خبراء:وفاء «مرسى» بتعهداته للقوى الوطنية "محل شك"
اختلف الخبراء السياسيون على مستقبل الاتفاق الذى جرى بين الدكتور محمد مرسى، المرشح لرئاسة الجمهورية، والقوى الوطنية لتشكيل مؤسسة رئاسة وحكومة وحدة وطنية حال فوزه بالرئاسة.
قال الدكتور مختار الغباشى، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اتفاق حزب «الحرية والعدالة» مع القوى الوطنية، أمس الأول، رسالة تطمين لباقى القوى السياسية بأنهم يريدون إشراكهم مع القوى الوطنية، وأنهم لا يرغبون فى الانفراد بالساحة السياسية، بعد الانتخابات الرئاسية، خصوصاً مع وجود شكوك لدى القوى السياسية من استحواذ الإخوان على مقاليد الحكم.
وأضاف: «الإخوان أدركوا أن الأخطاء التى مرت بها الحياة السياسية فى مصر منذ التنحى، ارتكبوا جزءاً كبيراً منها ببعدهم عن القوى الثورية ورموزها، وأدركوا أنهم فى مفترق طرق، ولا بد من التوحد مع القوى الوطنية الأخرى للعبور من هذه المرحلة».
وتوقع إكمال «مرسى»، حال فوزه، للاتفاقيات وتطبيقها على أرض الواقع، مشيراً إلى إمكانية حدوث اختلافات بينهم لكنها لن تكون جوهرية، فالإخوان يدركون خطورة أن يظلوا وحدهم فى مواجهة المجلس العسكرى والقوى السياسية المناهضة لهم.
واعتبر الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، الجبهة الوطنية التى شكلها «مرسى» وسيلة للضغط على المجلس العسكرى، لإظهار أن التحرك الميدانى ليس إخوانياً فقط. وأشار إلى أن تمثيل الآخرين داخل الجبهة يعبر عن أفراد وليس عن قوى حزبية أو ثورية لها ثقل حقيقى.
وقال سلامة: «التحالفات السياسية غير مستمرة؛ فالإخوان تعاونوا مع البرادعى وفضوا تحالفهم، ومع حزب النور، ويبدو أن الحزب أصبح يتخذ مساراً أكثر استقلالية عن الإخوان، وهو ما أكده غياب الحزب عن اجتماع مرسى».
وقال سلامة إن «مرسى» يطلق الوعود فى ظل مشهد ضبابى، وصلاحياته -حال فوزه بالرئاسة- غير معروفة أو واضحة، وأعتقد أن الأمر مجرد محاولة لتوحيد الصف فى «معركة العسكر»، متابعاً: «أفلح إن صدق».
ورأت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عهود «مرسى» محاولات لجذب أكبر عدد من التأييد الشعبى لـ«الجماعة»، فى وقت تمر فيه بمرحلة ضعف عقب القرارات التى اتخذها المجلس العسكرى، وتمثل تهديداً مباشراً لمصالح «الجماعة» وطموحاتها، وقالت إن هجوم الإخوان على القضاء ومن ثم إضعافه والسيطرة عليه حتى لا يكون هناك منازع أو معارض لها فى حكم البلاد.
وأضافت أن الإخوان لن يوفوا بتعهداتهم للقوى السياسية وسيشكلون الحكومة بشكل منفرد. وأشارت إلى عدم وفائهم بوعودهم منذ قيام الثورة، سواء منذ انتخابات مجلس الشعب، حتى التقدم بمرشح للرئاسة وتعديل الجمعية التأسيسية، قائلة: «الحركات الإسلامية بشكل عام تؤمن بديمقراطية المرة الواحدة وعقب وصولها إلى الحكم تنقلب على تلك الديمقراطية».
ورأى الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن «مرسى» لن يفى بها كاملة، وسيعمل على بعضها لاحتياجه إلى الحكومة، وقال: «التعهدات من تشكيل حكومة من خارج حزب الحرية والعدالة وتعيين نائب قبطى وامرأة وغيرها، وينبغى أن تصدر فى وثيقة مكتوبة موقعة باسمه، وإن لم يفعل يترك السلطة».