القيادى بحزب «البعث» الحاكم فى سوريا: «واشنطن» تلعب بالنار
مهدى دخل الله
شنت الولايات المتحدة غارات مفاجئة على سوريا اعتبرها القيادى بحزب البعث الحاكم فى سوريا مهدى دخل الله «لعب بالنار». وقال فى حوار لـ«الوطن»، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وهو من الحزب الجمهورى لن يفعل فى سوريا ما فعله الجمهورى السابق جورج بوش فى العراق، لأن التوازنات الدولية تغيرت، وفقاً له. وأكد دخل الله أن تلك الغارات لن تتكرر، منتقداً الموقفين السعودى والأردنى منها، ومعبراً عن تفهم سوريا للموقف المصرى، وإلى نص الحوار:
مهدى دخل الله: «ترامب» لن ينجح فيما فعله «بوش» فى العراق لأن التوازنات تغيرت
■ بداية، ما قراءتك لتلك الغارات التى أتت بشكل غير متوقع؟
- لهذه الغارات عدة أهدف وعدة دوافع، ولا شك أن السبب بالأساس لتلك الغارات محاولة تعطيل التوجه الإيجابى الذى تحرزه سوريا على المستوى السياسى، وأيضاً إنجازات الجيش العربى السورى فى الميدان. هذا العدوان فى الحقيقة فصل فى سلسلة من العمليات فى الآونة الأخيرة بدأت بغياب أو عدم حضور المجموعات المسلحة إلى «أستانة»، ثم الفصل الثانى كان الهجوم الإرهابى المكثف على أطراف «دمشق»، وفى ريف «حما» الشمالى، والفصل الثالث كان موقف «وفد الرياض» فى «جنيف» الذى أيد بصراحة العمليات الإرهابية فى سوريا ما يعتبر تعطيلاً لمباحثات «جنيف»، الفصل الرابع وهو القصة المفبركة حول قصف «خان شيخون» بالسلاح الكيميائى، ثم جاء الفصل الأخير بالعدوان الأمريكى المباشر على سوريا الذى يؤكد أن «الإرهابيين» فى مأزق، لذلك اضطرت «واشنطن» إلى التدخل المباشر.
■ هل ستنعكس تلك الضربة سلبياً على العلاقات بين «واشنطن»، و«موسكو»؟
- بالطبع، الروس صرحوا وحتى الرئيس فلاديمير بوتين، صرح بأن روسيا توقف الحوار مع «واشنطن»، وصرحت وزارة الدفاع الروسية بأن المشكلة من صواريخ «توماهوك» التى أطلقتها الولايات المتحدة مرت من لبنان، ولا يوجد اتفاق مع روسيا لضرب الصواريخ على سوريا من فوق لبنان، ولو الروس فعلوا الأمر ذاته، لدخلنا حرباً بين العملاقين النوويين، الأمريكيون يلعبون بالنار، لأن روسيا سترد بقوة وهذا موقف واضح.
■ هل ترى أن هناك تشابهاً بين الغارات الأمريكية على سوريا التى صدرت بأوامر الجمهورى «ترامب»، والقرار الذى اتخذه الجمهورى الآخر «بوش» بالعدوان على العراق فى 2003؟
- هناك تشابه ربما من حيث الرغبة الأمريكية، لكن العلاقات الدولية الآن لا تسمح بما فعلته «واشنطن» فى العراق 2003، هناك توازنات وعلاقات دولية لم تكن موجودة فى 2003، العراق كان سيئ الحظ، لأنه لم يكن هناك وقتها من يستطيع القول للولايات المتحدة لا، الآن هناك من يقول لـ«واشنطن» لا، وبشكل قوى مثل روسيا والصين وغيرهما، لذلك كان العراق للأسف مباحاً، أما سوريا فليست مستباحة مثل العراق.
■ ربما يكون هناك غارات جديدة أمريكية على سوريا، ما الاستعدادات لديكم الآن؟
- فى اعتقادى أن الولايات المتحدة لن تعيد غاراتها، لأن روسيا هددت بأن هذه العملية لن يسمح بها مرة أخرى، إضافة إلى ذلك الروس أكدوا بالأمس تعزيز القدرات الدفاعية السورية، ولهذا أعتقد أنه ستكون هناك عمليات للرد، وفى الفترة الماضية بكل صراحة كان الروس يميلون إلى التهدئة.