلانته، العمالة راحت فى داهية، كل الشغل الحديث نوّم العمالة، ومفيش شغل، هما اخترعوا حاجات تخلى الخرسانة تتعمل أسرع، بس ما اخترعوش حاجات يشوفوا بها شغل للناس الغلابة، والعمال بقوا مضطرين لما يلاقوا حاجة قدامهم ياخدوها، عشان كده نص الناس اتحبست من قلة الشغل».
ويتابع: «الحكومة تعطى الشغل لشركات خاصة، والشركات تعطى الشغل للمقاولين، هى ماشية كده، والعمال بيضيعوا فى الرجلين، مفيش حد بيضيع فى البلد دى غير الناس الغلابة اللى زى حالتنا».
يقول «هانى فتوح» عامل خرسانة: «العمال لا يعملون إلا مع الخلاطة، والبامب لما يستخدم بيوفر عمال كتير، والعمال تقعد مش لاقية شغل».
ويقول «مصطفى عزت»، عامل خرسانة: «الخلاطة بتوفر للعمال شغل أكتر، لكن الآلات الحديثة بعدت الشغل عنهم، وبتوفر عمال للشركة، ودلوقتى عمال كتير بيناموا فى بيوتهم، لأن معظمهم شغال باليومية».
ويقول محمد عبدالهادى، عامل خرسانة: «البامب، والتكنولوجيا الحديثة جت على الناس، لأنه لا يحتاج أكثر من عاملين فقط، ولازم الخلاطات تفضل تشتغل لأنها فاتحة بيوت ناس كتير».
ويقول «عزت محمد على»، عامل خرسانة: «أنا شغال على الخلاطة، شغلنا بسيط من يوم ما طلع البامب، ممكن نشتغل يوم ونقعد يوم، أو نشتغل يوم ونقعد يومين، لأن أغلبية الناس بقت تشتغل بيه دلوقتى، لأنه أريح وأسهل وأسرع».
ويقول «بديع فاروق عبدالمحسن»، عامل خرسانة: «أنا بقيت بشحت، قاعد من الساعة 6 الصبح مش لاقى شغل، دلوقتى مش عارفين نشتغل إزاى، قولى للمهندسين يشغّلونا، الوضع ده بقاله 7 أشهر، وإحنا على نفس الحال».
ويقول «محمود سيد»، عامل خرسانة: «قاعدين على الرصيف نستنى الشغل، لو ربنا رزقنا بـ40 جنيه بنصرفها ونقعد لتانى يوم، مفيش شغل ولا شركات عايزة تشغلنا، ومش لاقيين شغل صبّة، ولا حفر، والبامب والمكن الحديث فى البناء وقف حال الدنيا»، على حد قوله.
يتابع: «السكن بـ450 جنيهاً، إحنا من بنى سويف، وسايبين بلدنا وجايين هنا عشان ناكل عيش، ومش لاقيين، بنعمل اللى علينا ومش لاقيين».
ويقول «محمد على»، عامل خرسانة: «كنا بنروح ليبيا وقفلوها، دلوقتى مش لاقيين شغل، بنصحى الصبح، ونروح نقعد نستنى شغل مش بنلاقى، ونروّح العصر ساعات من غير أى مليم».
ويقول «سيد رجب»، عامل خرسانة من بنى سويف: «شركات الجيش كلها بتشتغل بالبامب، لو كانت بتشتغل بالخلاطات، كنا أكلنا عيش، ودلوقتى مفيش شغل، وبقينا بنشيل رمل وزلط، بعد ما أصبح مفيش شغل فى الصبّة والحفر، وبعد ما كنا بندفع فلوس السكن، ويفيض عنها، دلوقتى مش لاقيين ندفع فلوس السكن».