بالفيديو| من بطولة "القذافي".. مسلسل "مشاجرات العرب" في تاريخ القمة
القذافي
دائما ما اتسم مؤتمر القمة العربية، على مدار تاريخه، بمواقف حامية عبرت عن انقسامات حادة بين الرؤساء العرب في مختلف الأزمات، إلا أن العقيد معمر القذافي، رئيس الجماهيرية الليبية السابق، كان حاضرًا بقوة في معظم تلك المشاجرات، التي وثقتها طاولة اجتماعات القمة، فمنها ما كان اعتراضًا على قرارات عربية لإنهاء حرب طاحنة، وأخرى حملت اتهامات واضحة لدولة شقيقة بإشعال المنطقة، ناهيك عن مواقف أثارت ضحكات القادة العرب، غير مصدقين ما يخرج عن الزعيم الليبي.
الحضور الأول للقذافي مع القادة العرب كان في مؤتمر القمة العربية، الذي عقد بالعاصمة المغربية، عام 1969، ليثير فيه القذافي نوبة من الغضب، والبلبلة منذ اللحظة الأولى، وفقًا لرواية الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، في كتابه "كلام في السياسة"، فها هو يعترض على تقبيل أحد حرس الملك المغربي ليده صارخًا "عدنا لعصر العبودية"، ثم يختلف مع الملك فيصل بن عبدالعزيز، ويخرج مسدسه على طاولة الاجتماعات، قبل أن يصطدم بوزير الداخلية المغربي ويصيح فيه "اقبضوا على هذا الرجل.. ما الذي جاء به معنا؟ هذا قاتل"، وذلك في إشارة لاتهامه بقتل المعارض المغربي "بن بركة"، وفقًا لرواية "هيكل".
القمة العربية التي انعقدت بالقاهرة عام 1990، وسط أجواء محتدمة، شهدت مشاجرة أخرى لـ"القذافي" مع الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، إثر اعتراض العقيد الليبي على قرار عربي بإرسال قوات للمملكة العربية السعودية لصد الغزو العراقي على الكويت، عندما طالب بجلسة مغلقة للتصويت على القرار العربي، الذي قوبل برفض القادة، ثم يعترض على تمرير القرار من دون موافقة جميع الزعماء عليه متناسيًا مبدأ "الأغلبية"، قبل أن يتعالى صوته معترضًا على رفع الجلسة عقب تمرير القرار.
"الخناقة" الأبرز للقذافي، في اجتماعات مؤتمر القمة العربية، كانت مع العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وقت أن كان وليًا لعهد المملكة في عام 2003، بعد أن اتهم القذافي، السعودية، بإمكانية "التحالف مع الشيطان" لدرأ الخطر عنها أثناء غزو العراق للكويت، ليرد عليه "عبدالله": "الشعب السعودي مسلم.. لا يتحالف مع أحد.. لا تقل ما ليس لك شأن به"، قبل أن ينتهي الأمر بمشادة كلامية حامية تُرفع، على إثرها، الجلسة.
المشهد الأخير لـ"خناقات القذافي" كان في كلمته أمام القمة العربية في دمشق عام 2008، حينما هاجم الرؤساء العرب، لعدم مطالبتهم بتحقيق في مقتل صدام حسين، والسكوت عن تسميم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقر حصاره، ليختم كلمته موجها الكلام للقادة: "بُكره الدور ييجي عليكم كلكم".
مشاجرة من نوع آخر كانت القمة العربية سببًا في نهايتها، هذه المرة، كتلك التي جرت بين الملك حسين، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، على خلفية امتداد نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية، داخل الغدارة الأردنية، وانتهت بمصالحة جرت بينهما في القمة العربية التي استضافتها القاهرة عام 1970، ثم جاءت قمة "فاس"، عام 1982، لتضع نهاية لخصومة بين الرئيس العراقي صدام حسين، والرئيس السوري حافظ الأسد، عقب تأييد الرئيس السوري لإيران في حربها مع العراق.