محمد صلاح: أشعر أننى أكتب تاريخاً باسمى في أوروبا
هو حلم الكرة المصرية الجديد، تضع عليه الجماهير آمالاً كبيرة فى التأهل للمونديال، تخرج فى مدرسة المقاولون العرب ليُحلّق فى سماء النجومية عالمياً، بدأ المشوار العالمى مع بازل السويسرى بنجاح غير مسبوق، حقق مع الفريق بطولة الدورى، وكان قريباً من لقب الكأس، تألق فى الدورى الأوروبى وفرض اسمه داخل ملاعب القارة لتبحث عن الأندية الكبرى.. محمد صلاح نجم الكرة المصرية التقته «الوطن» قبل ساعات من رحلته الأفريقية مع المنتخب الوطنى فى مشوار المونديال، ودار معه حوار مطوّل عن آماله وطموحاته الجديدة، وإيجابيات وسلبيات موسمه الأول فى أوروبا، وعروض الاحتراف الجديدة، وفرص مصر فى التأهل للمونديال، وأمور أخرى كثيرة خلال اللقاء.
* بداية، هل أنت راضٍ عن مستواك مع بازل هذا الموسم؟
- بالتأكيد راضٍ إلى حد كبير، فهذا هو الموسم الأول لى خارج مصر وفى أوروبا، وأعتقد أننى قدّمت مستوى جيداً فى بطولة الدورى الأوروبى أمام توتنهام وتشيلسى، وبشكل عام المستوى فى الموسم الأول لى مرضٍ إلى حد كبير.
* لكن كانت هناك سلبيات ظهرت فى طريقة لعبك، أبرزها التسلل وإهدار الفرص السهلة، كيف تنظر إلى هذه السلبيات؟
- أنا لا أنظر إلى الأمور بهذا الشكل، ولا أفكر فيها بهذا المنظور، الشغل الشاغل لى فى كل مباراة هو تحقيق الفوز، حتى ولو أضعت 20 انفراداً فى كل مباراة، طالما حقق الفريق الفوز.
* وهل من الطبيعى أن تأتى ثانى أكثر لاعب فى أوروبا يقع فى مصيدة التسلل برصيد 14 حالة، وفقاً للموقع الرسمى لـ«الويفا»؟
- هذا لا يعيبنى فى شىء، بالعكس طالما وقعت فى التسلل فإن ذلك يوضح أننى أتحرك باستمرار، بجانب أننى كنت من أكثر اللاعبين مشاركة فى الدورى الأوروبى، فقد شاركت فى كل مباريات الفريق، مباراة من 14 مباراة، وأنا الأكثر فى فريقى، ولو حدث ووقعت فى مصيدة التسلل مرة فى كل مباراة سيأتى الرقم الذى أشرت إليه، وهذا معدل طبيعى إلى حد ما.
* ما أهم المباريات بالنسبة لك هذا الموسم؟
- أعتقد مباراتى توتنهام، ذهاباً وإياباً هما الأهم بالنسبة لى هذا الموسم.
* ومباراة تشيلسى أين هى من هذا؟
- موجودة بالتأكيد، ولكن على المستوى الشخصى، مواجهة توتنهام نقطة فاصلة فى مسيرتى، وغيّرت نظرة المتابعين لى وجعلت الجميع ينظر إلىّ على أننى أحد نجوم الفريق، بجانب أنه بعد مباراتى توتنهام باتت فرص انتقالى إلى أحد الأندية الكبرى فى الموسم المقبل كبيرة إلى حد كبير.
* هل هناك فعلاً وفد من توتنهام راقبك فى مباراتى تشيلسى، ودخل فى مفاوضات مع وكيلك؟
- هذا حدث بالفعل، ولكننى أكدت لوكيلى أننى لن أفتح باب أى تفاوض فى وسط الموسم، وسأنتظر حتى نهايته وبعدها سأنظر فى كل العروض المقدّمة، وسنقوم بتقييمها والحديث عن العروض الجادة وتحديد الفرق التى سأنال فيها فرصة جادة.[FirstQuote]
* ألا تخشى مصير حسام غالى وميدو فى حال اللعب لتوتنهام؟
- على العكس تماماً، تألق الثنائى أشعل حماسى، وأكد لى أننى يمكننى النجاح مع الفريق.
