وما زال «النقش» مستمراً
أبوسريع
حارة الصالحية فى منطقة الأزهر هى المدرسة التى تعلم فيها محمد أبوسريع، الذى يعمل فى النقش على النحاس، بدأ عمله فى هذه المهنة وهو فى السادسة من عمره، كان ينظر بشغف إلى الأسطى عبدالنبى، معلمه ومثله الأعلى، يتعلم منه النقش على النحاس وتطعيمه بالفضة، حتى تشرّب منه المهنة وأصبح «أسطى» فيها. لا ينسى «أبوسريع» فضل معلمه، وهو دائم الترحم عليه: «طول عمرى كنت غاوى الصنعة، لحد ما اتعلمتها، مع الغيّة ممكن تتعلم أى حاجة»، ينقش الرجل الأربعينى على النحاس رسومات فرعونية كالمنقوشة على المعابد، وينقش أيضاً خطوطاً إسلامية كالموجودة على جدران المساجد، مهنة تحتاج إلى دقة ومهارة وصبر وطول البال، كما أن الاهتمام بها قليل من جانب المصريين: «مهنة مش سهلة وبتسحب وقت، لكن أنا بحبها، وبفرح بكل حاجة بعملها، والأجانب اللى كانوا بيحبوا شغلنا مابقوش موجودين، بس أهى مهنتنا اللى مانحبش غيرها».