«مملكة المتسولين» فى الإسكندرية: قوانين صارمة.. وسوق لا تنام.. والنتيجة: أرباح خيالية
مملكة المتسولين
مملكة لها قواعدها وأدبياتها، كما لها عاصمتها وقادتها ورجالها، ريس وسيدة أولى وولى للعهد، ورغم المحاولات الدائمة لاختراقها تحميها قوانينها الصارمة، فالغنائم والمميزات لا حصر لها، كما أن لها متاعبها وأزماتها، التى قد تهدد عرشها.. إنها «مملكة المتسولين»، التى تتخذ من شوارع الإسكندرية حدوداً جغرافية لنشاطها، تقف عصية أمام محاولات التفكيك، كما أنها عصية على الانهزام أمام الشرطة، أو منظومات المجتمع.
تتخذ من شوارع المدينة حدوداً جغرافية لنشاطها.. وتقف عصية أمام محاولات التفكيك
فى هذا الملف، اخترقت «الوطن»، منطقة «محطة مصر»، عاصمة «مملكة التسول»، والبوابة الملكية لراغبى دخول المجال، وتعرفت على أسلوب حياة المتسولين، والأوكار التى يتجمعون فيها، ورصدت أهم نقاط تمركزهم على امتداد أحياء الإسكندرية، التى تمكنهم من تحقيق أرباح خيالية، من خلال المبالغ التى تتحصل عليها أياديهم الممدودة أمام المارة طوال النهار والليل.
ففى «مملكة المتسولين» كل شىء محسوب، ومعلوم بدايته ونهايته، فمع بدايات امتهان الطفل لمهنة التسول، تبدأ أمارات بزوغ نجمه أو فشله فى استعطاف المارة، الأمر الذى إن تأكد بشكل نهائى، يتحول دور صاحبه من نجم أمام الشاشة، إلى أحد أعضاء فريق الإعداد، الذين تتنوع مهامهم بين تأمين المتسولين، وتأجير العجل والكراسى المتحركة والأطراف الصناعية لغيره من أبناء المهنة، وغيرها الكثير من «عدة الشغل».
ومثل كل الجماعات، تعتبر الاختلافات الفردية فى الهيئة والأسلوب بين المتسولين، من عوامل الإثراء والقوة، إذ لم يعد «الشحات» بمظهره التقليدى وملابسه الممزقة والمتسخة هو أهم الكروت الرابحة، بل يحقق أصحاب الياقات البيضاء مكاسب أكبر، ويُعد الأطفال هم «الجوكر» الرابح، الذين انضم إليهم أعداد من السوريين المقيمين فى مصر، وهم أحدث الدخلاء على المهنة، بملابسهم الأنيقة، ولهجتهم الشامية المميزة.