* ولكن معروف عن النادى سياسته الصعبة فى بيع اللاعبين، وآخر مثال لوكا مودريتش الذى انتقل بصعوبة كبيرة إلى ريال مدريد؟
- أنا سنى صغيرة، وبالتأكيد لن أتألق مع نادٍ مثل توتنهام فى موسم واحد فقط حتى يطلبنى ريال مدريد، وطلبى لن يكون قبل فترة كافية لى مع الفريق.
* وبماذا تحلم على المستوى الكروى؟
- أن ألعب فى أكبر أندية العالم، مانشستر وتشيلسى فى إنجلترا أو ريال مدريد وبرشلونة فى إسبانيا.[SecondImage]
* ولكن بازل أعلن أنه لن يفرّط فيك هذا الصيف وسيرجئ الأمر إلى الموسم المقبل؟
- لن أستبق الأحداث، لأننا لا نعلم الغيب ولا نعلم ماذا سيحدث غداً، ولكن فى حالة وجود عرض جدى ومتميز لا أعتقد أن النادى سيرفض، ولن يقف عقبة فى طريقى.
* وشروطك فى نادى المستقبل؟
- الشرط الوحيد لى فى أى فريق سأنتقل إليه هو المشاركة، حتى لو كان العرض من أحد أندية القمة فى العالم، وإذا شعرت أن فرصة مشاركتى صعبة سأرفضه على الفور، وفى المقابل سأوافق على اللعب داخل صفوف أى فريق اسمه أقل من الفرق الكبرى المعروفة إذا وجدتُ أن فرصة مشاركتى موجودة بقوة.
* أكثر ناديين ذكر اسمهما فى الفترة الأخيرة كان الإنتر الإيطالى وتوتنهام الإنجليزى، لو استمرت المفاوضات، أيهما ستختار؟
- كما قلت، سأذهب إلى المكان الذى سأنال فيه فرصة اللعب، لأن الفريقين كبيران والعالم كله يعرف توتنهام والإنتر جيداً، فبالتالى سأذهب إلى المكان الذى يقدّمنى بالشكل الأمثل.
* هل كنت تتوقع هذا النجاح مع بازل فى أول مواسمك معه؟
- بالتأكيد لم أتخيل هذا النجاح فى الموسم الأول، ولكننى كنت واثقاً من النجاح بفضل الله، لأننى أمتلك الطموح والعزيمة للوصول إلى هدفى.
* هل شعرت بالقلق من سمعة اللاعب المصرى فى أوروبا؟
- ليس قلقاً بالمعنى المعروف، ولكننى أتمنى أن أتمكن مع زملائى محمد الننى وأحمد حجازى وعلى غزال وكوكا، وغيرهم أن نغير هذه الصورة وهذه السمعة.
* هل أصبحت جاهزاً لخطوات أكبر فى أوروبا، أم تحتاج إلى فترة أطول فى بازل؟
- اللعب فى بازل تجربة كبيرة، وخوض مباريات الدورى الأوروبى اختصر علىّ مسافات شاسعة ونقلة كبيرة، لقد واجهت توتنهام وتشيلسى وعدداً من الأندية الأوروبية الكبرى، لهذا أجد نفسى جاهزاً لخوض التحدى الجديد، ولكن بالشروط التى قلتها مسبقاً، وهى أن أكون فى المكان المناسب، الذى يضمن لى المشاركة باستمرار، فى بازل أخوض بطولتى دورى الأبطال والدورى الأوروبى، وهى التى تمنحنى فرصة مواجهة الفرق الكبرى.[SecondQuote]
* انتقالك إلى أوروبا فى هذا الوقت المبكر، هل أفادك؟
- بالتأكيد، ويجعل الأمور سهلة للغاية، سواء كروياً أو شخصياً، عندما تعرض نفسك فى أوروبا وأنت فى السن الـ20 يختلف تماماً عن سن الخامسة أو السادسة والعشرين، فى نظرة الفرق والوكلاء، ويسهل عليك عملية النمو والتطبُّع بالطباع والفكر الكروى الأوروبى.
