«السيسى» لـ«قيادات الكونجرس»: مصر فى الخطوط الأولى للحرب ضد الإرهاب
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقائه بعدد من الشخصيات الأمريكية البارزة
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن مصر تقف فى الخطوط الأولى للحرب ضد الإرهاب، مستعرضاً جهود مصر فى مكافحة الإرهاب، سواء من خلال الحرب المباشرة فى سيناء، أو من خلال دعم جهود تسوية الأزمات القائمة فى المنطقة، مؤكداً ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية لتبنى مقاربة شاملة تستهدف تفعيل المواجهة الفكرية ضد الأيديولوجية المتطرّفة، والعمل على تجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية، ومكافحة ظاهرة المقاتلين الأجانب.
وأكد «السيسى» خلال لقائه مع عدد من قيادات الكونجرس الأمريكى، منهم «إد رويس»، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النوابا وأعضاء اللجنة، وبوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، موقف مصر الثابت بشأن الحفاظ على وحدة كيانات الدول فى المنطقة، ودعم مؤسساتها الوطنية، بما يحافظ على مقدرات شعوبها، ويملأ الفراغ الذى استغلته جماعات الإرهاب لتتمدّد وتهدد سلامة وأمن شعوب المنطقة والعالم.
والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح أمس بمقر إقامته بالعاصمة الأمريكية واشنطن مع مجموعة من الشخصيات الأمريكية البارزة والمؤثرة. كما التقى، أمس، كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد الدولى، على هامش زيارته الرسمية فى العاصمة الأمريكية «واشنطن»، واستمر اللقاء حتى مثول الجريدة للطبع، كما زار مقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون».
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إن «السيسى» التقى «بول ريان» رئيس مجلس النواب، الذى أكد أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وضرورة العمل على تعزيزها، بهدف التصدى للتحديات الضخمة التى تواجه البلدين، خصوصاً فى ضوء التطورات المتلاحقة فى منطقة الشرق الأوسط والعالم. وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة على جميع الأصعدة، خصوصاً على الصعيد البرلمانى، باعتباره من أهم وسائل تعزيز العلاقات على المستويين الرسمى والشعبى.
والتقى الرئيس مع «ميتش ماكونيل» زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، وأورين هاتش الرئيس المناوب لمجلس الشيوخ، اللذين أشادا بدور الرئيس فى قيادة مصر خلال المرحلة الصعبة التى شهدتها خلال السنوات الأخيرة، وما تحقّق من إنجازات خاصة، على صعيد استعادة الأمن والاستقرار، ومواجهة الإرهاب والفكر المتطرّف بشجاعة. وأضاف «يوسف» أن الرئيس التقى كذلك بـ«ديفين نونز»، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب وأعضاء اللجنة، حيث استعرض الرئيس خلال اللقاء الجوانب المتعلقة بالدور المصرى فى تسوية الأزمات القائمة فى الشرق الأوسط، فضلاً عن الجهود التى تقوم بها فى مكافحة الإرهاب، ومواجهة خطر التنظيمات المتطرّفة فى المنطقة، سواء على المستويات العسكرية والأمنية، أو الفكرية والثقافية.
وأكد الرئيس خلال لقاءاته مع قيادات وأعضاء الكونجرس أهمية التوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن تحقيق ذلك من شأنه المساهمة بفاعلية فى استقرار الأوسط، وتوفير الأمن لجميع شعوب المنطقة، مشيراً فى هذا السياق إلى أهمية الدور الأمريكى فى إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وذكر «يوسف» أن الرئيس أطلع كذلك قيادات وأعضاء الكونجرس على تطورات الوضع الاقتصادى فى مصر، حيث استعرض التقدّم الحالى فى تنفيذ بنود الاتفاق مع صندوق النقد الدولى وما تضمنه من إجراءات اقتصادية ومالية تطلبت اتخاذ قرارات صعبة لم تُتخذ من قبل، وهو ما تم بالفعل، وأثمر مؤشرات إيجابية لتعافى الاقتصـاد المصرى. وأشار «السيسى» إلى ما أنجزته الحكومة من مشروعات اقتصادية كبرى فى فترة وجيزة، وما سوف يثمر عن تلك المشروعات من نهضة تنموية، خصوصاً أن معظم تلك المشروعات تتعلق بالبنية التحتية التى تشهد طفرة حقيقية وملموسة سوف تخدم أغراض التنمية الشاملة فى مصر.
وتناولت اللقاءات مع قيادات وأعضاء الكونجرس جهود تجديد الخطاب الدينى، بما يعكس روح الدين الإسلامى السمحة، ووسطية الإسلام التى لا تعرف التطرف أو الغُلُو، والجهود التى تقوم بها الحكومة لتكريس روح المواطنة والمساواة وقبول الآخر، والقيام بما يتطلبه تحقيق ذلك من أفعال وممارسات مجتمعية، فضلاً عن عدم التمييز على أساس دينى. وفى هذا السياق، أكد الرئيس أن جميع المواطنين فى مصر يتمتعون بالحقوق والواجبات نفسها، بغض النظر عن دياناتهم.
