الكالسيوم هو أحد العناصر المعدنية الأساسية الستة عشر التى يحتاجها كل من النبات والإنسان للنمو الصحى واستكمال دورة الحياة، ويصنف الكالسيوم أيضاً على أنه أحد العناصر المعدنية الكبرى التى يحتاجها كل من النبات والإنسان. وتعرف العناصر الكبرى فى تغذية النبات بتلك العناصر التى تحتاجها النباتات بكميات كبيرة نسبياً تصل إلى عدة كيلوجرامات للفدان الواحد، بينما تعرف العناصر الكبرى فى الإنسان بتلك العناصر المعدنية التى يحتاجها الإنسان بكميات كبيرة (لا تقل عن 100 مجم/يوم)، ولابد من توفر هذه الكمية يومياً حتى تؤدى أعضاء جسم الإنسان وظائفها بشكل سليم، وبالأخص الرأس، والعضلات، والقلب.
وتحصل النباتات على ما تحتاجه من عنصر الكالسيوم من بعض صخور معادن التربة، أو من الأسمدة التى تضاف للتربة وتحتوى على عنصر الكالسيوم مثل نيترات الكالسيوم «بيتروكال» والتى تحتوى على 26.5% أكسيد كالسيوم، وتوجد إما فى صورة كريستالات نقية للاستخدام مع نظم الرى الحديثة مثل الرى بالتنقيط أو الرى بالرش أو الرى المحورى وغيرها، أو فى صورة محببة أو نصف محببة (باستل). وبصفة عامة يؤدى غياب الكالسيوم أو عدم كفايته فى التربة إلى إنتاج نباتات أو منتجات زراعية تعانى من نقص هذا العنصر المهم فى الأجزاء التى يتغذى عليها الإنسان، وبالتالى لا تستطيع أن تمده باحتياجاته الكافية من هذا العنصر المهم، مما يجعل جسم الإنسان يعانى من العديد من المشاكل الصحية والأمراض الطبية.
ويحصل جسم الإنسان على عنصر الكالسيوم من الأطعمة الغذائية المختلفة التى يتناولها، حيث يقوم الجسم بامتصاص الطعام الذى يحتوى على عنصر الكالسيوم بواسطة الجهاز الهضمى من ثم ينتقل الكالسيوم إلى الدم، ويدخل جزء من عنصر الكالسيوم إلى الخلايا. ويوجد الجزء الأكبر منه فى العظام والأسنان، ويوجد بنسب أقل فى الدم وسوائل الجسم الأخرى. وهناك العديد من الأنزيمات التى يفرزها جسم الإنسان تحتاج لعنصر الكالسيوم حتى تتمكن من أداء وظائفها الحيوية بشكل سليم، كما أن الكالسيوم ضرورى لتوصيل الموجات العصبية، ولتخثر الدم، ولحركة العضلات من انقباض إلى انبساط. وعموماً يخزّن الكالسيوم فى العضلات، ويضبط توازنه داخل الجسم بواسطة هرمون الغدة الدرقية وفيتامين دال (D).
مشاكل نقص الكالسيوم على النباتات
يظهر على النباتات التى تعانى من نقص عنصر الكالسيوم وعدم كفايته بالتربة أو بيئة النمو، بعض الأمراض الفسيولوجية نتيجة خلل فى واحدة أو أكثر من العمليات الحيوية. وتظهر أعراض نقصه على الأوراق الحديثة والأنسجة المرستيمية النشطة أولاً، التى غالباً ما تكون إما توقفاً عن النمو أو وجود أوراق مشوهة أو بعض المظاهر المرضية على بعض الثمار.
وتتلخص أعراض نقص الكالسيوم فيما يلى:
• ظهور لون أخضر مصفر على الأوراق الحديثة، بينما تظل الأوراق المسنة بلون أخضر عادى، إلا أن حوافها تكون أقل اخضراراً فى وسط الورقة، ومع استمرار النقص تظهر بقع بنية متحللة على الأوراق الحديثة، وتلتف الأوراق لأسفل أحياناً، وتتموج حوافها وتكون غير منتظمة النمو، كما يكون النبات متخشباً ومتقزماً، والجذور قصيرة وسميكة ذات أطراف بنية، وفى النهاية يتوقف نمو النبات ولا يستطيع أن يكمل دورة حياته.
• تظهر أعراض نقص الكالسيوم على الثمار بشكل أكثر وضوحاً من ظهورها على الأوراق، فيسبب نقص الكالسيوم ظهور مرض عفن نهاية الطرف الزهرى فى الطماطم والفلفل، الذى يتمثل فى ظهور بقعة بنية متجلدة ومتجعدة ومتميزة إلى حلقات فى الطرف السائب للثمرة، وتعتبر الطماطم والفلفل والبطيخ من المحاصيل التى يظهر عليها هذا المرض بكثرة نظراً لحساسيتها الشديدة لنقص عنصر الكالسيوم فى التربة، ويظهر هذا المرض بشكل ملحوظ فى المراحل الأولى لجمع المحصول، ثم تقل حدته فى المراحل الأخيرة من الحصاد.
• وفى كثير من الخضراوات تحدث أعراض تشوه واضحة نتيجة لنقص عنصر الكالسيوم مثل القلب الأسود فى الكرفس والبروكلى، واحتراق حواف الأوراق فى الخس والكرنب، والقلب الأبيض أو القلب الأجوف فى القرعيات، وتشقق الثمار فى البطيخ.. وغيرها.
• يؤثر نقص الكالسيوم بدرجة كبيرة على جودة ثمار الكمثرى والتفاح، حيث تظهر بقع فللينية بنية اللون على الثمار، ولا تتعمق كثيراً داخل الثمرة وهو ما يطلق عليها مرض النقرة المرة أو التبقع الفلينى.
وللحصول على نباتات قوية، تعطى أعلى محصول، وتحتوى منتجاتها الزراعية على تركيزات مرتفعه من عنصر الكالسيوم تكفى لإمداد الإنسان الذى يتغذى عليها بما يحتاجه من هذا العنصر المهم، فينصح بتطبيق برامج سمادية متوازنة تحتوى جميع العناصر الغذائية الأساسية التى يحتاجها النبات بما فيها عنصر الكالسيوم وتعتمد فى حسابها على الاحتياجات الغذائية الحقيقية للمحصول المنزرع طبقاً للصنف ولنوعية وكمية الإنتاج، ويفيد تحليل التربة فى تحديد مدى كفاية عنصر الكالسيوم فى التربة ومدى الحاجة للتسميد، كما تستخدم تحاليل الأوراق للتأكد من مدى سلامة وكفاءة برنامج التسميد المقترح.