* لقب أفضل لاعب صاعد فى أفريقيا، هل أفادك مع بازل؟
- بالتأكيد النظرة اختلفت، وأتمنى أن أحقق نفس الإنجاز هذا الموسم أيضاًً، أو أنافس على لقب أفضل لاعب فى القارة.
* هل هناك تجربة للاعب مصرى تخشى تكرارها؟
- لا أبداً، أنا لا أحب الحديث عن تجربة لاعب آخر، كل من احترفوا قدّموا مستوى جيداً، ويجب ألا نوجه لهم سهام النقض، لأن الحياة فى الخارج صعبة للغاية.
* والتجربة التى تتمنى الوصول إليها؟
- قد يكون الرد مشابهاً، لا توجد تجربة أريد تكرارها، لأننى لا أريد أن أكون نسخة من لاعب آخر، أريد أن أصنع تجربة خاصة بمحمد صلاح.
* من الشخص الذى أحدث الفارق معك؟
- محمد الننى بالتأكيد، لأنه «عشرة» أكثر من 5 سنوات، ويهوّن علىّ الغربة خارج الملعب، بجانب أنه يعرف طريقة لعبى وتوجد مساحة كبيرة من التفاهم بيننا.
* هل تتابع المقاولون العرب؟
- بالتأكيد، الفريق كانت بدايته مهتزة إلى حد ما، ولكنه نجح فى تدارك الموقف وحقق الفوز فى المباريات الأخيرة، والمقاولون فريق كبير ولن يقف على محمد صلاح أو محمد الننى.
* مَن اللاعب المصرى الذى ترشحه للاحتراف فى الوقت الحالى، وترى أن تأخير ذلك قد يضيّع عليه الفرصة؟
- أحمد الشناوى حارس المرمى، أتمنى أن يخرج للاحتراف فى أقرب فرصة، ومعه محمد إبراهيم وعمر جابر.
* خُضت تجربة كأس العالم للشباب عام 2011، ما نصيحتك لمنتخب الشباب الذى سيخوض كأس العالم بعد أيام؟
- أقول لهم العالم كله يشاهدكم ويتابعكم فى الوقت الحالى، اسم اللاعب المصرى بات مطروحاً فى الأوساط الأوروبية بجانب أن المنتخب المصرى بطل أفريقيا، والكل سيتابعه باهتمام، وكل لاعب ستكون أمامه فرصة للاحتراف فى مكان كبير عقب نهاية البطولة.
* من ترشّحه منهم للاحتراف، باستثناء رامى ربيعة وصالح جمعة؟
- يوجد عدد كبير مؤهل لذلك، هناك مسعد عوض لأنه حارس مرمى رائع، وأيضاً أحمد سمير وأحمد رفعت، والأخير لاعب رائع ولكنه يحتاج إلى معاملة نفسية خاصة.
* هل من فريق تفضل أن تكون به نهاية مسيرتك داخل مصر؟
- لا أحب أن أستبق الأحداث، أنا ما زلت فى بداية مسيرتى ولا أفكر فى هذا الأمر حالياً.
* محمد صلاح بات حالة إعلامية خاصة داخل وخارج مصر، هل لديك فريق لصناعة النجم؟
- أنا لدىّ ثلاثة وكلاء، اثنان مصريان ووكيل أجنبى، وهذا الأمر مهمتهم، هم من ينظمون كل أمور الحياة، بعيداً عن الأمور الشخصية، خصوصاً أننى لا أحب الحديث كثيراً لوسائل الإعلام.
* كيف تتعامل مع المعجبين فى سويسرا؟
- فيه احترام كبير للحياة الخاصة، ولا يوجد احتكاك كبير بين الجماهير واللاعبين، ونادراً ما ترى لاعب كرة فى الشارع، لهذا أعيش بحرية كبيرة فى سويسرا، ولا أجد أى صعوبة فى التعامل مع المعجبين.
* هل تفكر فى الزواج؟
- بالتأكيد، لأننى أعيش بمفردى والحياة صعبة للغاية وليست سهلة كما يظن البعض، خصوصاً أننى شرقى مسلم وأحب أن أحترم عاداتى وتقاليدى.
* وهل اقتربت من إعلان خطوات الزواج؟
- بالفعل اقتربت كثيراً.
