برغم الغلاء والبطالة.. أزواج وزوجات فى سن العشرين: «الحب يصنع المعجزات»
إسلام شعبان وزوجته
يواجه الشباب عدداً كبيراً من المصاعب مثل البطالة وأزمة السكن وغلاء الأسعار، ما يجعل فكرة الزواج المبكر أمراً صعباً لدى البعض، ولكن حلم بناء منزل يجعل بعضهم يصرون على التغلب على كل تلك المصاعب حتى إنهم يتمكنون من الزواج قبل أن يصلوا لسن الخامسة والعشرين عاماً.
على سيد عبدالوهاب الشاب الذى يبلغ من عمره 25 عاماً، والذى تخرج فى كلية دار علوم جامعة القاهرة، تزوج السنة الماضية بزميلته من الجامعة نفسها، وكان حبهما سبباً فى أن يفعل كل ما بوسعه ليتمكن من خطبتها والزواج منها، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تنقل «على» بين عدة أعمال حتى استقر به الحال مؤخراً ليعمل مدرس لغة عربية بإحدى المدارس الخاصة.
على سيد: «اشتغلت فى كذا حاجة عشان أقدر أفتح بيت»
يرى «على» أنه على الرغم من أن الزواج فى سن صغيرة هو الأفضل، إلا أن الأهم من ذلك هو أن يكون الشاب قادراً على تحمل المسئولية، وأضاف «نحن فى مجتمع شرقى ولنا عادات وتقاليد لن نسمح بأن تكون هناك علاقة بين شاب وفتاة بلا زواج، لذا فإن الحب يعطى الشاب الإرادة كى يفعل كل ما يستطيعه حتى يجمعه منزل واحد بحبيبته».
أما زينب محمود عبدالحليم فتقول: «تزوجت منذ عامين وكان زوجى يعمل مع أهله فى مجال الذهب منذ صغره، وبالرغم من أن حالتهم المالية جيدة، فإن إصراره على أن يبدأ العمل فى سن مبكرة ساعده على ألا يحتاج لمساعدة أحد، صحيح أن أسرتينا قامتا بمساعدتنا فى التجهيزات، ولكن هذا لا ينكر دوره الكبير فى إتمام الزواج.
وتضيف «زينب»: «ليست المشكلة فى الظروف المادية فقط، ولكن يجب أن يكون الطرفان أيضاً على قدر كبير من العقلانية حتى نتجنب مشاهد الطلاق المبكر المتكررة مؤخراً».
كافح إسلام شعبان كثيراً حتى يستطيع تدبير نفقات زواجه، يقول «إسلام»: «أعتقد أن دافع الحب هو الذى يعطى للإنسان القوة والتحمل والإرادة ليتزوج فى سن مبكرة رغم أى ظروف صعبة، وذلك ما حدث معى، فقد عملت محاسباً فى أماكن عديدة وعملت «كاشير» فى أماكن أخرى، فأنا لا أرى أى عيب فى العمل بأى مهنة ما دامت شريفة.
ويضيف أيضاً: «الزواج فى سن صغيرة أفضل بكثير لأنك حينها ستستطيع أن تعيش حياتك من بدايتها مع من أحببته واخترته، ولكن لا بد أن يكون لدى كلا الطرفين نضج وقدرة على تحمل المسئولية لأن بدونهما سيتحول الحلم الجميل إلى كابوس سيقضى على حياتهما».
ومن ناحية أخرى يشير محمد جودة، أستاذ علم النفس والاجتماع، إلى أن الزواج فى بداية العشرينات هو أنسب المراحل التى لا بد أن يتزوج فيها الإنسان ومميزاته أكثر من عيوبه، ويقول «جودة» هذا ما أثبتته الكثير من الدراسات، فالزواج فى سن كبيرة يؤدى إلى فقدان الكثير من المشاعر والأحاسيس.
إسلام شعبان: الحب فى الجامعة أعطانى العزيمة لأتحدى كل الظروف
ويضيف: «الماديات ليست هى كل شىء فالتفكير والشخصية أيضاً لهما عامل على نجاح الزواج بشكل عام، فمثلاً يجب أن يكون تفكير الشاب والفتاة سوياً حتى يستطيعا الزواج وتحمل المسئولية، حينها سينجح زواجهما مهما كانت أعمارهما، أما إذا كانا غير ذلك فإن تحسن ظروفهما المادية لن ينفعهما بأى شىء».