«قاض وضابطان» يدليان بأوصاف انتحارى طنطا.. والأمن يحدد هوية الإرهابيين
شهداء الشرطة قبل دقائق من الحادث
قالت مصادر أمنية مطلعة بوزارة الداخلية إن اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، عقد اجتماعات موسعة مع قيادات الوزارة لتشكيل فريق بحث تحت قيادة اللواء محمود شعراوى مساعد أول الوزير لجهاز الأمن الوطنى، وجمال عبدالبارى مساعد أول وزير الداخلية لمصلحة الأمن العام، وذلك لملاحقة كافة العناصر الإرهابية المتورطة والمشاركة والمحرضة على تفجيرَى أحد الشعانين اللذين أسفرا عن استشهاد 45 من الأقباط والمسلمين وإصابة ما يقرب من 117 آخرين.
وكشفت المصادر أن الأجهزة الأمنية انتهت من تحديد هوية الانتحاريين اللذين نفّذا التفجيرين، وتم استدعاء أسرتيهما وأخذ عيّنات «دى إن ايه» لمضاهاتها بأشلاء الانتحاريين لقطع الشك باليقين حول هويتهما بالدليل الفنى القاطع قبل الإعلان عن هويتهما بشكل رسمى.
وزير الداخلية يأمر باستدعاء أسر الانتحاريين ويعقد اجتماعاً مع «شعراوى وعبدالبارى» وضبط 38 مشتبهاً بهم.. والانتحاريان تعلما صناعة الأحزمة الناسفة بسوريا وبايعا «داعش» هناك
كما كشفت المصادر عن مفاجأة وهى أن رئيس محكمة وضابطين (أحدهما بالقوات المسلحة) شاهدوا انتحارى كنيسة مارجرجس بطنطا أثناء وجودهم فى الصفوف الخلفية لأداء الصلاة بالقاعة التى شهدت الانفجار وأدلوا بأوصافه كاملة لجهات التحقيقات وهو ما ساعد فى سرعة تحديد هويته. وأكدت المصادر أن الفريق الأمنى عرض تقريراً على الوزير بشأن نتائج التحقيقات والتحريات وأقوال 17 مشتبهاً بهم فى حادث تفجير كنيسة طنطا و11 آخرين من المشتبه بهم فى حادث كنيسة الإسكندرية، كما اطلع الوزير على تقرير تفريغ كاميرات المراقبة وشاهد التسجيلات بنفسه والتى رصدت الانتحارى منذ عبوره الباب الرئيسى، مشيرة إلى أن «الانتحارى كان يرتدى جاكت بنى اللون وكاب، وهو ذو شعر كثيف ولحية صغيرة، تسلل إلى الداخل مستغلاً انشغال فردَى أمن بإحضار كرسى متحرك لإدخال إحدى السيدات لحضور الاحتفالات بأحد الشعانين، ومرّ بعيداً عن البوابة الإلكترونية، ثم توجّه سريعاً إلى المقاعد الخاصة بالآباء الكهنة والشمامسة، قرب باب الهيكل، وفجّر نفسه فور وصوله».
وحسب المصادر فقد تبين للفريق الأمنى وجود علاقة بين الانتحاريين والإرهابيين الخمسة الذين تم ضبطهم منذ 3 أيام فى شقة بمدينة الإسكندرية تابعين لحركتَى حسم ولواء الثورة وجرى إعادة استجوابهم، وعقب ذلك شنّت أجهزة الأمن حملات مكبّرة على عدد من الشقق المفروشة فى مدينة طنطا والإسكندرية والشرقية فى محاولة للوصول إلى أى معلومات حول مرتكبى الواقعة.
وأوضحت المصادر أن خبراء الأدلة الجنائية تمكنوا من تحديد هوية الانتحارى بكنيسة طنطا، وتبين أنه يُكنى بأبوالبراء المصرى، 43 عاماً، ومقيم بقرية أبوطبل كفر الشيخ، حاصل على دبلوم ثانوى صناعى وكان يعمل سائقاً بين كفر الشيخ والقاهرة، ثم بدأ السفر للمملكة العربية السعودية، وكان يتنقل بين ليبيا ولبنان، وأوضح المصدر أن الانتحارى متزوج وله 3 أطفال وتمكن من السفر إلى تركيا هرباً بجواز سفر مزوّر، ثم توجّه من تركيا إلى سوريا عبر معبر أطمة فى 15 أغسطس 2013.
وقالت المصادر إن الانتحارى توجّه بصحبة إحدى الخلايا الإرهابية فى سيارة خاصة ليلة تفجير الكنيسة ولم يستأجر أى شقق، وسافر من محافظة كفر الشيخ إلى الغربية فى الساعات الأولى من ليلة تنفيذ العملية الإرهابية، ثم دخل الكنيسة وقام بتفجير نفسه، وتوصل خبراء الأدلة الجنائية إلى هوية الانتحارى الثانى فى الإسكندرية وتم تحديد أسرته ويكنى باسم «أبوإسحق المصرى»، 27 عاماً، كان يقيم بمحافظة الشرقية مركز منيا القمح حاصل على بكالوريوس تجارة دفعة 2011 وأن المتهم بعد تخرجه كان يعمل محاسباً ثم سافر إلى الكويت وقضى مدة أربع شهور عقب ثورة 25 يناير، ثم عاد إلى القاهرة وتوجّه بالسفر إلى تركيا بعد ثورة 30 يونيو، وكان من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، وأضاف المصدر أن المتهم تمكن من الدخول إلى سوريا عبر معبر أطمة فى 26 ديسمبر 2013، ورجحت المصادر أن الانتحارى عاد إلى القاهرة منذ عام تقريباً ولم يعمل فى أى من الشركات، وكان دائم السفر بين محافظات الإسكندرية والقاهرة والشرقية.
وأكدت المصادر أن الانتحاريين تلقوا تدريبات فى تصنيع الأحزمة الناسفة فى سوريا على يد القيادات الداعشية وأعلنوا مبايعتهم لهم وحاولوا تجنيد الشباب الصغار، وبعد الكشف عن صورهم الحقيقية، استدعى فريق البحث 3 من شهود العيان الذين شاهدوا انتحارى كنيسة طنطا وتعرفوا عليه.