حريق يلتهم 19 منزلاً بالإسكندرية فى ساعة واحدة.. والمعاينة الأولية: السبب ماس كهربائى
التهم حريق هائل 19 منزلا فى قرية محمود شلتوت بمنطقة العامرية بحى ثان غرب الإسكندرية، مساء أمس الأول السبت، بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربى وعودته بأعلى من معدلاته الطبيعية، قال الأهالى «إن الحريق قضى على الماشية التى تم شويها حية، وأتى على الأخضر واليابس فى أقل من ساعة».
وقالت جهات التحقيق إن الحريق اندلع بسبب حدوث ماس كهربائى بعد عودة التيار الكهربائى بأعلى من معدلاته الطبيعية، مشيرة إلى تكرار انقطاع التيار لأكثر من 5 مرات يومياً لأكثر من ساعتين فى المرة الواحدة.
وأضافت المصادر أن الماس الكهربائى تسبب فى احتراق 12 منزلاً بالكامل بالإضافة إلى إصابة 7 منازل أخرى بتلفيات فى الأسطح، ونفوق 20 من رؤوس الماشية وغيرها من الأغنام والماعز والطيور، ما يقدر بخسائر تصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات.
وقال عرفات رسلان، أحد الأهالى الذين احترقت منازلهم وفقد رأسين من الماشية ومثلهما من الماعز وبعض الطيور، لـ«الوطن»: «رضينا بالهم والهم مرضيش بينا، أنا لم أطلب أكثر من الحياة مع أطفالى وسط الحظيرة التى تؤوينا، لم نطلب العيش فى حياة آدمية، ولا أن تمدنا الحكومة بالخدمات الأساسية، اعتبرنا أننا نعيش بدون حكومة ولا دولة، لكن الحكومة أبت إلا أن تتركنا مشردين نحن وكلاب الطرق سواء».
وأضاف سمير محمود، صاحب البيت رقم 5، إن الحادث لم يستغرق أكثر من ساعة وقضى على كل شىء وأصبحت البيوت والعدم سواء، مؤكداً أن سيارات الإطفاء وصلت إلى موقع الحادث بعد سيطرة الأهالى على النيران بـ3 ساعات كاملة.
وقال «محمود»: «أنقذنا أبناءنا بأعجوبة، إذ اشتعلت النيران فى الأسقف الخشبية ومنها امتدت إلى الحوائط والجدران والأثاث المنزلى والأبواب والنوافذ الخشبية، وحاصرتهم على الأسرة وداخل الحجر، ما أصاب الأهالى بالذعر، لكن الله سلم».
وقال أحد الأهالى إن «فرسة» احترقت أثناء محاولتها إنقاذ مولودها، مضيفا أن أحد العمال أنقذها لكنها عندما سمعت صوت صغيرها هرعت داخل النيران فى محاولة يائسة لإنقاذه لينتهى بها الحال محترقة على بعد خطوات قبل أن تصل إلى مولودها بسبب سقوط الجدران عليها.
إسماعيل عبدالعليم، رب أسرة تتكون من 4 أفراد بينهم طفلان لم يتجاوز عمرهما 7 سنوات، يقول: حتى الشجر والمحاصيل الزراعية التى نخزنها فى بيوتنا احترقت بالكامل، وسنظل سنة كاملة دون دخل لأننا كنا نعتمد على بيعها لإطعام أطفالنا.[SecondImage]
وانتقد إبراهيم غنام، أحد شيوخ القرية، طريقة تعامل السلطات مع الحادث، واعتبرها غير كافية أو مرضية، حيث لم تتعدَّ قرار النيابة العامة بانتداب قسم الأدلة الجنائية بمديرية أمن الإسكندرية لمعاينة المنازل المحترقة لبيان سبب وكيفية نشوب الحريق ونقطة بدايته ونهايته وانتداب لجنة من شركة الكهرباء لفحص التوصيلات الكهربائية ومدى قانونيتها، وتكليف لجنة من الطب البيطرى للكشف على الماشية النافقة ودفنها بطريقة سليمة للمحافظة على البيئة، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة والاستماع إلى أقوال أصحاب المنازل المحترقة.
وتابع: «الحكومة تتعامل مع الحادث وكأنه حريق نشب فى حجرة داخل منزل، ولم تعرف الحجم الحقيقى للمشكلة أو تحاول الوقوف إلى جانب الأهالى للتقليل من خسائرهم، ولذلك فإننا سنتخذ إجراءات تصعيدية تصل إلى وقف الحركة بشكل تام ونهائى على الطريق الصحراوى وشل المرور وإغلاقه بأجسادنا حتى تتدخل الأجهزة المعنية ويتم تعويضنا بشكل مناسب، واتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تكرار الأزمة مرة أخرى.
وحول التقديرات الأولية للخسائر، قال المهندس أحمد محمد على، مدير جمعية شلتوت الأهلية، المسئولة عن تنظيم الزراعات فى القرية، إن حجم الخسائر يصل إلى 100 ألف جنيه لكل بيت قيمة احتراق المنازل والأثاث المنزلى والأغنام والماشية والمحاصيل الزراعية التى يشونها المزارعون على مدار العام لبيعها والتكسب منها.
وأضاف أن الحادث لم يكن الأول من نوعه، متوقعاً ألا يكون الأخير بسبب عدم اتخاذ إجراءات حقيقية لتلافى وقوعه مرة أخرى، فضلاً عن النسيان الذى تلاقيه القرية وغيرها من مجاوريها من قبل الحكومة وأجهزتها.
وقالت الحاجة أم عمر، إحدى سيدات القرية، إن «شلتوت» التى يقدر تعداد سكانها بـ10 آلاف من المزارعين والفلاحين، ليس بها وحدة صحية واحدة، مما يضطر الأهالى إلى اللجوء إلى أقرب مستشفى حكومى وهو يبعد قرابة 40 كيلومترا، ويتسبب فى وفاة الكثير من الحالات قبل وصولها لتلقى العلاج والإسعافات اللازمة.
وواصلت: «حتى الشرطة ليس لها قسم أو نقطة فى القرية، فأجهزة الأمن تتركنا فريسة للبلطجية وعصابات المواشى الذين يفرضون علينا الإتاوة بشكل منتظم، ويهددوننا بالقتل والسحل وخطف أبنائنا إذا رفضنا الدفع أو تهربنا منهم».
من جهته، قال عابد محمود، أحد شيوخ القرية، ساخرا: «حتى المواشى لم تسلم من نهضة الرئيس محمد مرسى وحكومته»، مطالباً بإقالة كل أفراد حكومة الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، بسبب ما وصفه باستمرار الفساد والخراب الذى يعم البلاد، والذى زاد عشرات الأضعاف عن ما قبل ثورة 25 يناير، على حد قوله.