عم مريض الإيدز في كفر الشيخ: كل ما نروح مستشفى يطردونا
صورة أرشيفية
شهر كامل قضاه رمضان أبو شعيشع، البالغ من العمر57 عامًا، والمقيم بقرية الحمراوي، التابعة لمركز كفر الشيخ، متنقلًا بين المستشفيات المختلفة، فتارة يُقْبل، وأخرى ترفضه المستشفيات بعد اكتشافها مرضه بـ"الإيدز".
نهاية حتمية واجهها المريض، وهى الوفاة اليوم الاثنين، بعدما لف به أقاربه كعب داير على المستشفيات الحكومية، في كفر الشيخ والقاهرة وطنطا، حتَّى استقر بمعهد أورام طنطًا، الذى أعلن عن عدم وجود علاج له بعد مكوثه أسبوع.
أهل المريض اضطروا للرجوع به للمنزل، بعد إعلان الأطباء أن جسده أصبح رافضًا للعلاج، وعليه السفر للقاهرة لإجراء "منظار" على الكلى، طبقًا لما أكده محمد مصطفى، أحد أقاربه، مشيرًا إلى أن أطباء معهد أورام طنطا طردوه، بعد إجراء جلسة غسيل كلوي له في مستشفى المحلة، مؤكدين أنه لا وجود للعلاج لديهم.
أكد "مصطفى" لـ"الوطن، أن القصة بدأت في 13 فبراير الماضي، عندما دخل مستشفى كفر الشيخ العام، مُصابًا بورم سرطاني بالمثانة وفشل كلوي، وأجريت تحاليل طبية له بمعامل وزارة الصحة بالمحافظة، أكدت أنه غير حامل لأى مرض، وأجريت عملية قسطرة له بغرفة العمليات بالمستشفى، وعقب الانتهاء من العملية خضع لجلسات غسيل كلوي بسبب الفشل، وبعد 3 أيام من عملية الغسيل الكلوي، تبين أنَّه مُصابًا بمرض "الإيدز" نتيجة التحاليل الطبية الخاطئة.
أوضح مصطفى قائلًا" نتيجة الإهمال، وعدم التأكد من تحاليل المري ووضعه على ماكينات ملوثة، أصيب بالإيدز وأخرجه مسؤولو المستشفى العام، حُوّلنا لمستشفى الحميات، فطردنا مسؤولوها وبعد علم اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، حُوّلنا إلى مستشفى الحميات بالعباسية فطردونا مرة أخرى.
أضاف مصطفى، شهر كامل ونحن نتنقل بين مستشفيات المحافظات، وبعد أن طردنا مستشفى العباسية، أمر المحافظ مرة أخرى بتحويلنا لمستشفى حميات كفر الشيخ، ومنها إلى معهد أورام طنطا لمعالجة الورم السرطاني، إلا أن الإيدز منع الأطباء من معالجته، ما أدى إلى تدهور حالته.
تابع قائلًا "بقالنا شهر كعب داير على المستشفيات، وفى الآخر أطباء معهد الأورام قالوا لنا ملوش علاج عندنا، لازم يتحول للقاهرة، علشان يعمل "منظار"، على الورم، ومحدش عبرنا، فخرجنا ورجعنا على البيت، وتدهورت حالته، وبعد كده جسمه رفض كل أنواع الأكل والمحاليل، وتُوفِّيَ بعد صراع مع المرض وخطأ الأطباء.
أوضح قائلًا "ظل ينزف الدماء، بسبب القسطرة وكل مستشفى يعلم بإصابته بالإيدز، يطردنا خوفًا من العدوى، مشيرًا إلى أنه كان ضحية المستشفيات.
من جانبها أكدت الدكتورة لميس المعداوي، وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، أن المريض دخل مستشفى كفر الشيخ العام، مُصابًا بورم سرطاني في المثانة، حجمه كبير، وكان لا بد من علاجه من الورم في أحد المعاهد المتخصصة، موضحة أنه نُقل إلى عددٍ من المستشفيات ثم إلى معهد أورام طنطا.
كما نفت وكيل وزارة الصحة في كفر الشيخ، وفاته بسبب الإيدز قائلة "هناك أشخاص حاملون للإيدز منذ سنوات، ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، مؤكدة أنه وضِعَ عَلى ماكينة الغسيل الكلوي للطوارئ بكفر الشيخ، وكل ماكينة مخصصة بأدواتها لمريض، مشيرة إلى أن الإيدز ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية أو نقل الدم الخاطئ.
أضافت المعداوي، أنَّه كان لا بد من تدخل جراحي وعمل قسطرة كلوية، وهى غير متوفرة في مستشفيات وزارة الصحة، بل في مراكز الأورام، وأن سبب وفاته هو الورم السرطاني، إذ انتشر في جسده بطريقه كبيرة كان يصعب معها علاجه، مؤكدة أنه انتقل من كفر الشيخ إلى طنطا وكانت المياه "محتبسة" في جسده بسبب الورم.
يذكر أن عددًا من مستشفيات محافظة كفر الشيخ، رفضت استقبال رمضان.ا.د، البالغ من العمر 57عامًا، والمقيم بإحدى قرى مركز كفر الشيخ، والمصاب بمرض "الإيدز" وذلك خوفًا من العدوى وانتشار المرض.