وشهدت اللقاءات مناقشة تطورات الأوضاع السياسية فى مصر، حيث أكد الرئيس اهتمام الدولة بتعزيز قيم الديمقراطية وترسيخ ممارساتها، بالإضافة إلى حماية حقوق الإنسان، وهو الأمر الذى يستند إلى أساس دستورى يُعلى حقوق الإنسان والحريات الأساسية للمواطن، منوهاً بأن الدولة تبذل قصارى جهدها لتحقيق التوازن الدقيق بين احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية من جانب، والحفاظ على ما أنجزته مصر فى مجال حفظ الأمن والاستقرار من جانب آخر. وأشار الرئيس إلى حرص الدولة على تطبيق مبدأ سيادة القانون، واحترام استقلال القضاء وأحكامه، بما يُرسّخ دولة المؤسسات.
وأضاف «يوسف» أن قيادات وأعضاء الكونجرس أشاروا إلى إدراكهم أهمية دور مصر فى منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها عاملاً رئيسياً فى استقرار المنطقة، فضلاً عن دورها الرائد فى إرساء السلام.
والتقت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، أمس، مع ديف جاغاديسان، الرئيس التنفيذى لمؤسسة الاستثمار الخاص وراء البحار الأمريكية «أوبيك»، التى تُعد وكالة حكومية أمريكية مستقلة تساعد الشركات الأمريكية على الاستثمار فى الأسواق الناشئة، وذلك على هامش الزيارة الرسمية للرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى العاصمة «واشنطن».
وبحث الجانبان توفير ضمانات للشركات الأمريكية للاستثمار فى مصر، من أجل المساهمة فى التنمية وتوفير فرص عمل للشباب. وأكدت «نصر» أن مصر تشكل سوقاً واعدة كبرى للتوسّع والنمو والاستثمار بالنسبة إلى الشركات الأمريكية.
وأوضحت الوزيرة أن مصر قامت باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة العقبات التى تعوق عمل القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب، حيث سيتم إصدار قانون الاستثمار الجديد قريباً، إضافة إلى تطوير منظومة مجمع الاستثمار من أجل التيسير على المستثمرين، والعمل على عدة إصلاحات تشريعية، من بينها إصدار قانون التأجير التمويلى، مشيرة إلى أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع جميع الوزارات، بالعمل على وضع الخريطة الاستثمارية، بما تتضمّنه من فرص استثمارية متنوعة أمام المستثمرين المصريين والعرب والأجانب، على أن تتوافق هذه الفرص مع رؤية مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأعرب «جاغاديسان» عن رغبة مؤسسته فى ضخ استثمارات جديدة فى مصر خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أهمية زيارة الرئيس إلى واشنطن، فى إطار تطلع الولايات المتحدة الأمريكية إلى زيادة التعاون الاقتصادى مع مصر، موضحاً أن «أوبيك» تُخطط لزيادة استثماراتها، لتصل إلى نحو 160 دولة حول العالم، وعلى رأسها مصر، مما يساعد على توفير فرص عمل.
والتقت «نصر» مع الدكتور حافظ غانم، نائب رئيس البنك الدولى لشئون الشرق الأوسط، بحضور الدكتور ميرزا حسن، المدير التنفيذى لمصر لدى البنك، والسفير راجى الإتربى، المدير التنفيذى المناوب، حيث تم الاتفاق على قيام عدد من مسئولى البنك بزيارة مصر خلال الأسابيع المقبلة، لمتابعة المشروعات القائمة وبحث عدد من المشروعات الجديدة، وبما يتناسب مع الأولويات التنموية المصرية. والتقت «نصر» والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، وعمرو الجارحى وزير المالية، مع «يلبير روس» وزير التجارة الأمريكى، وذلك على هامش الزيارة.
وأكدت «نصر» أن مصر اتخذت خطوات ملموسة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وهو الأمر الذى حفّز القطاع الخاص خلال الفترة الأخيرة على توجيه استثماراته إليها بشكل متزايد، مشيرة إلى أن مصر تولى أهمية كبرى لتحفيز وتشجيع الاستثمار، حيث تقوم الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة العقبات التى تعوق عمل القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب.
وقال «قابيل»: إن «اللقاء تضمن تأكيد أهمية إزالة جميع عوائق التجارة بين البلدين، لتسهيل انسياب وتدفّق حركة التجارة البينية، وكذا أهمية تكثيف الوجود الأمريكى بالسوق المصرية من خلال البعثات التجارية والاستثمارية، وتأكيد ضرورة استئناف المباحثات المتعلقة باتفاقية التيفا، والدعوة إلى عقد جولة مفاوضات جديدة، حيث تم الاتفاق على عقدها خلال المرحلة القريبة المقبلة، حيث ستُسهم فى زيادة حجم التبادل التجارى فى السلع والخدمات بين البلدين.
وأوضح وزير التجارة أن الجانبين استعرضا تخفيض نسبة المكون الإسرائيلى من 10.5% إلى 8% فى المنتجات المصدّرة إلى الولايات المتحدة فى إطار اتفاقية الكويز أسوة بالأردن، وموقف الولايات المتحدة من نفاذ الموالح المصرية إلى الأسواق الأمريكية، خصوصاً بعد موافقتها على النفاذ بعد اتباع إجراءات محدّدة خاصة بالحفظ والتبريد.