* هل تحدث معك أحد فى الفرصة التى أضعتها فى مباراة جراسهوبرز فى الدورى؟
- إطلاقاً، لأن الكرة كانت صعبة للغاية، ومع هذا خرج زميلى ماركو، وقال إنه المتسبب فى ضياع الفرصة.
* لماذا خسارة الكأس؟
- أنا لم ألعب هذه المباراة لأننى كنت موقوفاً، ولكننا أغلقنا ملفها عقب نهاية المباراة، وركزنا فى بطولة الدورى، لأن الحزن لن يفيد بل سيضرك وسيخرجك عن تركيزك، وبالفعل نجحنا فى تدارك الموقف فى التتويج بلقب الدورى.[ThirdQuote]
* ما شعورك بعد أول تتويج فى مسيرتك؟
- إحساس رائع بكل المقاييس، إحساس البطل ومنصة التتويج له طعم مختلف، خصوصاً عندما يكون فى أوروبا وخارج مصر، بالفعل كنت فى السماء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
* وكيف شعرت وأنت تنافس على ثلاثية تاريخية، فى الدورى والكأس والدورى الأوروبى؟
- باختصار هذه هى كرة القدم، مشاعر لا يمكن وصفها، شعرت معها بأننى لاعب كرة قدم حقيقى، وأننى أقترب من كتابة تاريخ عالمى، وأتمنى أن أحقق ثلاثية خلال مسيرتى.
* كيف ترى تجربة أحمد حسن كوكا وعلى غزال؟
- تجربة ناجحة بكل المقاييس، «كوكا» أحرز 10 أهداف مع فريقه، و«غزال» يشارك بصورة مستمرة مع فريقه ويقدّم مستوى جيداً، وأرى أنهم يشرّفون الكرة المصرية بشكل كبير.
* كيف ترى فرصة مصر فى التأهل لكأس العالم؟
- فرصتنا كبيرة للغاية إن شاء الله، وأتمنى أن نوفّق فى مباراتى زيمبابوى وموزمبيق، لأننا نمتلك فريقاً قوياً يضم لاعبين أصحاب خبرات وعلى مستوى عالٍ.
* ما الفريق الذى تخشى مواجهته فى المرحلة المقبلة؟
- لا يوجد فريق محدد، خريطة الكرة الأفريقية تغيّرت وزامبيا بطلة لأفريقيا فى العام الماضى، لذا لا أضع هذه الحسابات فى ذهنى، لأن أى فريق سنواجهه سنسعى لهزيمته، لأن حلم كأس العالم فوق كل شىء.
* هل غياب مصر عن الأمم الأفريقية فى البطولتين الأخيرتين أثر على مسيرتك؟
- لا أعتقد، لأننى تغيّبت فقط عن البطولة الأخيرة، بسبب انضمامى إلى المنتخب منذ عام تقريباً.
* كيف رأى الإعلام السويسرى غياب مصر عن كأس الأمم الأفريقية؟
- الإعلام السويسرى لا يهتم كثيراً ببطولة أفريقيا، ولكن اللاعبين الأفارقة هم من يهتمون بهذه الأمور، وتحدثوا معى عن غياب مصر مرتين متتاليتين، على الرغم من تتويج مصر باللقب ثلاث مرات متتالية من قبل.
* هل يسألك أحد عن أحوال الكرة المصرية؟
- بالتأكيد مجرد استفسارات عن موقف الكرة فى مصر حالياً، وشكل المسابقة، البعض يعتقد أن المباريات تقام بحضور الجماهير ويرون المدرجات خالية، ولكننى أحاول طمأنتهم وإظهار الكرة المصرية بالشكل الذى يليق بها.
* ما الفارق بين الكرة فى مصر وسويسرا؟
- الوضع صعب للغاية، والمقارنة ظالمة، أبسط شىء أن لاعب كرة القدم لا يفكر فى أى شىء سوى كرة القدم، من أموال وملابس وانتقالات، كل شىء فى يد الإدارة، واللاعب لا يفكر سوى فى الملعب.
* ماذا تقول للجماهير المصرية؟
- أتمنى أن يساندوا منتخب مصر بشكل كبير، كما أتمنى منهم أن يلتفوا حول منتخب الشباب خلال الفترة المقبلة، وعلينا أن نسعدهم بالتأهل للمونديال.