أمير قطر يزور إثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا وخبراء ودبلوماسيون: مكايدة سياسية غير مؤثرة
«ديسالين» يستقبل «تميم» لحظه وصوله إثيوبيا
اعتبر عدد من الخبراء والدبلوماسيون أن زيارة أمير قطر تميم بن حمد، إلى إثيوبيا، تأتى فى إطار «المكايدة السياسية» من «الدوحة» تجاه مصر»، لكنها غير مؤثرة.
وزار أمير قطر إثيوبيا الأحد الماضى لمدة يومين، وتوجه أمس إلى كينيا فى ثانى محطات جولة أفريقية يختتمها بجنوب أفريقيا، وأعلن خلال الزيارة عن اتفاق بين «الدوحة» و«أديس أبابا» على تعزيز وتوسيع التعاون بين البلدين، ووفق بيان مشترك صدر بعد مباحثات بين أمير قطر ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلى ماريام ديسالين فى «أديس أبابا»، فإن اللقاء تناول «بحث علاقات التعاون بين البلدين فى المجالات السياسية، الاقتصادية، الاستثمارية، والثقافية، إضافة إلى استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية».
«رسلان»: «الدوحة» مثل «الزائدة الدودية» فى الخليج.. و«حجاج»: قطر تعلم حساسية تحركاتها فى أفريقيا بالنسبة لمصر
وأعرب الجانبان، خلال المباحثات، عن التزامهما بـ«توسيع وتعزيز» التعاون بين البلدين فى القضايا الدولية والإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأشاد «تميم» «بالدور الذى تضطلع به إثيوبيا والجهود التى تلعبها عبر الهيئة الحكومية للتنمية، التى تضم دول شرق أفريقيا (إيجاد) لإحلال السلم والأمن فى منطقة القرن الأفريقى».
من جهته، امتدح رئيس الوزراء الإثيوبى دور قطر فى حل الصراعات فى منطقة القرن الأفريقى، وخاصة فى إقليم دارفور، غرب السودان. وقدم «تميم» دعوة لـ«ديسالين» لزيارة قطر فى موعد يحدده لاحقاً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإثيوبية «ملس ألم»، للوكالة «الأناضول»، إن «ديسالين دعا، خلال اللقاء، رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار فى إثيوبيا، وخاصة فى مجالات الصناعات، المعادن، كما دعا إلى فتح الأسواق القطرية للمنتجات الإثيوبية». وتعد هذه هى الزيارة الأولى لأمير قطر للدول الأفريقية الثلاث منذ توليه السلطة فى 25 يونيو 2013، كما أنها أول زيارة له إلى دولة أفريقية غير عربية.
أمير قطر يغادر إلى كينيا بعد اتفاق على «توسيع التعاون» مع إثيوبيا.. و«حسن»: يجب النظر إلى الزيارة بشكل موضوعى
وقال هانى رسلان، الخبير المتخصص فى الشئون الأفريقية بمركز الأهرام، فى اتصال لـ«الوطن»: «حقيقة التناول الإعلامى لتلك الزيارات والاهتمام الإعلامى المصرى بتحركات قطر، سواء زيارة الشيخة موزا للسودان، أو زيارة تميم لإثيوبيا أمر مبالغ فيه للغاية». وأضاف «رسلان»: «قطر دولة تعيش على ريع الإنتاج من النفط والغاز، وهى مثل الزائدة الدودية فى الخليج العربى، ولا أحد يأبه لها وبالتالى تبحث عن دور أو مكانة عن طريق الإنفاق على التنظيمات الإرهابية، وأيضاً تحركات (المكايدة السياسية)، وبالتالى، فالاهتمام المبالغ فيه يساعدها فى تحقيق أهدافها».
وأضاف «رسلان»: «الزيارة لن تؤثر على موقف مصر من بناء سد النهضة، لأنه بالنسبة لنا مع إثيوبيا تجمعنا معها أزمة سد النهضة وأزمة المياه ككل، وسد النهضة الموقف المصرى منه واضح وزيارة تميم أو عدمها لن تقدم أو تؤخر شيئاً بالنسبة لمصر، هناك اعتراف مصرى بالسد وسعته والمتبقى هو السياسة التشغيلية وسعة ملء السد، وهذا يتوقف على الدراسات أو ما تسفر عنه المفاوضات». وأضاف: «من الناحية السياسية، الشىء الوحيد الذى يبقى أن زيارات مثل زيارة تميم، أو الوفد السعودى فى السابق، تعبر عن نوع من المكايدة ومحاولة تشجيع الطرف الإثيوبى، أو إظهار أن تلك الدول لا علاقة لها بمصر ولا تأبه لمصر، هى تترك نوعاً من خيبة الأمل فيما يتعلق بالعلاقات العربية العربية».
وحول مجىء زيارة أمير قطر عقب زيارة الرئيس السودانى عمر البشير إلى إثيوبيا، قال «رسلان»: «السودان لعب دوراً رئيسياً فى التحالف مع إثيوبيا ضد مصر، وهذا التحالف ليس مبنياً على المصالح كما يدعون، وإنما مبنى على توجه سياسى، لأن أكبر وأهم خبراء الرى فى السودان كان لهم رأى معارض، وتحفظاتهم على سد النهضة قريبة من التحفظات المصرية مع اختلاف ظروف السودان». وأضاف: «هذا توجه سياسى من النظام السودانى، لأنه كما نعلم نظام إخوانى، نظام انتهازى ويتعيش على بيع مواقفه السياسية، والقاعدة الأساسية عنده العداء والخصومة لمصر، حتى يتم نشر كم كبير من الكراهية ضد مصر بين أبناء الشعب السودانى».
واعتبر السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية، أن زيارة أمير قطر إلى إثيوبيا وكينيا تمثل مكايدة لمصر لأن الدوحة تعلم جيداً حساسية تحركاتها فى منطقة شرق أفريقيا تحديداً بالنسبة للأمن القومى المصرى، وخاصة فى ضوء التوتر فى العلاقات بين القاهرة والدوحة. وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن منطقة القرن الأفريقى وجنوب خط الاستواء، تحظى باهتمام دول الخليج التى لها علاقات تجارية واستثمارات ضخمة معها، وتعتبر منطقة الخليج دول «السوبر ماركت» لها، وهناك استثمارات فى المجال الزراعى والحيوانى وتنمية الطاقة أيضاً، لأن إثيوبيا ستدخل على مرحلة تنمية صناعية بعد إنشاء سد النهضة، وخاصة مع القرب النسبى بين دول الخليج ودول شرق أفريقيا، ومصر أيضاً لها استثمارات فى إثيوبيا ودول شرق أفريقيا، التى بها مجال واسع للاستثمار ومجال واسع لتنمية العلاقات بين البلدين. ودعا «حسن» إلى ضرورة عدم النظر لزيارة أمير قطر إلى إثيوبيا بحساسية نتيجة للخلاف بين البلدين، موضحاً أنه يجب النظر إلى الزيارة بشكل موضوعى من خلال جدول أعمالها والموضوعات التى تبحثها الزيارة بدون القفز إلى استنتاجات، موضحاً أن قطر لديها فائض مالى ضخم تسعى لاستثماره، خاصة أن إثيوبيا لديها فرص استثمارية ضخمة، وخاصة فى مشروعات الإسكان والبنية الأساسية، متمنياً دخول رجال الأعمال المصريين فى مجالات الاستثمار فى إثيوبيا وشرق أفريقيا، كما تفعل دول الخليج.