بالفيديو| 16 سنة ومكملين.. عارفة عبدالرسول: "الحكي خلاني أعيش"
عارفة عبدالرسول
"عارفة": بدأت من حكي شكل أبويا وهو بيضربني لإخواتي .. وضحكهم شجعني
طفلة في السادسة من عمرها، تلهو حول محل "بقالة" أبيها في سوق الحضرة بالإسكندرية، وتساعده في أعمال صغيرة يوكّلها بها، حتى يغضب من فعلٍ يصدر منها وينهال عليها بالضرب فتبكي وتصرخ، ثم تحكي لإخوتها وتصف شكل وجه أبيها لحظة ضربها بطريقة تثير الضحك، حتى صاروا ينتظرونها لتحكي لهم أي موقف يمر بها.
بين الأقارب والزملاء في المدرسة تعودت "عارفة عبدالرسول"، على حكي كل المواقف التي تمر بها وتسعد لسعادتهم بما تحكيه، لتعتبر أن "الحكي خلاني أعيش"، واستمرت الحكايات على مدار مراحل عمرها دون تعرف أنه فن، تمارسه على جمهورها المحدود سابق الذكر، والتربية في سوق الحضرة، جعل في عقلها الباطن مخزون "حلو جدا" من الشخصيات، على حد قولها.
انغمست "عارفة" في فن الحكي منذ 16 عاما مضت في أثناء انتظارها لعمل "كاستنج فيلم"، وقررت أن تحكي حكايات للمسؤولة عن مقابلتهم تمر ساعتين، وهي تحكي و"أسما البدري" تسمع فقط، وفجاءتها بعرض أن تحكي حكاية مما روته في عرض بمكتبة الإسكندرية، واختارت حكاية " أمينة والوزة"، استدعتها من مخزون الشخصيات التي عاصرتها التي تتسم جميعها بالواقعية، وفوجئت بالجمهور يصقف لها، وتجربة تلتها الأخرى حتى تعينت خريجة الفنون الجميلة في الثقافة الجماهيرية.
"حكايات بنت البقال"، القصص الواقعية التي بلورت من خلالها "عارفة" إسهامها في فن الحكي المصري، وجاء مسماها من اقتراح زوجها، وصدرت منها 4 أجزاء وتم توزيعها في سوريا وبيروت والأردن، وفي أواخر العام 2006 انضمت إلى فرقة "الورشة" بعد اختيار المخرج المسرحي حسن الجريتلي لها لتقدم عروض حكي وخضت لتدريب على يد مدربين من جميع أنحاء العالم.
ترى "عارفة"، أن دروس تنمية قدرات الممثل من صوت وأداء تنطبق على كل من الممثل والحكّاء، مشيرة إلى أن الحكي يتطلب أن تكون على طبيعتها 100% ولا تُمثّل شخصية أخرى، لا تغير من طبقة صوتها تتحدث على طبيعتها "مفيش أي حاجة فيا تكون مزيفة"، لكن "التريكة" تختلف بين الشخصيات فحينما تحكي عن أبوها وتقلده تُشعر الجمهور بالاختلاف دون أن تتقمص شخصية أبيها.
لا ضرر من الارتجال في بعض الحكايات الواقعية، حسب رأي الحكّاءة المصرية، أما الحكايات المكتوبة كالموجودة في كتاب "القصص الشعبي في الدقهلية"، تقول عارفة إنها تتطلب من الحكّاء حفظها جيدًا وقولها لأنها تراث، أما في حكايات الأطفال فتعمد إلى المبالغة في صوتها بقدر مناسب "عشان أشد الطفل".
"الكاريزما"، أهم ما يجب أن يتصف به الحكّاء من وجهة نظر "عارفة"، والاعتماد على الصوت المنخفض، وأن يعرف الحكّاء مقدرته ومميزاته ويجرب سردها على كثيرين حتى يستمد ثقة الحكي قبل أن يقابل الجمهور "مهم تحس بالناس".